نظفوا أفنيتكم والغش في الامتحانات


 

 

كنت قبل أيام (قبل سنوات) أقوم بدور الشرطي في إحدى قاعات الجامعة حيث كنت أراقب الطلاب وهم يؤدون امتحاناً في مادة الثقافة الإسلامية (سلم 104) النظام السياسي في الإسلام. فأزعجني المحاولات المتكررة للطلاب للغش، وكأن الغش طبع أصيل من طباعنا في هذه البلاد فلا ألتفت يميناً إو يساراً حتى أجد طالباً يحاول أن يتحدث مع زميل له، وربما استطاع بعض الطلاب في أن يفتحوا المذكرة إن كانت قريبة منهم. ودليلي على الغش أن بعض الطلاب نقلوا عبارة خاطئة كتبها أحدهم فدارت في القاعة كلها وهي (الإدارة الذاتية) وهي (الإدارة السياسية) ولكن الغبي الذي نقلها لم ينقلها صحيحة فتكرر ت العبارة الخاطئة في القاعة، وفي قاعة أخرى كتب أحدهم الإقدام بدلاً من الاحترام فرأيتها في أكثر من ورقة.

فقلت لطلابي إن الطلاب الذي يغش اليوم سيكون مديراً غشاشاً أو محامياً غشاشاً أو مسؤولاً غشاشاً كما أن لدينا سباكين غشاشين ومهندسين غشاشين ونجارين غشاشين ومقاولين غشاشين. وهذا الغش هو الفساد أو هو أحد مظاهر الفساد. الغش حرام فأنت إن غششت نجحت بغير وجه حق وأخذت الدرجة بغير وجه حق ثم تأخذ الشهادة وبعدها الوظيفة بغير وجه حق فيكون راتبك فيه سحت (وأيما جسد نما أو نبت من السحت فالنار أحق به)

فيا طلابي الأعزاء هل ترضون أن يغشكم أبوكم أو أمكم أو أستاذكم؟ هل ترضون أن يغشكم الميكانيكي حينما يصلح سياراتكم أو يغشكم الحلاق حينما يغش في حلاق كدشكم؟ فلماذا تغشون أمتكم؟

وقضية أخرى لاحظتها وأنا في عمل الجندي أو الشرطي أو الحارس أن القاعات قذرة جداً وليس جداً لتقوية الضغيف فهي غاية في القذارة من البساط إلى النوافذ والله إن طبقات الغبار تكاد تكون قد تحتاج إلى علماء آثار لمعرفة كيف كانت النافذة قبل سنوات، أما البساط أو الموكيت فلماذا هو؟ هل قام أحد من مسؤولي الجامعة بالمرور على القاعات وتفقد البسط والنوافذ والنظافة عموماً؟

ومن ملامح القذارة قيام الطلاب برمي قوارير الماء والقاذورات من أعقاب سجائر إلى أكياس الشاي المستعمل أما الورق فحدث ولا حرج فقلت لهم قرأت حديثاً ذات مرة يقول (نظفوا أنفيتكم فإن اليهود لا ينظفون أنفيتهم) فخذ القارورة الفارغة - بعضهم من البطر يترك القارورة ولم يشرب منها إلاّ القليل) فيا من استكبرت على النعمة وبطرت قد تحرمها في المستقبل. أما الطالب الذي قال العامل سيأتي وينظف فلا العامل جاء وبقيت القاعة قذرة، ولو لم يرزقنا الله أن يكون لدينا عمّال فهل نكون قذرين، والسؤال هل الطلاب قذرون في منازلهم بهذه الصورة؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية