راكب وظل شجرة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

          الحمد لله الذ علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، الحمد لله خلق فسوّى والذي أخرج المرعي فجعله غثاءً أحوى، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم، تركنا على المحجة البيضاء للبشرية  وعلى آلة وصحبة أجمعين.

        اللهم اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني، اللهم لا سهل إلّا ما جعلتها سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، اللهم يسر لي أمري فيما أنا بصدده من كتابة "لمحات من الحياة" وهي لمحات لأنه كما قيل ليس كل ما يُعلم يُقال"، وقيل "كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكل ما سمع"

        نِعمُ الله كثيرة لا تعد ولا تحصى (وما بِكُم من نعمةٍ فمنَ الله)

        الحياة نعمة

        والإيمان نعمة،

        والصحة نعمة،

        والعلم نعمة

        وحبُّ الناس نعمة

        تنقدح في الذهن أفكار كثيرة، بعضها ينمو ويزدهر ويزدهر ويثمر وبعضها يمر مر السحاب أو يكون غيمة صيف...

        وقد مرّ في خاطري فكرة المذكرات فطردتها ولم أطاردها قائلاً وهل ثمة ما يستحق أن يكتب؟ وقد تلقيت اتصالاً من شاب يعمل في قناة المجد هو الابن خالد كرم قبل أسابيع يخبرني فيها برغبته استضافتي في برنامج هو المنتج المنفذ له اسمه (قصة كتاب) أي قصة تأليف كتاب، فراقتني الفكرة ووافقت، وتحدثت في نصف ساعة عن بعض مؤلفاتي، ولكن الحديث أمام آلة التصوير والأضواء الساطعة له رهبته وهيبته، ويختلف الحديث لوسائل الإعلام عن الكتابة لما فيها من قيود وأن الحديث لا بد أن يتم خلال وقت محدد....       

        شوهد البرنامج من قبل بعض الأحباب والأبناء ذكوراً وإناثاً فقيل لي إنك لم تقل كل ما عندك أو إنك يا دكتور لديك أكثر من هذا فلماذا لا تكتب مذكراتك أو ذكرياتك؟ وتكررت هذه العبارة حين شاركت في برنامج (توقيعات) حول الابتعاث فقال البعض لدى الدكتور كلاماً أكثر.

        كما شاركت في بعض المنتديات في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) الخاصة بالطلاب والطالبات في جامعة الإمام وجامعة الملك سعود وجامعة طيبة حول تجربتي في البحث العلمي، وكانت فرصة رائعة في الحديث عن مرحلة من حياتي اتسمت بالمعاناة والصراعات بأنواعها وكتبت وكتبت...

        ومن إسلام أباد في باكستان بدأت الفكرة أو الخاطرة في دفتر حصلت عليه من أنقرة. أجلس في صالة الفندق أحتسي الشاي وأستمتع بجو الصباح الباكر فأرجو أن أواصل الكتابة كلما كان المزاج رائقاً، كما أرجو أن أنقلها لمدونتي أولاً بأول حتى تكون فرصة للمراجعة والتصحيح والتدقيق.

        قرأت مذكرات وقرأت حول كتابة المذكرات أو الذكريات وعرفت أن بعض من يكتب الذكريات يجعل نفسه البطل أو قطب الرحى وكل شيء يدور حوله، يكتب عن النجاحات والإنجازات ويسكت عمّا سوى ذلك، يكتب بعضهم حتى يكون أحد الثلاثة الذين وصفهم المثل البدوي" ثلاثة لا يوجد من هو أكذب منهم: شايب ماتت أقرانه، وشاب تغرّب .... ونسيت الثالث، فقد مات من سمعت منه المثل لأسأله عن الثالث.

        فما خطتى وما هدفي في كتابة هذه اللمحات؟ أعترف أنني تحيرت كثيراً في خطة الكتابة..هل تكون موضوعية أو تاريخية، وقد قررت أن تكون تاريخية كما أنها لن تكون سرداً بحتاً ولن تطغى عليها التحليلات والتعليقات على كتابتي حرصاً على أن لا تفقد التشويق والمتعة. كما أنها ستكون موضوعية في بعض القضايا التي كتبتها من قبل ومنها على سبيل المثال تجربتي في البحث العلمي والحصول على البعثة الدراسية إلى أمريكا قبل ذلك.

     أما الهدف من كتابة المذكرات أو اللمحات فتسجيل لأحداث نصف قرن وزيادة مع ما فيها من الدروس والعبر والطرائف.

                                                                                                  إسلام أباد – باكستان

                  صفر الخير 1432هـ الموافق يناير 2011م.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية