منتدى طلاب جامعة الملك سعود وطالباتها وأسئلة وإجابات


-لو لم يكن د.مازن .. د.مازن مطبقاني الدكتور في جامعة الملك سعود ، ما الذي سيكونه ؟

من الصعب أن يفكر الإنسان فيما ليس هو الواقع والحقيقة. ولكني لن أكون سوى كاتباً ومسافراً ورحالة. أحمد الله أنني لم أحصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية وأنني لم أقبل معيداً في قسم التاريخ، وأحمد الله على المعاناة في قسم الاستشراق بكلية الدعوة "فالضربة التي لا تقتلني تقوّيني" وأزعم أن ضرباتهم أعطتني حافزاً وقوة فالحمد لله على ذلك الابتلاء وما زلت اذكر كلمة لزميل لي في الخطوط السعودية قال ما دمت تبتلى في هذا المكان فالزمه...

3-الوالد، و الابن و الابنة جميعهم يشاركون في نفس التجمّع الإلكتروني ،
فـما هي ظلال هذا الاجتماع العائلي الذي انتقل من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي ؟

ج: هذا التجمع قد حصل بالفعل فصلاتي أحياناً ببعض أفراد أسرتي يتم من خلال هذا العالم الافتراضي.  ولكن هذا التجمع الافتراضي كان بركة عليّ كثيراً فقد خربشت عشرات المقالات وكتبت ما أصبح الآن كتباً عن رحلاتي، كما تعلمت من أبنائي وبناتي من خلال نقاشهم ونقاشهن لما أكتب، وتعلمت من العالم الافتراضي أخبار المؤتمرات والندوات وقرأت كثيراً بل أكاد أزعم أنني أقرأ بعض الأحيان من خلال هذا العالم الافتراضي أكثر مما أقرأ من الورق- مع عدم الاستغناء عن الكتاب- هذا العالم الافتراضي نقل إلي معلومات وأفكار وقضايا ما كنت لأصل لها لولا هذا العالم، فعرفت منتديات وكتاب من خلاله وأفدت من ذلك كله في محاضراتي في الجامعة وفي المؤتمرات التي حضرتها حتى كان آخرها عن العولمة داعم للهوية الإسلامية من خلال الاتصالات، وقد تحدثت عن مواقع المشايخ والعلماء وأثرها في نشر العلم والمعرفة ودعم الهوية الإسلامية بما يفيض به علينا هؤلاء العلماء الأفاضل، كما تناولت المواقع الرسمية والمؤسسية مثل اسلام أون لاين وغيره والمنتديات والقوائم البريدية وغيرها.


4-متابعة الطرح الحواري في الشبكة العنكبوتية تحتاج لـ فُسحة فراغ يومية ،
أما الذي يُدلي دلوه فيه .. فـإنه يحتاج لـفُسحتي فراغٍ ذهني و ذهن مشتعل ..
فـ ما الذي يدفع الدكتور مازن للخوض و الاستمرار في الحوارات العامة و الأكاديمية الافتراضية ؟

ج: أولاً ليس لدي الفرصة للكتابة في الصحف السيارة وأشعر أن لدي ما أقوله وأتعلمه فلماذا لا أشارك في هذا الحوار العنكبوتي، وقد منّ الله علي بعدد من القراء والقارئات ممن يجعلني أسعى لمزيد من النشاط.  أما الفراغ الذهني والذهن  المشتعل فمسألة أقول فيها إن الإنسان لديه رسالة في هذه الحياة وعليه أن يسعى إلى القيام بهذه الرسالة والمهمة، وهذه الرسالة تتلخص في رسالة الإسلام ونشر الوعي بهذا الدين بقدر استطاعتي وجهدي ومعرفتي، كما أن في مشاركاتي العنكبوتية (لفظة طريفة) تشحذ الذهن وتنشطه، وقيل إن المخ الذي لا يعمل يصدأ. أما الفراغ فمسألة نسبية فكثير من الناس يشكون من قلة الوقت وتسأل وما ذا أنجزتم فلا تجد الكثير أو الكثير الذي له قيمه، أما أنا فأعرف أن إنجازاتي متواضعة وأردد بيني وبين نفسي "لست صانعاً القنبلة الذرية أو النووية أو الهيدروجينية فقد سبقني غيري إلى صنعها، فما الاختراع العظيم الذي يشغلني؟ وعلى كل حال الكتابة متعة عندي وأمارسها والأمر الذي قد يغيب عن كثير أنني أستخدم مفاتيح الحاسب باحتراف فقد تعلمت الطباعة على الآلة الكاتبة وأنا في سن الخامسة عشرة وما زلت أحتفظ بهذه المهارة فأكتب بسرعة، وأزعم (لا تصدقوا) أنني أفكر بسرعة فلا أتعب في الكتابة ولا تأخذ وقتاً طويلاً. كما أني أخربش دائماً فما أريد قوله يأتي بسرعة، وقد لا يكون متقناً دائماً ولكن يؤدي المطلوب.


5-ما رأيك بـمقولة إننا شعوب لم تتعود على النقد الصريح وبالتالي عندما يفتح لها المجال تسيء استخدامه ؟

ج: يا سادتي افتحوا باب النقد أولاً، أجد أن المقولات التي تنهى عن النقد بل تصل إلى تحريمه أكثر من تلك التي سمحت به وله، صحيح أن بعض النقد يصل إلى التجريح ولكننا لم نتعود النقد بعد ولم نتعود الجرأة في الرأي والشجاعة الأدبية، وهذه أمور تغرس من المنزل بين الأب وأبنائه والأب وزوجه والطفل من الروضة. وقد أعجبني ابني هاشم وهو في الروضة أن ذهب إلى معلمة وقال لها أنا لا أحبك أنت قاسية، وكانت كذلك وعندها بدأت تغير معاملتها معه ومع بقية التلاميذ ولو لم تسمع رأياً صريحاً قوياً ربما لم تتغير.

كتبت ذات مرة عن الأمثال الشعبية التي نكرسها للخوف والجبن مثل (ألف مرة جبان ولا مرة واحدة الله يرحمه) ومثل (امش الحيط الحيط وقل يا رب السترة عليك) ومثل (اللي يتزوج أمنا هو عمّنا) ومثل (الشيوخ أبخص) وغيرها كثير. نحن بحاجة إلى  زمن طويل للتخلص من هذه الثقافة أو ثقافة الجبن والرعاديد والخوف والهلع وانعدام الشخصية وبعدها يمكن أن نناقش بعض التجاوزات إن حدثت. وقد لاحظت أن ثقافة  الأسماء المستعارة دون تربية أخلاقية وأسرية تنتج لنا كوارث أخلاقية، ويمكن أن نجد صوراً قبيحة جداً ليس للجرأة المؤدبة ولكن لسوء الأدب منقطع النظير في المنتديات ولا يقتصر هذا على المنتديات المتعلمنية الليبرالية بل وجدت أمثلة مخزية في منتديات إسلامية ومنتديات طلاب الجامعات الإسلامية.


6- يقول د.عبد الكريم بكّار " ... أما مكاسبنا من وراء كتب تحسم وضعنا الفكري فهي مثل مكاسب من أعطي مفتاح منجم من الذهب "
لكن يخالفه بعضُ قومنا بـاعتقاده أن الوصاية الفكرية على المجتمع (اقرأ و لا تقرأ ) من أهم الوسائل لحمايته من الانحراف الفكري ما رأيك بذلك ؟

لا أحب القضايا الفلسفية العميقة ولكن رأيي أن القيود والحجر هي من أخطر الأمور التي تتعرض لها الأمة. لكن الأصل أن يكون التيار الصحيح هو الأقوى والأعم والأشمل وعندما تتكون الحصانة وتبنى الشخصية من البداية فعند ذلك مهما تعرض الإنسان لأي تيار فكري فإنه لن يضره. ولكن ما الوصاية الفكرية أهي أن تجعل جزءاً من مكتباتنا محدودة الاطلاع حتى إن كتاب (الأمير) لميكيافيللي كان من المحرمات في جامعة الملك عبد العزيز عام 1400هـ وتجد هذا الكتاب متوفراً في معارض الكتب في هذه الأيام. رسالتي للدكتوراه سحبت من الأسواق دون أن تخبرني وزارة الثقافة (العظيمة) السبب وتنتشر كل أنواع الكتابات. لست مع الحضر والوصاية الكاملة التي كانت تجعلنا نهرّب الكتب وكأننا نهرب المخدرات إلى أن تصبح الكتب المنحرفة هي الثقافة الشائعة ومع ذلك فإن الأمة قادرة بإذن الله على التمييز بين الغث والسمين وصدق الله حيث يقول (وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية