استوصوا بالنساء خيراً بقلم الشريف غازي بن أحمد - المدينة المنورة


                                      بسم الله الرحمن الرحيم

 

 
                                                                   
نسمع كثيراً  هذه الأيام عن المشكلات الزوجية ، التي تزداد يوماً بعد يوم مما أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاق في مجتمعنا ، وكثرت النزاعات بين الأسر وازدادت قطيعة الرحم وتشرد الألوف من الأطفال من غير ذنب اقترفوه. وأعتقد أن سبب ذلك كله هو بعدنا عن منهج الله عز وجل وهجرنا سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

أما الزوجات فلسان حالهن يقول " رفقاً بنا أيها الأزواج.. ألسنا أمهات أبنائكم ومواطئ فرشكم ، وإذا أمرتم أطعنا ، وإذا أقسمتم علينا بررنا ، وإذا غبتم حفظناكم في أنفسنا وأموالكم، فلماذا تعاملوننا بهذه القسوة والغلظة؟ أنسيتم قول الله عز وجل ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) ألم تسمعوا وصاياه صلى الله عليه وسلم بنا خيراً وبخاصة في حجة الوداع حيث قال عليه الصلاة والسلام ( ألا واستوصوا بالنساء خيراً) الحديث. ألم تسمعوا قوله صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)

لماذا لا تجعلوا الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتكم في التعامل مع النساء اقرؤوا سيرته وتمعنوا فيها جيداً فعندئذ يتضح لكم كم أخطأتم في حقنا. ومن فضل الله عز وجل على هذه الأمة أن سيرته كتاب مفتوح يقرؤه الصغير والكبير والعالم والمتعلم والطبيب والمهندس والمفكر والأديب كل يأخذ منها حسب حاجته ومن ذلك المشكلات الزوجية فإنكم لا بد واجدون لها الحلول في هذه السيرة العطرة.

ولتأكيد أهمية مراعاة المرأة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنها خلقت من ضلع أعوج وأن أعوج ما في الضلع أعلاه، وأن الاستمتاع بها لا يكون إلاّ مع هذا العوج الذي لا يمكن تعديله لأن في تعديله كسر له ، والكسر هو الطلاق كما أخبر عليه الصلاة والسلام.

ومن هنا كان علينا أن نتعامل مع المرأة ( زوجاً وأمّاً وأختاً وبنتاً ..) بالمنهج الإسلامي الذي علمناه سيد الخلق عليه الصلاة والسلام. وفيما يأتي نماذج من بيت النبوة  ومن سيرة السلف الصالح علّها تكون قدوة لنا.

· الموقف الأول: روى البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصفحة فيها طعام فضربت التي كان النبي في بيتها يد الخادم فسقطت الصفحة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصفحة ثم  جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصفحة ويقول (غارت أمكم) ثم حبس الخادم حتى أتى بصفحة من عند التي هو في بيتها فدفع الصفحة الصحيحة إلى التي كسرت صفحتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه.

· الموقف الثاني: روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني لأعلم إذا كنت عنّي راضية وإذا كنت عنّي غاضبة)، قالت: فقلت : من أين تعرف ذلك؟ فقال( أمّا إذا كنت عنّي راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم) قالت: أجل ، والله يا رسول الله ما أهجر إلاّ اسمك.

· الموقف الثالث: ورد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن قال لزوجته يوماً وهي تراجعه أتراجعينني يا لكع؟  قالت وما لي لا أراجعك وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم راجعنه وتهجره الواحدة إلى الليل. فقال أَوَ يفعلن ذلك؟ قالت: نعم ، فأسرع إلى ابنته أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها يسألها هل تراجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: نعم.فقال وتهجره الواحدة منكن إلى الليل؟ فقالت: نعم، فقال لها لا تفعلي وسليني ما شئت وشدّد عليها خوفاً من أن ينـزل فيهم قرآناً يتلى.

هذه المواقف التي ذكرت وغيرها كثير من مشكاة النبوة المحمدية أضعها بين يديك أخي الزوج لتقرأها بتمعن وإدراك لتعرف كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل أزواجه فتتخذها نبراساً لك لتحصل على النتيجة التي يتمناها كل الأزواج ألا وهي السعادة الزوجية المفقودة في حياة كثير من الأسر هذا الأيام لأنهم نسوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي )و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

         

         

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية