هل يحل المدير الجديد (لم يعد)معضلة الكتاب المنهجي والكتاب عموماً؟


خرجت من بيتي لزيارة مكتبات الكتب المستعملة للبحث عن كتب منهجية في اللغة والترجمة فلم أجد الكتب كلها، ورأيت عشرات من الأشخاص من طلاب وطالبات وأولياء أمور وسواقين يسألون عن الكتب المنهجية المقررة في جامعة الملك سعود وربما جامعات أخرى ولكن بصورة اقل لأن جامعة الملك سعود هي الأكبر والأم.

وتعجبت للمعاناة الشديدة في البحث عن الكتاب المنهجي والأخطاء التي يقع فيها البائعة جهلاً أو سهواً أو ربما عمداً في إعطاء الزبون كتاباً خاطئاً فيضطر للعودة إلى شارع الملك عبد الله وما أدراك ما المعاناة في ذلك الشارع الذي لا أحد يعلم متى ينتهي مشروعه.

وتساءلت ألم يزر أحد من كبار المسؤولين في جامعتنا العريقة الجامعات الأخرى بل ألم يدرسوا فيها ويعرفوا أن كل جامعة تضم مكتبة كبرى تجارية وفي قسم منها الكتب المنهجية موزعة بحسب الكليات والأقسام وكل مادة موجود اسمها ورقمها وإن اختلفت الكتب بحسب الشعب كان الأمر واضحاً. فلماذا ينقص جامعة الملك سعود مثل هذه المكتبة في قسم الطلاب وفي عليشة؟ لماذا لا يوفر على الطالب الجهد في البحث عن الكتاب الجامعي؟ ولماذا لا تبيع المكتبة الجامعية التجارية الكتب المستعملة بأسعار معقولة فقد اشتريت كتباً مستعملة وكانت نظيفة جداً من مكتبة كلية كولورادو عندما كنت أحضر مؤتمراً فيها قبل سنوات؟ وكنت في جامعة إكستر ببريطانيا وللجامعة حرمان جامعيان أحدهما للكليات العلمية والثاني للعلوم الاجتماعية والآداب وفي كل قسم مكتبة تجارية تبيع الكتب المقررة.

لقد أصبح بيع الكتب المقررة في الجامعة تجارة رابحة حول الجامعة حيث انتشرت مكتبات الكتاب المستعمل وأحياناً ليس مستعملاً وإنما جديد فهل التصريح لهم يتضمن بيع الكتب الجديدة؟

أرفع الشكوى إلى إدارة الجامعة لتسرع في إنشاء المكتبة التجارية لتكون جاهزة مع بداية الفصل القادم  في مقر الجامعة الرئيس وفي فروعها وفي عليشة. وإلاّ فاخروا الدراسة حتى تتوفر الكتب.

المنطقي أن الأقسام تعرف منذ الصيف عدد الطلاب الذين سوف يسجلون في كل مادة فلذلك عليهم مخاطبة المكتبات التجارية لتوفير المطلوب إن كان ضرورياً أن يستمر هؤلاء وإلاّ فعلى الجامعة أن توفر الكتب كما هو الشأن في الجامعات الراقية في كل أنحاء العالم، وما فائدة التصنيفات العالمية التي نعلن كل يوم تقدمنا فيها ونحن لم نحقق أحياناً أبسط الأمور ومنها توفر الكتاب المنهجي في الموعد أو حتى قبل الموعد فإن بعض الكليات لديها كتب معروفة لسنوات ومع ذلك لا تجدها.

وحدثني أحد أصحاب المكتبات التجارية أنه جاءه أستاذ يطلب مبلغاً وهو مستعد لفرض كتابه على الطلاب فهل يحدث مثل هذا لو كانت الجامعة لها مكتبة تجارية محترمة فتعرف ما يدور فيها. وإن كان بعض الأساتذة يفعلون مثل هذا فإما من فقر أو من فسق ولا حول ولا قوة إلاّ بالله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية