من الرسائل المتبادلة بيني وبين زوار الموقع


 

لم تكن كل الرسائل التي وصلت إلى الموقع مما يمدح ويثني بل كان منها (هذه الرسالة فقط) التي كان لصاحبها رأي مخالف في الموقع، وقد كانت هذه الرسالة قبل خمسة أشهر وانتظرت من الشيخ أن يكتب غيرها يقدم النصيحة كما وعد ولكنه لم يفعل وحتى يعرف العاملون في الساحة أنه يمكن أن يظهر من ينتقدهم بحق أو بغير وجه حق أنشر هذه الرسالة، وهذا هو نصها:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

المكرم الدكتور مازن مطبقاني  الموقر

تحية وبعد :

اطلعت على العدد الأول من النشرة الشهرية لمركز المدينة لبحوث الاستشراق تصفحت الموقع الذي أنشأتموه في شبكة الإنترنت والذي وصلت إليه مصادفة أثناء بحثي في الشبكة عن كل ماله علاقة  بالإسلام والمسلمين.وحيث أنه لم تتح لي الفرصة للتعرف عليك من قبل وهذه كانت المرة الأولى التي أطلع على جهودك في هذا المجال (مجال الاستشراق) فلقد دونت بعض الملاحظات التي أتمنى أن تتقبلها بصدر رحب.

 أولا : بحثت في الموقع وفي النشرة الشهرية عن أي نقاط توضح أهداف الموقع فلم أجد سوى بعض عبارات هنا وهناك متفرقة لا تكفي ولا تبين بصراحة ووضوح ما هي الأهداف المرجوة من وراء مثل هذا الموقع.

  ثانيا: قرأت المقال في النشرة الشهرية الذي يتحدث عن برنارد لويس كشخصيه استشراقية للعدد الأول وكيف أن أحد كتبه مشحون بالافترآت العجيبة عن العرب والمسلمين وأن الدكتور عبد اللطيف الطيباوي قال أنه صهيوني متحمس وأن إدوارد سعيد في  كتابه الاستشراق قال أن قارئ كتبه يبحث بدون جدوى عن حكم عادل عن الإسلام والمسلمين فإن كان الأمر كذلك فما الذي يحدوكم للدعاية الغير مباشرة له وإظهاره كشخصية بارزة استحقت أن تذكر في العدد الأول من النشرة.

قد تخالفني في الرأي ولكنك في رأيي تدعو عامة الناس عبر الإنترنت وتحرك فيهم دافع الفضول للبحث عن كتب ومقالات لهذا البروفيسور المستشرق الصهيوني وقد يكون هناك من ضعاف النفوس من عامة الناس ضعيفي العقيدة من قد يبحث عن سمومه فينجرف وراءها وقد ينجرف غيرة مثله وكل منحرف يؤثر في من حوله وهكذا يجد أولئك المستشرقون من أعداء الإسلام من يعمل لهم الدعاية الغير مباشرة ويساعدهم في الوصول إلى مبتغاهم.

 عزيزي الدكتور مازن :

     كما أسلفت لك فأنا لا أعرفك ولست أعرف أهدافك فمقال مثل ما ذكرت لك في النقطة الثانية أعلاه فد ينبئ عن أهداف مشبوهة لا سمح الله تسيء إلى الإسلام والمسلمين في وقت كثر فيه أعداء الإسلام وتكالبت على المسلمين الأمم وليسوا في حاجة لمن يحاربهم من الداخل ويدس السم في الدسم لا سمح الله وفي حال كهذا فإني لأتمنى من الله عليك الرجوع إلى الله والحرص على تعديل منهج هذا الموقع ونشرتك الشهرية حتى لا تحارب الله ورسوله وتكون أداة في أيدي أعداء الإسلام لا سمح الله .وحيث أني دائما أنتهج منهج إحسان الظن بالآخرين وأهدافهم ما لم يتبين عكس ذلك وأميل للاعتقاد بأنك أخ مسلم مخلص  وابن بار من أبناء مدينة رسول الله صلى الله علية وسلم وأهدافك سليمة بإذن الله.وبالتالي فإني أرجو أن توضح  تلك للأهداف من إنشاء موقع كهذا بكل وضوح فأن كان من أهدافك الرد على أولئك المستشرقين ودحض افتراءاتهم وضلالاتهم وتحذير المسلمين منهم وتبصير المسلمين بالوسائل والأساليب التي تنتهج منهج الحكمة في الرد على ما يثيره أعداء الإسلام ضد الإسلام من أمثال أولئك المستشرقين أقول إن كان ذلك هو الهدف الرئيسي من إنشاء الموقع فجزاك الله خيرا وبارك الله في جهودك فأنت على ثغر هام من ثغور الإسلام ونحن نشد عضدك بإذن الله ونقف معك بالجهد والدعاء وفي حال كهذا نتمنى منك الحرص في كل ما تنشره ومراجعته والتأكد من عدم إبراز أولئك المستشرقين وعدم إعطائهم الفرصة للوصول إلى أبناء العالم الإسلامي ونشر سمومهم بينهم. وهناك الكثير من الاقتراحات التي سوف أرسلها لك فيما بعد.

نسأل الله أن يرينا وإياكم الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه إنه سميع مجيب، وبالله التوفيق

سعد عبد الله رمزي الغامدي

عضو مجلس الإدارة وعضو المجلس التنفيذي بالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالحمراء ووسط جده ورئيس لجنة البحوث والتطوير.

الجمعة 28يناير 2000الساعة 9,21.

وقد رددت على الشيخ في رسالتي الآتية

الأخ الكريم الشيخ سعد عبد الله رمزي الغامدي-

عضو مجلس الإدارة وعضو المجلس التنفيذي بالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالحمراء ووسط جده ورئيس لجنة البحوث والتطوير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

قرأت رسالتكم الكريمة المرسلة إلى عنوان مركز المدينة المنورة لبحوث ودراسات الاستشراق فأشكرك أولاً على الاهتمام بالموقع أو بالمركز وبذلك بعض الوقت لتقديم النصح في هذا المجال. فأبدأ بتساؤلك عن أهداف المركز وأنك لا تعرفني فأهدافي –وأسأل الله الإخلاص في القول والعمل- إنما هي هدف المسلم الذي يريد أن يذب عن دينه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. وقد تخصصت في مجال الاستشراق أو الدراسات العربية الإسلامية التي يقوم بها الغربيون ونقدها وتفنيدها والرد على مزاعمهم . وإنني أعمل في هذا المجال لأنني وجدت أن السلف الصالح عمل في هذا حينما كتبوا كتباً مثل ( الملل والنحل) أو الفرق أو كما ردّ بن تيميه رحمه الله على اليهود والنصارى وعلى المنطقيين والفلاسفة. ونحن في هذا العصر ابتلينا بكتابات المستشرقين وتلاميذهم من العرب والمسلمين الذين تبنوا الآراء الاستشراقية فلا بد من فضحها وتوضيح موقف الإسلام الصحيح على ضوء الكتاب والسنة.

أما أنك لا تعرفني فالأمر بسيط فكم كنت أود أن أعيش بعيداً عن الأضواء بل إن شخصيتي كما يقال فيها بعض الانطوائية ولكن  منّ الله علي بالقدرة على الكتابة والتأليف والمحاضرة بعد أن مكثت دهراً أعمل في الخطوط السعودية ( أكثر من اثنتي عشرة سنة) فأصبحت أستاذاً جامعياً وكاتباً صحفياً حتى إنني كتب مدة تسعة أشهر مقالة يومية في صحيفة المدينة المنورة ولي من المؤلفات ما بإمكانك الاطلاع عليه في صفحة الإنتاج العلمي. فهذا من فضل الله وبحوله وقوته وعندي من الكتابات الشيء الكثير فأحمد الله على ذلك.

أما قولك إنني أبرزت برنارد لويس وهو المستشرق اليهودي المعادي للإسلام والمسلمين فلم أقصد إلى إبرازه فهو معروف لدى القاصي والداني ومعروف خبثه وفساده ولكن أردت أن أنبه إلى هذه الشخصية التي قد يغتر بها بعض أبناء المسلمين. ولكن ألم يكن المسلمون يعرفون أبا جهل وأبا لهب ويعرفون أعداءهم معرفة حقيقية؟ إن معرفة العدو إنما هي جزء من الاستعداد لمواجهته فتعرف نقاط القوة والضعف فيه.

لن أطيل عليك في هذه الرسالة ولكني أردت أن أوضح بعض النقاط وأسأل الله الإخلاص لي ولك وأرجو أن لا تبخل علي بنصحك وإرشادك عملاً بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( رحم الله امرأَ أهدى إلي عيوبي.)

21شوال 1420

ملحوظة: عرضت الرسالة على بعض الأصدقاء فأشاروا إلى أن أسلوب الشيخ في الزعم بأنه لا يعرفك ولا يعرف أهدافك إنما القصد منه الاستعلاء ، ويمكن لك أن ترد عليه بمثل قوله وتتساءل وأنا لا أعرفك أيها الشيخ. ويمكن أن تضيف وهل تعرف أيها الشيخ كل الناس وكل الكتاب. وأضيف إنني لا أحب أن تكون المواجهات بيني وبين إنسان يؤمن بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وسلم وإنما أحاول أن أبذل جهدي في دعوة غير المسلمين وفي معاداة من يعادي هذا الدين وأهله. وعلى أي حال فأمثال الشيخ موجودون بيننا وعلينا أن نتعلم التعامل معهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية