الصحوة الإسلامية أصبحت ربيعاً يزين الفصول بالخضرة والنماء


الصحوة الإسلامية كيف تقومون مسارها وقوتها الآن؟

 

             الصحوة الإسلامية تسير بحمد الله بخطى ثابتة نحو هدفها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنـكر والدعوة إلى العودة إلى الإسلامية في جميع مجالات الحياة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وفكريا. صحيح أنه من الصعب الحديث عن حجم الصحوة الإسلامية وامتدادها دون إجراء دراسات ميدانية تستطلع الآراء ، ولكن معدن هذه الأمة وتاريخها يؤكدان أنه كلما اشتدت الأزمات، وكلما ارتفع صوت الباطل فالعودة أمر حتمي. وقد جربت الأمة منذ خروج الاحتلال الأجنبي أنواعا من التوجيه ثبت فشلها جميعا . فهذه الثورة المصرية جاءت وفتحت المجال لكل الأصوات المحاربة للدين فانتشرت المجلات والصحف التي لم يكن لها من هم إلاّ السخرية بالدين ورموزه ، وظهرت الشخصيات الكاريكاتورية للسخرية من علماء الدين وللتنفير من الإسلامية ، ومع ذلك ازداد التمسك بالإسلامية يشهد بذلك عودة الناس إلى المساجد وإلى التمسك بقيم الإسلامية وأخلاقه.وظهرت في غير مصر أحزابا قومية اشتراكية كلها تحارب الإسلامية وتعاديه ، ومع ذلك استمر تمسك الأمة بالإسلامية.

          أما أن يكون هناك خطاً معاكسا للصحوة الإسلامية فما كانت طريق الدعوات وبخاصة الدعوات الصحيحة مفروشة بالورود ، فلا بد إذن من الابتلاء والصعوبات والعراقيل والعقبات . فقد رضي الاحتلال الأجنبي أن يغادر البلاد العربية الإسلامية وهو يعلم أن مصالحه ستجد من يرعاها. ألم تبق اقتصاديات الدول العربية الإسلامية مرتبطة بالاقتصاد الغربي ؟ وهذه حياتنا الاجتماعية وأنماطنا الاستهلاكية فرضت علينا استمرار الاستيراد من الغرب بل أن الاستيراد تزداد حمّاه باستمرار ، وبقيت الصناعة متواضعة ، وتراجعت الزراعة في البلاد العربية الإسلامية حتى إن هـذه البلاد ما تزال تعتمد في غذائها على زارع القمح الأمريكي والأوروبي. وكذلك بالنسبة للتبعية في مجال السياسة والاجتماع وغيرهما من المجالات .

           نعم انتشرت مقولة ( تجفيف منابع التدين ) وتحاول بعض الحكومات محاربة أي مظهر من مظاهر التمسك بالإسلامية ، لكن هذه الحكومات لن تستطيع أن تغلق المساجد او تمنع الناس من تلاوة القرآن الكريم في صلواتهم وفي خلواتهم ، وسوف يخيب سعيها وتفشل في النهاية.

          ومن وسائل محاربة الصحوة الإسلامية ظهور مخرجين سينمائيين اتخذوا من موضوع التدين والصحوة الإسلامية مجالا لأفلامهم ، ولكن كثيراً من هذه الأفلام أو كلها فشلت في إحداث الأثر الذي خطط له. كما إن بعض هؤلاء المخرجين طلعوا علينا بأفلام غاية في الفحش والبذاءة ، وقد كتب الأستاذ محمد صلاح الدين في زاويته المعروفة في صحيفة " المدينة المنورة" (الفلك يدور) إن هؤلاء المخرجين تفوقوا على أساتذتهم من الفرنسيين والغربيين في هذا المجال كأنما جعلوا هدفهم إشاعة الفاحشة بالتركيز على الجنس وإثارة الغرائز.

          وهذا يذكرني بجائزة الوقاحة (الفرنسية ) حيث نشرت "الصباحية" قبل سنتين تقريباً خبر فوز كاتبين مغربيين بجائزة الوقاحة من هيئة فرنسية . وقد احتفلت القنصلية الفرنسية في الرباط بتكريم هذين الكاتبين ، وطالب القنصل الفرنسي من المغرب تكريمهما. والوقاحة التي تمثلت في هذين الكاتبين لم تخرج عن تشجيع  الانحلال الخلقي والفساد.

          وهكذا فمهما كانت المعوقات في طريق الصحوة فإنها ماضية في طريقها بإذن الله  لن الله عز وجل قد تكفل بنصر المؤمنين كما  جاء في قول الله تعالى{ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} وقوله تعالى{ إن الله يدافع عن الذين آمنوا}.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية