مؤتمرات الدكتور عبد الله التركي لحوار أتباع الأديان
(2009-10-04)(19:18)
كم
سمعت المثل العربي أو شطر البيت (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) فتعجب وكيف ذاك؟ فإذ
بالمذيعة في البرنامج الثاني تقول لنا سننقلكم إلى جنيف لتستمعوا إلى تقرير عن مؤتمر
حوار الأديان وكأنها نسيت أن العنوان الملطّف هو (حوار أتباع الأديان)، وعلمت أن المؤتمر
يرعاه خادم الحرمين الشريفين الذي دعا قبل مدة إلى حوار بين أتباع الأديان وهذا المؤتمر
تشرف عليه الرابطة العالمية للعالم الإسلامي التي يتولى منصب الأمين العام فيها منذ
سنوات (لا أدري كم!) الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي.
الحوار
مع أتباع الأديان أمر مطلوب ومهم وحيوي. ولكن
هل أعددنا له العدة الحقيقية؟ منذ سنوات دعت
جامعة ليدن بالتعاون مع وزارة الثقافة الهولندية ووزارة الشؤون الدينية الإندونيسية
إلى مؤتمر بعنوان (المؤتمر العالمي الأول حول الإسلام والقرن الواحد والعشرين) وحضر
المؤتمر وفد من الأزهر غالبيتهم العظمى لا
تفقه كلمة في لغة أجنبية (مع أنه ثمة أزهريين يتقنون لغات أجنبية) فأين كان الدكتور التركي وحاشيته؟ لقد عقد ذات يوم مؤتمر عن التحيز
في كتابة التاريخ في جامعة مصرية فذهب الدكتور عبد الله التركي وربما قدم بحثاً وصحبه
جمع من العمداء والمساعدين والذين لا علاقة لمعظمهم أو ربما كلهم بالمؤتمر. فكتبت إلى
منظم ذلك المؤتمر أقول له: "أما مؤتمركم فأشبه بطعام الوليمة، يدعى إليها كبار
المسؤولين (الأغنياء) ويطرد المختصون الحقيقيون (الفقراء). فاعتذر، ثم أخبرني أنه بحاجة
لتوظيف قريب له في شركة المطبقاني الطبية، وربما لو توظف قريبه لدعاني إلى المؤتمر.
أما
هذا المؤتمر العظيم على الرغم مما يمكن أن تكون نفقاته فكنت أتمنى أن يوفر جزءُ منها
لينفق في إعداد الباحثين والعلماء ليكونوا حقاً ممن يؤتمنون على حوار أهل الأديان الأخرى.
فقد عرف الدكتور عبد الله التركي أن حضور المؤتمر فن لا يتقنه كل الباحثين أو العلماء،
ليس فقط من ناحية اللغة فهي أساسية في المؤتمرات العالمية ولكن نحن بحاجة إلى تكوين
علماء يتربون في معاهد مخصصة، فكم طالب سعودي أو عربي مسلم درس في معهد هارتفورد اللاهوتي
أو درس في أقسام دراسات الأديان في الجامعات الغربية؟ وكم طالب ابتعثنا ليدرس في أحد
الأديرة بعد أن نكون خبرناه عن قرب من ناحية معتقده وسلوكه وصلابة إيمانه؟
تعليقات
إرسال تعليق