رسالة إلى ابنتي غدير


الابنة الحبيبة أم هشام                حفظها الله ورعاها ، ورزقها السعادة في الدارين

 

              السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد:

      غداً ان شاء الله سيكون عندي طابعة جديدة بالليزر ، وها أنا أعد لك رسالة لتكوني أول من أطبع رسالة له في هذه الطابعة الجديدة تيمناً بك .الذي جعلني أستعجل في الحصول على الطابعة أنني كنت أطبع بعض  الأوراق لدورة الاستشراق تقيمها هيئة الاغاثة بالمدينة المنورة، ويقوم بتقديمها الدكتور مازن مطبقاني وتستمر الدورة مدة أسبوع من 17 الى 23 شوال 1415. وكنت قد قدمت دورة قبل سنتين .ولا أدري كيف تجرأت حينذاك على هذا العمل ،لأنني لم أكن مهيئا له، ولكن على كل حال لاقت الدورة تلك نجاحا طيباً والحمد لله.

   أعددت مادة أعتقد أنها طريفة لهذه الدورة، وهذا ما يطلق عليه عند الخواجات الHand outs ، لأن الطالب بعد انقضاء الدورة بمدة يحب أن يسترجع بعض المعلومات التي سمعها فيجد لديه مادة مكتوبة. وللمعلومية فسأجعل هذه المادة برنامجاً إذاعيا بإذن الله بحيث تبدأ بأحاديث إذاعية ثم نضيف إليها حوارات مع بعض المهتمين في مجال الدراسات الاستشراقية.

   رجعنا قبل قليل من عند أمي ،وهي بخير والحمد لله ، وكان عندها أيضا أبناء عمتك ماجدة.انتهى الكلام اللى عندي ما أدري ايش أقول لك . على أي حال سأغلق الكمبيوتر الآن لأن عندي قراءات للدورة.وأرجو الله أن نلتقي غداً صباحاً فإلى اللقاء.

   أسعد الله صباحك  اليوم هو الخميس الخامس عشر من شهر شوال لعام 1415 ، أصبحت لدي مرونة معقولة في الطباعة ، فلا يستغرق الخطاب منّي مدة طويلة حتى وضع الشدّة والتنوين ، وغير ذلك من الحركات. هذا كلام فاضي، صحيح.

   الجو غائم ، وقد قرأت موضوعا حول الاستشراق ودراسة الفقه الاسلامي ، وبدأت بإعداد المادة المطلوبة. وأرجو أن أنتهي منها قريباً. لكن يبقى الشيء الكثير من الدورة ، ولكني أقول ما أنجزته حتى الآن يعد شيئاً طيباً والحمد لله ، وسيجعل الأساتذة الآخرين الذين يقدمون دورات بعدي في حرج إن لم يقدموا ملخصات للمحاضرات ،لأن الهيئة المشرفة على الدورات قد تطالبهم بذلك.

      وصلتني دعوة من القنصل الأمريكي للإعلام والشؤون الثقافية لزيارة الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أسابيع ، ويتضمن برنامج الزيارة لقاءات مع عدد من الباحثين في مجال الدراسات العربية والإسلامية.ولعلي أرتب لنفسي بعض اللقاءات الخاصة ،وربما غبت الأسبوع الأول من الدراسة حيث إن الأسبوع الأول يضيع في إعداد الجدول.

    بالأمس قامت مريم ورؤى بترتيب المكتبة ، والحقيقة هذه المكتبة إن كان يراد لها أن تكون مكانا صالحا للعمل يجب أن تعطى حقها من التقدير، فتحتاج الى أن أنفق فيها أكثر من عشرين ألف ريال ، للديكور والدواليب التي لم تتفضلي حتى الآن بأن تبعثي لي بأي كتلوج ، ولا بد لي أن أسأل في المدينة عن مهندس ديكور محترم يرتب لي الأمر .فالمكتبة كذلك بحاجة الى لمسات أنثوية مستمرة،وأنا متفائل أن هذه اللمسات ستأتي قريباً بإذن الله سبحانه وتعالى. وها نحن تجاوزنا الصفحة الثانية بثلاثة أسطر يا ست غدير . كم بلغ عدد رسائلي اليك أيتها الحبيبة؟ وهل تعودين إليها بين الحين والآخر ؟ وما رأيك في العودة للكتابة بخط اليد بدلاً من هذا الجهاز. ولكن هل تختلف العواطف؟ يبدو لي ان العواطف لا تختلف ، ولكن الكتابة باليد تشف عمّا بالنفس أكثر. على أية حال أرجو أن أكتب اليك الرسالة القادمة بطريقة مختلفة إن شاء الله.سأتوقف الآن للقراءة والكتابة ، وأعود إليك قريباً إن شاء الله السميع العليم .

أسعد الله مساءك

    وصلت الطابعة وعند تركيبها افتقدنا أسطوانة رقم تسعة من برنامج الوندوز ولهذا لم تعمل، وقد وعدني بالحصول على هذه الأسطوانة اليوم بعد المغرب وقد أوقفت الطابعة القديمة حتى أتمكن من طباعة رسالتك أول ما أطبعه بإذن الله على الطابعة الجديدة.سأقوم ببعض القراءات الآن حتى المغرب ثم أذهب ان شاء الله لإحضار المطلوب. لقد أحضرت الأسطوانة وأرجو أن يكون المطلوب قد تم . لك تحياتي ولأبي هشام وللحبيب الحفيد هشام القبلات

       والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

16شوال 1415

                                                            المحب أبوك

                                                         مازن صلاح مطبقاني    

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية