أفكار لبرنامج عن البعثات الدراسية



سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

أعتذر ابتداءً على التأخر في الرد على مكالمتكم وتقديم بعض الأفكار حول الابتعاث، ولكن يبدو أنه ما زال لدينا بعض الوقتن وعلى أي حال فإليك بعض الأفكار:

·        الابتعاث تاريخياً متى بدأ ومن أي بلد وما دوافعه وما أهدافه؟

·        من أين انطلقت البعثات الأولى إلى أوروبا وأمريكا.

·        أوائل المبتعثين العرب من مصريين وغيرهم وتأثرهم بالغرب

·        البعثات من المملكة العربية السعودية كيف انطلقت وما الجهات التي دعمت الابتعاث؟

·        البعثات الحالية إيجابياتها وسلبياتها

·        مقترحات لمساعدة المبتعثين التأقلم مع البلاد التي يدرسون فيها.

·        عمل دراسات ميدانية حول الابتعاث من الجوانب جميعها.

يقول محمود شاكر إن نابليون أرسل إلى خليفته في مصر رسالة جاء فيها:

"اجتهد في جمع 500 أو 600 شخصاً من المماليك حتى متى لاحت السفن الفرنسية تقبض عليهم في القاهرة أو الأرياف وتسفرهم إلى فرنسا، وإذا لم تجد عدداً كافياً من المماليك فاستعض عنهم برهائن من العرب ومشايخ البلدان، فإذا ما وصل هؤلاء إلى فرنسا يحجزون مدة سنة أو سنتين، يشاهدون في أثنائها عظمة الأمة (الفرنسية) ويعتادون على تقاليدنا ولغتنا ولمّا يعودون إلى مصر ، يكون لنا منهم حري يُضم"ُ إلى غيرهم."

ولم يتحقق هذا الأمر فكان المستشرق جومار (آدم فرانسوا جومار 1777-1862م قد طور المشروع بعد خمس وعشرين سنة ويقول محمود شاكر:" لقد سنحت لجومار أعظم فرصة باستجابة محمد علي لإرسال بعثات إلى أوروبا، فبنى مشروعه، لا على كبار السن من المماليك ومشايخ البلدان بل على شباب غض يبقون في فرنسا سنوات تطول أو تقصر يكونون أشد استجابة على اعتياد لغة فرنسا وتقاليدها، فإذا عادوا إلى مصر كانوا حزباً لفرنسا، وعلى مر الأيام يكبرون ويتولون المناصب صغيرها وكبرها، ويكون أثرهم أشد تأثيراً في بناء جماهير كثيرة تبث الأفكار التي يتلقونها في صميم شعب دار الإسلام في مصر، هكذا طوّر جومار مشروع نابليون الذي لم يستطع كليبر أن يحققه وهلك دونه.

يقول الدكتور طه جابر العلواني: "إن المسلمين اليوم – أحوج ما يكونون إلى العمل على إعادة بناء هذا "الحاجز النفسي" بينهم وبين أعدائهم ليبقوا على ما قد يكون بقي لهم من عرى الإسلامن ويرمُّوا ما قد رث منها وبلي فإن الكفار ما استطاعوا النيل من هذه الأمة إلاّ بعد أن تمكنوا من هدم "الحاجز النفسي" بينهم وبين المسلمين بوسائل متعددة وخطط متصلة بدأت مند أن انتصر افسلام وقامت دولته ويئس الكفار من تدميرها أو النيل منها.
 
المدارس الأجنبية:

"كانت المواد والموضوعات التي تدرس فيها (المدارس التنصيرية والجامعات) تختار بعناية فائقة لتحقق الأهداف البعيدة لبعثات التنصير، والحكومات النصرانية –التي وراءها، ونظرة واحدة في تلك المناهج تجعلنا على يقين من أن الجيل الذي يتخرج في هذه المدارس لن تكون علاقته بدينه وعقيدته ، وسيرة سلفه الصالح إلاّ علاقة انتساب فقط يحتفظ بالاسم ويتنكر للمحتوى ويتنصل منه.

أما الحب والإعجاب والسلوك، ومناهج الحياة- فإنه يستلهمها من أساتذته ومربيه- الذين وجهوا فواده ومشاعره نحو أقوام غبروا واندثروا من الذين سخط الله عليهم –كالفراعنه والبابليين والأشوريين والفينيقيين وغيرهمن لأن هؤلاء – في نظرهم- أجدادهم ، ومصادر فخرهم بما بنوا ن حضارات مادية بائدة. ولقد أتى هذا التعليم المنحرف أسوأ النتائج في حياة هذه الأمة ، فقد خرج جيلاً مصبوغاً بثقافة أعدائه وأفكارهم ومعتقداتهم وتصوراتهم ومواقفهم."

       يقول الدكتور إبراهيم القعيّد في مقدمة كتابه الابتعاث إلى الخارج وقضايا الانتماء والاغتراب الحضاري:"إلاّ أن ظاهرة الابتعاث إلى الخارج ظاهرة حضارية بطبيعتها وليس في الإمكان الفصل فيها بين الجانب التعليمي (الأكاديمي والمهني) وبين الجانب الثقافي (الاجتماعي والنفسي) وتأثيراته على فكر وسلوك الطلبة المبتعثين، والواقع أن هذا الجانب الثقافي في الابتعاث لا ينال ما يستحقه من الاهتمامن ولا يدخل غالباً في حساب المؤسسات المسؤولة عن الابتعاث، كما أن الكثيرين لا يدركون أبعاد هذا الجانب بالرغم من أن الإحساس ببعض مظاهره السلوكية والفكرية على المبتعثين في أثناء في فترة الدراسة وبعد الرجوع من البعثة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية