ظاهرة دبي وما أساسها وما أهدافها وإلى أين؟


 

 

أود الحديث عن تجربتي الشخصية في مطار دبي العظيم (حجماً وضخامة ورفاهية) الحقير مضموناً وأسباباً وأهدافاً؟

         ما هذه الظاهرة التي ابتدعتها دبي حتى تهافت الناس عليها من كل حدب وصوب من عجوز أسترالية إلى عجوز إنجليزية إلى شاب كوري وزوجته أو رفيقته وحبيبته أو عشيقته إلى كل الناس من كل حدب وصوب؟ أفي شهر آب اللهاب كما يقول إخوتنا في الشام تمتلئ الطائرة عن بكرة أبيها فلا يوجد فيها مقعد واحد شاغر من سيول أو سول أو سيئول بكوريا الجنوبية إلى دبي، وحتى عندما انطلقت الرحلة من دبي إلى الرياض كانت أيضاً مزدحمة بكل صنف من البشر؟ كيف ظهرت ظاهرة دبي ومتى وما معنى أن تكون دبي مفتوحة لكل الأجناس من العالم عدا العرب والمسلمين. (وقد زاد عدد السعوديين مؤخراً) لماذا كل تلك التعقيدات للزائرين أو العابرين من العرب والمسلمين وكل تلك السهيلات للخواجات من إنجليز وأمريكان وأروبيين عموماً، هل يحبهم الشيخ حاكم دبي أو وجد فيهم الصدق والأمانة والأخلاق الرفيعة فهو يقدمهم في المعاملة؟

      وكأن دبي يراد لها ان تكون نسخة من سنغافورة ولكن سنغافورة نجحت بسواعد أبنائها وليس بكل صنف مستورد من الناس. ويمكن ان الإحصاءات الحقيقية لو ظهرت لكان الهنود في المقام الأول الذين لو أجريت انتخابات لفاز أحدهم برئاسة الدولة، وكانت رئاسة الوزراء لإيراني من الطائفة الشيعية وليس إيراني سني لأن السني في إيران مقموع مقموع لا يستطيع الخروج ولا التنفس ويبكي الصفار على حفنة من الشيعة نعرفهم ونعرف ما يمكرون للسنّة، ودعكم من حديث المواطنة وخرابيطها فالقضية والله اكبر.

        المهم أريد من كتب عن ظاهرة دبي ولماذا كل أنواع الضلالات والفساد تنطلق من دبي ففي الطائرة التي وصلت الرياض رأيت أمامي عشرات الحقائب لآل الإم بي سي- وأنت تفهمون -فقلت والله مدينة تضم هذه الأفاعي السامة القاتلة لا تصلح أن تزار وإن كان يقام فيها مسابقات قرآنية ودروس رمضانية ولكن سر في اي شارع في دبي وانظر إلى أشكال النساء فهل هؤلاء جئن ليكن خبيرات يستعين بهن رجال الأعمال والصناعة والتجارة والعلوم والتكنولوجيا أو جئن لأهداف أخرى؟ وهل يعانين في المطار للحصول على تأشيرة؟
وأختم هذه الخربشات بالسؤال ما فائدة مجلس التعاون الخليجي بعد ثلاثين سنة ومواطن من السعودية يحتاج إلى تأشيرة دخول لزوجته غير السعودية (عربية مسلمة من المغرب) ويدفع مائة وتسعين ريالاً ويملأ استمارات وأوراق لا أول لها ولا آخر ويتفنن الموظفون المحترمون الذين يحملون صور لرئيس الإمارات أو حاكم دبي في صدوروهم أو يعلقون الصور في رقابهم (ما أجمل حب الرؤساء والزعماء)! سمعت بمن تحمل صورة حبيبها أو ابنها ولكن صورة رئيس دولة في الصدر فمن اختراعات موظفي المطار في دبي، ويسأل أين تنزل ومتى تخرج؟ ومرت من أمامي عجوز وزوجها من بلاد الإنجليز فكانت الابتسامات العريضة والحديث الودي بين الموظف والضيف والضيفة أو هم أهل الدار وأنا لاأدري، وأخيراً أصر على الاطلاع على إقامة زوجتي وقلت له ما شأنك بها فهذه وثيقة داخلية ومع ذلك فاضطررت أن أطلعه عليه فما كنت في حال الامتناع بعد سفر طويل من كوريا وحاجتنا للراحة، ولعلمي بأن هذا الموظف يرى في نفسه كأنه رئيس الدولة وليس مجرد موظف جوازات.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية