نكسة الفن ..وجواري بلا حدود!!بقلم سعاد لعماري


ضيف العدد

 

 

تقديم :

        في بداية شهر أغسطس من هذا العام زرت بريطانيا وفي أحد الأيام كنت أتصفح إحدى الصحف البريطانية فوجدت موضوعاً عن صناعة الأزياء ومعاناة الفتيات الصغيرات للدخول إلى هذا العالم وما يلاقينه من معاملة قاسية وخسائر مادية ومعنوية وإذا تقدمت آلاف الفتيات للعمل كعارضات فإنه لا يقبل منهن إلاّ العدد القليل ولكن حتى يتم قبول هذا العدد القليل تتعرض الكثيرات أو معظمهن لكثير مما يخدش الحياء. وقد تسابقت القنوات الفضائية العربية لعرض مسابقات فتيات الغلاف لعدد من المؤسسات المتخصصة في عرض الأزياء. كما يلاحظ من يتابع التلفاز وبخاصة ما يطلق عليه الفيديو كليب كيف تمتهن كرامة النساء في هذا العصر ، وأذكر أنني قلت في مقالة لي إن الجواري كنّ أفضل حالاً من النساء في هذا العصر. لقد كانت الجواري جوار فهن يعرفن من هن ويعرفن حدودهن ولكن حتى الجواري كن يصلن إلى أعلى الطبقات الاجتماعية فتصبح منهن أمهات الأمراء والخلفاء ويصبح لهن شأن في المجتمع وأي شأن. ولكن جواري هذا العصر يبقين جوار فلا يتحررن إلاّ قليل منهن. ولما وجدت مقالة الأستاذة سعاد لعماري تتناول هذا الموضوع أحببت أن أجعله مقالة ضيف العدد وقد نشر في مجلة الفرقان التي تصدر عن جمعية إحياء التراث الإسلامي العدد 124 السنة الثانية عشرة ربيع الآخر 1421 هـ أغسطس 2000م.

 

المقالة

عندما نسترجع تاريخ البشرية زمن الرق تأخذنا الشفقة على آدميين كانوا يباعون كالبهائم في سوق النخاسة, وقد فتح الإسلام الباب على مصراعيه للقضاء تدريجياً على هذه الظاهرة حيث تسارع المسلمون إلى عتق الرقاب ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وكانت ظاهرة الاسترقاق هذه تطال الذكور والإناث بما يسمى العبيد والجواري.

ويُجانب الصواب من يجزم أن عصر النخاسة قد أدبر إلى غير رجعة في زمن ترتفع الأصوات لحماية حقوق الإنسان ، بل والحيوان ، لكن النخاسة اختفت داخل تنويعات حربائية خوفاً من المطاردة وتمسح بعباءة الحداثة صنم العصر معبود القرن، وأنشأ لسوقه وكالات ومؤسسات وسمى عمله فناً وكتب على أبوابها :" الأسقية للجنس اللطيف" فالخشونة مضرة بالإنتاج والباب مفتوح لمن أراد أن يلتحق بعالم النعومة والجمال. وهكذا يصير الفن ماخوراً لكل فضاعات المتاجرة بالرقيق الأبيض. وفي هذا السياق دشنت أغاني " الفيديو كليب" عهد الرادءة الفنية بكل المقاييس ، فما عليك إلاّ أن ترقع كلمات متنافرة

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية