جيش أسامة بن زيد وكارثة أكلاهما


تقديم : مقالة قديمة ولاحظوا هل تغير شيء في الإعلام الغربي أما الإعلام العربي المسيس فهو من سيء إلى أسوأ ويا قلبي لا تحزن

 

    الحمد الذي ظهرت براءة المسلمين والإسلام من هذه الكارثة الفظيعة .خابت آمال كثير من الإعلاميين الغربيين وأسقط في أيديهم أن لم يجدوا  للمسلمين ضلعاً أو يداً في هذه الجريمة. إن ما حدث في مركز التجارة العالمي في نيويورك  قد أعطى الفرصة للكثيرين في الإعلام الغربي لإلصاق شتى التهم بالإسلام والمسلمين وإصدار الأعداد الخاصة والتحقيقات التي تحاول إثبات همجية المسلمين ووحشيتهم. وأظهر هؤلاء أحقادهم الدفينة بالرغم من ان سياق الحادثة أظهر أن ليهود يداً في العملية،  لكن سرعان ما عٌتّم على هذا الجانب كأن لم يكن خوفاً من التهمة الجاهزة ـ معاداة السامية.

    الحمد لله أن خيوط المؤامرة أو الجريمة قد ظهر سريعاً وقامت وكالة التحقيقات الفدرالية بتسريح جيش المترجمين من العربية وإليها لأنه لا حاجة إليهم .فالجريمة مسألة داخلية أمريكية مئة بالمئة.

     وجميل أن قام عدد من الدول الإسلامية بالتنديد بالحادثة واستنكارها بسرعة للتأكيد على أنه ليس للمسلمين يد في العملية .ولكن العجيب أن اليهود في إسرائيل كانوا من أسرع الدول في الاستنكار وإبداء الاستعداد للمساعدة  في الكشف عن الجناة . وإنها لفرصة عظيمة أن يراجع الإعلام الغربي نفسه فيما ينسبه إلى الإسلام والمسلمين، ولعلها أيضاً تكون مناسبة طيبة لبعض وسائل الإعلام العربية الإسلامية التي تتبع خطوات الإعلام الغربي فتتوقف عن تقليد الإعلام الغربي في كل شيء.

     إن ما حدث في أوكلاهوما سيتي جريمة بكل المعايير الإنسانية، ولكن هذه المعايير كان الغرب هو أول من ضرب بها عرض الحائط  حينما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين فهذه جيوش روسيا قد دكت معظم مدن الشيشان حتى أعادتها قاعاً صفصفاً،وقد قيل لو كانت الشيشان جزءاً من روسيا لما فعل بها يلتسين ما فعل. وقد فعل الصرب الشيء نفسه ،وكانت إسرائيل في حربها للبنان قد استخدمت وسائل التدمير كلها.

    وقد ظهرت وحشية الغرب في الحربين العالميتين التي أشعل الغرب أوارها واكتوى بنارها العالم أجمع وإن كان الغرب أكثر من مسّه التدمير الوحشي. ويجب أن لا ننسى أن الاحتلال أو ما يسمى الاستعمار استخدم وسائل التدمير ومن ذلك أسلوب الأرض المحروقة حيث يحرقون الأرض ومن عليها .وكم حُرق الألوف في الكهوف في الجزائر على أيدي القائد الفرنسي بيجو.

    أما الإسلام فهو دين الرحمة والعدل والحق والخير .فهذا جيش أسامة بن زيد رضي الله عنهما يعسكر خارج المدينة المنورة منتظراً الأوامر للانطلاق فيمرض الرسول صلى الله عليه وسلم فما كان من  الجيش إلاّ الانتظار . ولو كانت المسألة مجرد مهمة قتالية لما انتظر الجيش حتى لحق الرسول صلى الله عله وسلم بالرفيق الأعلى وتولى الصديق رضي الله عنه الخلافة، فخرج يودع جيش أسامة، ويقدم له النصيحة التي يجب أن تكون درساً لسائر جيوش العالم ومفكريه .إنها الوصية التي خرجت من مشكاة النبوة . وقف الصديق رضي الله عنه يودع الجيش فقال لهم:( قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنّي :

    1- لا تخونوا ،

  2- ولا تُغِلّوا،

  3- ولا تغدروا ،

  4- ولا تُمَثّلوا ،

  5- ولا تقتلوا طفلاً صغيراً،

  6- ولا شيخاً كبيراً،

  7- ولا امرأة ،

  8- ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة،

  9- ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلاّ لمأكلة،

 10- وسوف تمرون بأقوام فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.

     إذن هكذا هو الإسلام لا خيانة، ولا غدر، ولا قتل للأطفال، والنساء والشيوخ، ومن فعل غير ذلك فقد خالف الإسلام. وحتى لو فعل العدو بالمسلمين شيئاً من هذه الأعمال الوحشية فالمسلمون لا يردون بالمثل ،وهذا ما حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حينما مُثِّل بحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فجاءت الآيات الكريمة تأمر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بالصبر والعفو. وهو ما فعله صلاح الدين مع الصليبين الذين حين دخلوا بيت المقدس وقتلوا فيه عشرات الألوف حتى بلغت الدماء إلى الركب، ولمّا مكّن الله سبحانه وتعالى صلاح الدين من الصليبيين لم يفعل بهم كما فعلوا بالمسلمين. 

   فهل يعي الإعلام الغربي الدرس؟

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية