تعرفوا على الاستشراق-1- الجمعية الأمريكية الاستشراقية


التأسيس:

      تأسست الجمعية الاستشراقية الأمريكية في شهر أغسطس عام 1842 وتم الاجتماع في شهر سبتمبر من ذلك العام لمناقشة مسودة القانون الأساسي للجمعية وإقراره. انتخب أول رئيس للجمعية في 13 أكتوبر وهو جون بيكرينج John Pickering وكانت طبيعة الجمعية في البداية أنها جمعية إقليمية مرتبطة بعدد من الولايات الشرقية الشمالية بصفة خاصة وهي ماساتشوستس ونيويورك وفيلاديلفيا.

أهداف الجمعية:

      تهدف الجمعية إلى تنمية المعرفة في مجال اللغات الأسيوية والأفريقية والبولونيزية. وكان ارتباط الجمعية واضحاً في البداية بالجمعيات التنصيرية حيث كان أول مجلس إدارة يضم ممثلين عن جمعيتين تنصيريتين. كما كان من بين اهتمامات الجمعية في البداية اللغة العبرية حيث كان أكثر من واحد من الأعضاء المؤسسين أساتذة للغة العبرية ومنهم موسى ستيوارت Moses Stuart الذي كان أستاذاً للغة العبرية في كلية أندوفر اللاهوتية.

صلات الجمعية بالجمعيات المثيلة:

      كان هناك ارتباط وثيق بين الجمعية وجمعيات الدراسات الاستشراقية في ألمانيا حيث كان بعض أبناء الولايات المتحدة يدرسون في ألمانيا اللغة السنسكريتية، وهذا ما قاله أول رئيس للجمعية في العدد الأول من مجلة الجمعية لعام 1842من وكان أحد هؤلاء إدوارد سالزبري الذي تولى كرسي اللغة السنسكريتية واللغة العربية في كلية ييل Yale College

      وقد كانت هناك صلات مع الجمعيات الاستشراقية المماثلة في كل من فرنسا التي تأسست جمعيتها قبل عشرين سنة من تأسيس الجمعية الأمريكية، وكذلك كانت هناك صلات مع الجمعية الملكية الأسيوية (البريطانية) التي تأسست قبل تسع عشرة سنة، وكذلك الجمعية الأسيوية الألمانية التي تأسست بعد سنتين من الجمعية الأمريكية (1844م)

نشاطات الجمعية

    من خلال استعراض محاضر جلسات الاجتماعات السنوية ونصف السنوية لهذه الجمعية لعدد من السنوات تبين أن أهم نشاطات الجمعية تمثلت فيما يأتي:

  • تركز نشاط الجمعية في السنوات الأولى في شرق الولايات المتحدة وربما لم يتجاوز المدن الآتية: بوسطن وفيلادلفيا وواشنطن وبرنستون، ولعل السبب في هذا الأمر أن الجمعة كما ذكرت كانت محلية حتى قررت الجمعية العامة في مايو 1890 أن تصبح جمعية قوية وذلك لتسهيل عقد اجتماعاتها الدورية في مختلف الولايات الأمريكية
  • ارتبط عمل الجمعية بالحكومة الأمريكية فقد كان بعض أعضائها يعملون في وظائف حكومية ودبلوماسية ومن ذلك أن القنصل الأمريكي في بغداد عام 1886م كان من أعضاء الجمعية وقد تب إلى الجمعية عن رحلته من سان فرانسسكو إلى بغداد.
  • تركزت اهتمامات الجمعية بالإضافة إلى التنصير والتاريخ القديم على الأمور الآتية:
  •     التأكيد على ضرورة الاهتمام بترجمات النصوص المقدسة إلى اللغات الشرقية، وقد أشار أحد محاضر جلساتها إلى افتخار الجمعية بأن عدداً بارزاً من أعضائها كانوا علماء بارزين في الاهتمام بدراسات الكتاب المقدسة.
    • تمثل الاهتمام بالتنصير استمرار المنصرين في حضور جلسات الجمعية ونشاطاتها بل عقدت الجمعية بعض اجتماعاتها السنوية في كليات لاهوتية مثل اجتماع أول نوفمبر 1876التي عقدت في كنيسة كلية كولمبيا في 28 أكتوبر 1880م
    • الاهتمام بالآثار وفي أحد الاجتماعات السنوية أشار المحضر إلى أن أحد الأعضاء أرسل بعض القطع الأثرية من الشرق
    • الاهتمام بالأوضاع السياسية للشرق ومن أمثلة ذلك الحديث عن العلاقات الصينية اليابانية عام 1875م
    • كان للجمعية علاقات علمية مع عدد من الجمعيات الأمريكية مثل الجمعية الأمريكية للكتاب المقدس، وأكاديمية العوم والفنون الأمريكية والتعاون مع المؤتمر الدول للمستشرقين حيث عقد في الولايات المتحدة أحد هذه المؤتمرات
    • لم تقتصر دراسة الجمعية للغات الرئيسية الشرقية بل اهتمت كذلك باللهجات المحلية ولغات الأقليات كاهتمامها مثلاً بلهجات الأكراد
    • أنشأت الجمعية مكتبة استشراقية تتقبل التبرعات والهبات وكان كل اجتماع يتضمن تقريراً حول المكتبة والكتب الجديدة الت اقتنتها والمخطوطات والوثائق.
    • كان للجمعية أعضاء مراسلون في الدول الأخرى (الشرقية) وكانت تصلها تقارير هؤلاء فتقرأ في الاجتماعات السنوية والنصف سنوية.
    • بدأت الجمعية منذ أول سنة إصدار مجلتها التي تصدر مرتين في السنة، وكانت أعداد المجلة ترسل إلى الأعضاء كما كان يرسل إليهم محاضر جلسات الاجتماعات السنوية والنصف سنوية
    • كانت المحاضر تتضمن الحديث عن الأعضاء الذين توفوا فيقدم بعض الأعضاء تأبينا لهم يتضمن الحديث عن جهودهم العلمية وهو تقليد يدل على وفاء هؤلاء لزملائهم الذين خدموا أهداف الجمعية
    • كان لليهود نفوذ واضح في الجمعية وإن لم يكن صريحا ًولكن يكفي أن نجد أنهم تناولوا مسألة إعادة المعبد في القدس في اجتماع عام 1876م.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية