برنامج باكستان النووي


 

       
          قبل عدة سنوات نشرت مجلة "المجتمع" الكويتية في عددها 986 الصادر في 22 رجب 1412 مـطولاً مع رئيس البرنامج النووي الباكستاني البرفسور عبد القدير خان .ولكن هذه المقابلة لم تنـل ما تستحقه من الاهتمام من وسائل الإعلام العربية الإسلامية فكتبتٌ في صحيفة "المسلمون" في العدد 369 الصادر في 10 رمضان 1412 معلقا على هذه المقابلة مشيرا إلى عدد من الحقائق التي لا بأس من إعادتها هنا وهي:

أولا: إن العلماء المسلمين لا يقلون قدرة وذكاءً وعلما عن غيرهم من العلماء الآخرين سواءً في هذا المجال أو في غيره.

ثانيا: إن امتلاك الأمة الإسلامية للسلاح النووي إنما هو اتباع لقول الله عز وجل( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) . ولما كانت الطاقة النووية في استطاعة المسلمين فلماذا لا يملكونها و لا يستخدمونها ؟وهم الذين إن امتلكوها استخدموها في الحق والسلام ونشر العدل كما وصفهم ربهم عز وجل:(الذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)

ثالثا: لا يستغرب أبدا أن يقف الغرب ضد امتلاك باكستان السلاح النووي في حين يسكت عن امتلاك الصين والهند لهذا السلاح ، ويسكت عن إسرائيل التي تملك حوالي 200 إلى 300 رأس نووي وصواريخ طويلة المدى ومتوسطة المدى لإيصالها إلى أهدافها.بل المستغرب أن لا تقف الدول العربية الإسلامية تدعم باكستان سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومعنويا ضد هذه الحملة .

رابعا: إن العالم الذي نعيش فيه لا يعترف بالحق إلاّ لمن معه القوة للدفاع عن حقه ، ومن الأمثال الغربية مثل يقول ( القوة هي الحق) Might is Right . وليس هذا موقف الإسلامي الذي دعا إلى مناصرة الضعيف وهذه كلمات أبي بكر الصديق رضي الله عنه :" القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه ، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له ." ولو لم يكن الحق بحاجة إلى قوة تدعمه وتدافع عنه لما أمر القرآن الكريم بإعداد القوة وجاء في الحديث النبوي الشريف قوله صلى الله عليه وسلم :(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) وكان صلى الله عليه وسلم يشرف بنفسه على التدريبات العسكرية للصحابة .

     وللطرافة والفائدة أذكر أن غلاف إحدى مجلات الطيران حمل رسماً لطائرة حربية تقوم بصناعتها الشركة الأوروبية للصناعات الفضائية وكتب تحت الصورة( القوة من أحل السلام)

     وأختم بقول الشاعر المسلم

           ملكنا فكان العفو منّا سجية               ولما ملكتم سال بالدم أبطح

فليس عجيبا هذا التفاوت بيننا              فكل إناء بالذي فيه ينضح.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية