جزء من لقاء مع طلاب وطالبات منتدى جامعة الإمام


    مع احترامي الشديد لشخصك الكريم د. مازن ومع هذه التجارب المثير للاهتمام والمثيرة للجدل في أحيان أخرى ؟
      سؤالي هو على شكل عتب في المقام الأول؟ واستفسار من جهة أخرى، هل وجه لك مجلس الشورى دعوة لحضور جلسة لحضور جلساته في يوم من الأيام؟ ثم كيف كانت المداخلات المطلوبة في تلك الجلسة؟ وهل أنت مع نظام مجلس الشورى الحالي؟ وهل ترى عرض الجلسات مباشرة على الهواء؟ وكيف ترى اقتراحات حضور (بعض) من أبناء الشعب السعودي جلسات المجلس، وهل أنت مؤيد لحضور النساء جلسات المجلس والإدلاء بأصواتهن؟
الإجابة:
أين العتب أيها الابن العزيز؟ لقد سمعت تفسير قوله تعالى (فاصفح الصفح الجميل) في برنامج إذاعي وهو العفو الذي لا عتاب معه، ولك أن تعاتب ولك العتبى حتى ترضي يا وليد ولكل معاتب آخر.
      مجلس الشورى لم يوجه لي أي دعوة لحضور جلساته حتى الآن. أما المداخلات فهناك بلاد كثيرة سبقتنا في مجالس الشورى أو البرلمانات ولها نظام في ذلك، وليس لي معرفة بالتفاصيل، ولكن يعطى كل متدخل أو كل عضو وقتاً محدداً يلتزم به وينبغي أن يكون رئيس المجلس صارماً وحازماً وعادلاً في توزيع الوقت، وعرفت أنه يمكن لعضو أن يتنازل عن وقته لعضو آخر أو يؤجل وقت مداخلته. ولكن هذه تفصيلات يمكن التوصل إليها من خلال الخبرة. أما عرض جلسات البرلمانات على الهواء مباشرة فهناك قناة خاصة للكونجرس الأمريكي تعرض كل شيء وليس برنامجاً قصيراً، والبرلمان اليمني تعرض على الهواء مباشرة. وما يزعجني أن أجزاء من الجلسات لمجلس الشورى تعرض ويظهر فيها الأعضاء في مشالحهم وكأنهم في استعداد للتصوير فهذا مكان عمل وليس للظهور في تلك الأناقة الكاملة.
     أما دعوة بعض أبناء الشعب فما المقصود من ذلك إن عرضت الجلسات على الهواء مباشرة أو كان للشعب وسيلة للتواصل مع أعضاء مجلس الشورى. فمثلاً يكون لكل مدينة عدد من الممثلين ويكون إيصال طلبات أو هموم تلك المدينة أو ذلك القطاع إلى مجلس الشورى بدلاً من الحضور المباشر. وينطبق هذا على حضور النساء فلو كان الوصول إلى أعضاء مجلس الشورى هاتفياً أو بالإنترنت أو الفاكس فيكون هذا كافياً فيما أعتقد.

أهلا أستاذي الكريم ,,
عدت ... ولك مطلق الحرية أستاذي في تجنب الرد عن أي سؤال

السؤال الأول: أؤمن بأن الوسائل الإعلامية يجب أن تنقل واقع الشعب و تكون المرآة التي تعكس أحوال الرعية للراعي هل هذا صحيح؟! و هل برأيك وسائلنا الإعلامية نقلت بالشكل المطلوب معاناة الشعب و مشاكلهم ؟!
الإجابة: من الصعب الحكم بإطلاق على الصحافة في جميع فتراتها وعلى الصحف جميعاً حكماً واحدا، نعم هناك تقصير ولكن هذه الصحف تخضع لقيود كثيرة يصعب تخطيها، فلذلك تحاول الصحف قدر المستطاع أن تنقل الهموم بوضوح وصراحة. والمطلوب منها أكثر مما تقدمه.
السؤال الثاني: ما الذي أعجبك في أمريكا و لم تجده في السعودية ؟!
    هذا سؤال كبير يستغرق صفحات وصفحات، يعجبني في الغرب عموماً الجانب العملي في حياتهم، فليس لديهم البيروقراطية التي لدينا، ولديهم المشروعات العامة التي توفر وسائل المعيشة الأساسية من مواصلات وغير ذلك. يعجبني في الغرب تشجيع الإبداع وإعطاء الفرص للمبدعين وأن الواسطة أقل مما هي عندنا وإن كانت موجودة عندهم أيضاً ولكن بدرجات أقل. يعجبني الإدارة عموماً هناك التي تؤكد على الإنجاز...والقائمة تطول، ولكن أيضاً هناك ما لا يعجبني ولا يتفق مع قيمنا وأخلاقنا وديننا من الإباحية والفوضى الاجتماعية وسأقدم مقالة إن شاء الله عن كتاب صدر حديثاً في أمريكا بعنوان (أنقذوا الرجل) وكاتبته امرأة.
السؤال الثالث: أغلب المشكلات في السعودية-بحسب ما يناقش في المنتديات تعود أسبابها لـ(البطانة الفاسدة) هل تعتقد بصحة ذلك ؟!
الإجابة: سمعت مثل هذا الكلام كثيراً والمقصود تبرئة صاحب البطانة، ولكن من الذي قرّب هذه البطانة وأبعد تلك. من الطريف أن البطانة في الملابس هي التي تكون لاصقة بالجسد، ونحن نرتاح لنوع من البطانة ولا نرتاح لنوع آخر، وهكذا الحاكم لا بد أن يرتاح إلى بطانة معينة، ومن الذي يختار البطانة؟ هل هناك بطانة تفرض على أي حاكم في أي مكان من العالم؟ عندما جاء عمر بن عبد العزيز رحمه الله اختار بطانة غير البطانة التي كانت عند الحاكم السابق، لقد اختار البطانة التي توجهه إلى الخير والحق ولا تكتم عنه خبراً وترشده إلى الحق. روي أن عبد الملك أحد أبناء عمر بن العزيز رأى أباه في قيلولة قبل أن يكمل إرجاع المظالم، فقال لأبيه ومتى ستكمل إرجاع المظالم قال أقيل قليلاً، فقال له الابن وهل تضمن أن تعيش إلى ما بعد القيلولة، الآن يا أبي...
تتحمل البطانة الفاسدة وزر ما يحدث ولكن إلى حدود.
السؤال الرابع: قرأت من فترة جملة لبرنارد لويس لا أتذكرها حرفيا و لكن بما معناه (يجب أن تطلق الرصاصة بين عيني العرب فهم لا يحترمون إلا السلاح) أي أن العرب لا يخضعون إلا للقوة !بغض النظر عن مخالفتك له فكريا و دينيا..ما رأيك بمقولته ؟
الإجابة: هل نقول رمتني بدائها وانسلت، هو الغرب بشقيه أمريكا وأوروبا لا يفهمون إلاّ لغة القوة وليس الصفع على الوجه، فنحن نتأدب مع أعدائنا، وهم لا يتأدبون معنا. عبارة لويس (كن قوياً أو شديداً أو اخرج) نعم قال مثل هذا الكلام، وقاله غيره من المفكرين الغربيين. أما رأيي في مثل هذا الأمر فهو نوع  من الاتهامات التي توجه إلى العرب والمسلمين باستمرار. وهل كانوا بحاجة إلى عبارة برنارد لويس لتبرر هجومهم علينا وضربهم لنا؟ القضية أكبر من كلام لويس وإن كان لكلام لويس وأمثاله تأثيره في العقلية الغربية وفي عقلية الزعماء والسياسيين في الغرب. هم يريدون السيطرة علينا والإحاطة بنا إحاطة السوار بالمعصم، وكانوا يسمون بعض الدول العربية حول إسرائيل (دول الطوق) بزعمهم أن هذه الدول تخيف إسرائيل وفي الحقيقة كيف تخافنا إسرائيل ولديها مئات الرؤوس النووية ولدينا روس فجل وروس بصل ويسمى المصريون البصل ب فحل بصل، الحمد لله نحن نضرب دائماً من الداخل والخارج ولكن ليس هكذا يصح أن يكون حكمنا، وإنما كما قال الحق سبحانه وتعالى (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً جاهلين.
السؤال الخامس: هل تشكل إيران تهديدا على المنطقة؟ أم أنها افتراءات أمريكية أقنعت بها الحكام العرب حتى تبقى قواعدها في المنطقة و تفرض سيطرتها على الشرق الأوسط ؟!
الإجابة: نعم إيران خطر حقيقي لأن إيران أصبحت تملك القوة وإن كانت ضعيفة داخلياً لأن حكم الملالي امتلك القوة ولكن الداخل الإيراني الذي يوجهه الملالي والعلماء للإيمان بالخرافات وبالمهدي الذي يدعون دائماً عجل الله فرجه أو خروجه، فكيف يصدق إنسان في هذا الزمان بشخص مختف في سرداب ألفاً وأربعمائة سنة تقريباً؟ أما أن الغرب يستخدمها لتخويفنا فالأمر أبسط من ذلك، نحن لم نسع لتكون لدينا قوة عسكرية محترمة بل كان  جل اهتمام الحكومات في الخليج العربي على تكوين قوات لحفظ الأمن الداخلي أكثر من أن تكون لها جيوش لمواجهة اعتداءات خارجية. وما تزال أعداد القوات وأعداد المواطنين في دول الخليج والجزيرة أعداداً محدودة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية