رسالة قديمة من الدكتور قاسم السامرائي


بسم الله الرحمن الرحيم

لايدن  في 11/9/1989

          أخي الكريم مازن           سلّمه الله

          سلام من الله عليك ورحمته وبركاته             أما بعد:

          فلقد آلمتني رسالتك وأحزنت قلبي لما تلقاه من عنت وعقوق وضرر ومناكدة وسيل اتهامات لا أعرف محتواها ولا فحواها. ولقد كنت أربأ بالأخ (.......مدير المعهد) أن ينساق في درب شائك، إذ كنت أحسبه أسمى خلقاً وأنقى ديناً من ن يلقي التهم جزافاً دون مسؤولية من ضمير أو رادع من دين، وقد عجبت لك إذ لم توفر عليّ عناء التخمين والحدس فذكرت لي بعض ما قُرفت به. والظاهر أن الأمر أكثر جدية مما فهمت من رسالتك في تكليفهم لجنة لمحاكمتك "السريّة" أو "العلنية" فهل أستطيع أن أمدّ لك يد العون؟ أنا على استعداد! فإنك عندي أجلّ من أن تحاكم . فهل للغيرة والعصبية" والحسد وهما في قلب كل بشر دور في هذا النكد والمناكدة؟

          ولقد عجبت من اعتذار المشرف وساءني ذلك جداً. أما كان لهذا الرجل وازع من علم أو مضغة من إباء وشمم فيقف معك في محنتك؟ أم أنه كان أكثر حرصاً على وظيفته التعسة ومرتبه المرذول من سمعته بل من كرامته؟

          سررت والله بكتابك النفيس (المغرب العربي بين الاستشراق والاستعمار) فقد كنت فيه كما ظننت فيك: عالماً دقيقاً وباحثاً موضوعياً تحسب لكل كلمة تلقيها حساباً. وقد أريته لأحد المستشرقين المهتمين بالمغرب فأعجب به وسوف يكتب لك قريباً.

          لقد عقد هنا مؤتمر تحت شعار "الإسلام والدولة" وقد حضر برنارد لويس وألقى محاضرة أعاد فيها كل ما سبق وأن نشره من آراء وقد تناقشت معه طويلاً ودعي أحد القضاة المصريين واسمه محمد سعيد عشماوي فخلط وأسفَّ فهاجمته علناً وفقد فهمت منه أن له كتباً منشورة، فهل تعرف عنه وعن كتبه شيئاً؟؟

      أرجو لك نشاطاً طويلاً وهمة في النشر والدعوة عالية وصبراً على المكائد والنكد عميقاً والله تعالى يوفقك إلى ما يرضى

واسلم برعاية الله

                                                قاسم السامرائي

                                                                  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية