ملاحظات حول ندوة "حوار الحضارات السعودية الفرنسية


 

 

 

 

تسعى جامعتنا جامعة الملك سعود إلى التميز في الجوانب كافة، وقد حققت كثيراً من طموحاتها ويشهد بذلك القاصي قبل الداني. ولكن تحدث الأخطاء والتجاوزات ومن حق الجامعة على أبنائها أن يخلصوا لها النصح وفيما يأتي مقالة كنت قد كتبتها العام الماضي ولم أقم بنشرها، ولكن ما دمنا في بداية العام الدراسي فآمل أن يؤخذ في الاعتبار ما ورد في المقالة فلعل الله يصلح حال ندواتنا ومؤتمراتنا لتؤتي أكلها كما ينبغي.

للندوات والمؤتمرات أعراف ثابتة ومتبعة في الجامعات ومراكز البحوث كافة ولكن الندوة الموسومة ب "حوار الحضارات السعودية الفرنسية" التي عقدت في الفترة من 10-12 ربيع الأول 1430هـ" تجاوزت هذه الأعراف الثابتة وفيما يأتي بعض الملاحظات.

1-      لم يعلن عن هذه الندوة مطلقاً فكيف تسنى لمنسق الندوة أن يحشد لها هذا العدد من المشاركين وأين كان الإعلان عنها؟ وتعلمون معاليكم أن الندوات يعلن عنها قبل سنة أو أكثر ليتسنى للأساتذة الراغبين في الاشتراك أن ينظموا وقتهم ويستعدوا استعداداً أكاديمياً للمشاركة الفعالة.

2-      المشاركون من الجانب السعودي هم كما يأتي:

-          خمسة متخصصون في العلوم السياسية

-          خمسة متخصصون في العلوم والطب والهندسة وتقنية المعلومات (علم حيون وطب)

-          سبعة متخصصون في الآداب (إعلام وتاريخ  ولغة عربية وعلم اجتماع)

-          متخصص واحد في الدراسات الإسلامية (مشاركته حضور فقط ومن جامعة الإمام وليس من جامعة الملك سعود)

3-      أما الجانب الفرنسي فقد احترموا خصوصية الندوة فشارك منهم خمسة متخصصون في الإسلام والأديان، وعدد من الباحثين في الدراسات الجيوسياسية.

4-      استبعد من المشاركة أي متخصص في الدراسات الإسلامية والقضايا التي تتناولها الندوة من الضروري أن يعرض رأي الإسلام فيها، فبالله عليكم من الذي يمكن أن يقدم الإسلام للندوة في مجال حقوق الإنسان وغيره من القضايا وقد تجاوز عدد أعضاء القسم الثمانين أستاذاً أحدهم وهو الدكتور خالد الشنيبر كانت رسالته بعنوان (حقوق الإنسان في الإسلام واليهودية والنصرانية مقارنة مع مواثيق الأمم المتحدة وهناك المتخصص في حوار الحضارات ومنهم المتخصص في اليهودية والنصرانية فكيف يتم استبعادهم، كما أن أحد أساتذة القسم شارك مع فهد السنيدي في برنامج لفترة إذاعية كاملة حول حوار الحضارات. ويعد كل هذا التجاهل لقسم الثقافة الإسلامية تأتينا الدعوة من مكتب معالي المدير الجامعة تفيد برغبة معاليه أن يحضر أعضاء القسم. وكانت الدعوة قبل يومين من انطلاقة الندوة فهل خلت جداول الأساتذة ونشاطاتهم حتى يتمكنوا من الحضور بهذه السرعة، وكيف يقابلون الجانب الفرنسي المتخصص والمستعد؟

وهكذا فإن عقد ندوة بهذه الطريقة لا يخدم الفكرة التي وجدت من أجلها ولا تخدم حوار الحضارات كما ينبغي، ولعل التجارب القادمة تكون وفق أسس علمية أكثر صرامة واحتراماً للتخصص والمتخصصين.

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية