لقاء صحافي مع مدير معهد الشرق الأوسط السفير روسكو سودارث


 
أجرى اللقاء مازن مطبقاني

واشنطن العاصمة ليست عاصمة سياسية فحسب بل هي مدينة علمية أيضاً حيث تنتشر فيه المعاهد العلمية ومراكز البحوث والجامعات ،ففيها على سبيل المثال معهد الشرق الأوسط ، ومعهد الولايات المتحدة للسلام ، والمعهد العالمي للتعليم ، ومعهد بروكنجز ، ومعهد جون هوبكنج للدراسات المتقدمة، وفيها أكبر مكتبة في العالم هي مكتبة الكونجرس.

   وقد تيسر لي خلال صيف العام الماضي زيارة معهد الشرق الأوسط للتعرف على نشاطاته واهدافه واهتماماته مع العلم أنني عضو فيه وأتسلم مجلته الدورية ( مجلة الشرق الأوسط) والتقيت خلال هذه الزيارة رئيس المعهد السفير روسكو سودارث Roscoe Suddarth ورغبت أن أجري معه لقاءً صحافيا ولكن ضيق الوقت لم يمكنني من ذلك. وعندما زار السفير المملكة بعد ذلك بعدة أشهر انتهزت الفرصة وقدمت له بعض الأسئلة وهذه ترجمة لإجابتها.

       ولا شك أننا مدعوون للمشاركة في نشاطات هذه المعاهد ومراكز البحوث والجامعات بابتعاث العلماء لقضاء بعض الوقت في هذه المؤسسات العلمية لنقل صورة عن النشاطات العلمية في المملكة  ولإعطاء صورة صحيحة عن المملكة وعن الاسلام وكذلك للإفادة من الإمكانيات البحثية المتوفرة هناك. وقد أبدى السفير روسكو في حديثه ترحيبه بالباحثين من المملكة وأبدى إعجابه بالأكاديميين السعوديين الذين التقاهم في كل من الرياض وجدة والظهران.

السؤال الأول: يبدو أن وسائل الإعلام في العالم العربي لا تهتم كثيراً بالجهود الجادة التي تبذلها بعض المعاهد في الغرب لتقديم نظرة متوازنة للقضايا الخاصة بالشرق الأوسط ، فهل لكم أن تحدثونا بإيجاز عن معهد الشرق الأوسط؟

سودراث: إن معهد الشرق الأوسط قد نذر نفسه منذ خمسين سنة لهدف واحد وهو تقديم نظرة محايدة للقضايا الخاصة بالشرق الأوسط- من المغرب حتى الباكستان- لرفع وعي الأمريكيين . وإننا كمعهد لا نتخذ موقفاً رسمياً حول القضايا بل نحاول أن نكون وسطاً للتعبير عن الآراء المسؤولة والتي تكون غالباً متناقضة وجدلية في محاولة لإعطاء قرائنا وأعضاء المعهد الفرصة لاتخاذ الموقف الذي يرون. إننا نعتقد بأن هذا الأسلوب قد أعطانا مصداقية كمضارب أمين وهو ما نفتخر به وأعطانا سمعة طيبة.

 

السؤال الثاني: علمت أنكم تنون الاحتفال في العالم القادم بمرور خمسين سنة على إنشاء المعهد فما خططكم لهذه الاحتفالات؟

سودارث:  إننا نخطط لعقد ندوة لتخليد هذه المناسبة . إنها ستكون للاحتفال بخمسين سنة متواصلة من الاهتمام بالشرق الأوسط. وبهذا فنحن أقدم معهد يهتم بالشرق الأوسط في أمريكا. لقد كانت بداية الحرب الباردة وأهميةالشرق الأوسط الاستراتيجية هي التي قادت  النائب الأمريكي كريستيان هيرتر Christian Herter (وزير الخارجية فيما بعد)وآخرون للاسراع في تأسيس المعهد . لقد أثبتوا بعد نظرهم كما أثبتت ذلك أيضا الأحدث المهمة التي وقعت في الشرق الأوسط في الخمسين سنة الأخيرة.

وسيعقد المؤتمر في واشنطن هذا العام (1996) في نادي الصحافة القومي في الفترة من 27إلى 29 سبتمبر 1996 ، وسيكون موضوعه( خمسون سنه في الشرق الأوسط) وأعتقد بأن هذا الموضوع سيكون إطاراً ممتازاً. وبنهاية الحرب الباردة وبالنهاية الناجحة للأخطار الأمنية في الخليج العربي والخطوات الكبرى في عملية السلام فإن عام 1996يبدو وقتاً مناسباً لإلقاء نظرة ناضجة  على الماضي والحاضر والمستقبل في الشرق الأوسط. لقد رتبنا أن نجمع أفضل الكفاءات : العلمية والاقتصادية والحكومية من الأمريكيين وغير الأمريكيين ليتحدثوا عن الخمسين السنة الماضية حول النجاحات والتحديات التي ما تزال تواجهنا ولتعطينا نظرة أبعد حول هذه القضايا أفضل مما هو متاح في العادة. ونأمل أيضاً أن نحتفل بمعهد الشرق الأوسط وأن نفيد من المناسبة لتأكيد تكريس المعهد لهدفه المنشود في زيادة فهم الأمريكيين لهذه المنطقة الحيوية ليس ما يهم القضايا الأساسية في الخليج وعملية السلام ولكن أيضا الجبهة الجديدة وهي أواسط آسيا أيضاً.

السؤال الثالث: علمت أن أحد مشروعاتكم البحثية بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيس المعهد هو القيام ببحوث حول أوضاع الشرق الأوسط  السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية .هل اخترتم الباحثين للقيام بهذه الدراسات وإذا تم ذلك فهل أخذتم في الاعتبار تنوع خلفيات هؤلاء الدارسين؟

الجواب: كما ذكرت فإننا نخطط لاستضافة عدد من المتحدثين من دول مختلفة  . أؤمن بحماس في اكتشاف هذا المجال المليء بالمتخصصين من المنطقة نفسها ، ودعني أكن صريحاً فمن الطبيعي أن هؤلاء لديهم معرفة أكثر عمقاً بمنطقتهم من الباحثين الأجانب. وفي هذا الشأن لدينا عالم أردني مقيم هذا العام وأحاول أن أحصل على تمويل لزيادة مرافقنا لنتمكن من زيادة عدد العلماء الذين نستضيفهم من الشرق الأوسط. إن تأسيس مركز بحث قوي هو احد أهداف حملتنا لجمع التبرعات في مناسبة مرور خمسين سنة على المعهد.ونرحب بطلبات الالتحاق من الباحثين السعوديين الذين يرغبون بقضاء فصل دراسي أو سنة كاملة في معهد الشرق الأوسط.

السؤال الرابع : عقدتم في السنوات الماضية عدداً من الندوات والمؤتمرات حول لعض القضايا المعاصرة في العالم العربي وبخاصة الصحوة الإسلامية -والتي يطلق عليها خطاً الأصولية- وكان بعض المشاركين غير متعاطفين مع الموضوع ، فهل تخططون لدعوة متحدثين لهم وجهات نظر مختلفة؟

الجواب:إن الإسلام المعاصر هو أحد الأولويات في اهتمامات معهد الشرق الأوسط وسنخصص له إحدى ندواتنا الخمسة التي ننوي عقدها في مناسبة مرور خمسين سنة على المعهد. ونبذل جهودنا حالياً لنجد علماء محترمين ذوي آراء متعددة للحديث حول هذا الموضوع.

السؤال الخامس: الرجاء إعطاء القراء فكرة عن طبيعة زيارتكم للسعودية وما تنوون إنجازه في هذه الزيارة؟

الجواب: لزيارتي للسعودية معنى خاص لدي حيث إن  هذه الزيارة تأتي بعد خمس سنوات من الزيارة الأخيرة وبعد عشر سنوات منذ أن عملت في السفارة الأمريكية في الرياض وفي جدة. يبقى انطباعي واحد وهو الاستقرار الأساسي للملكة. وبالرغم من التكاليف الباهظة لحرب الخليج والتي كانت عبئاً ثقيلاً على الميزانية فإن التطلعات الاقتصادية للمملكة مشجعة جداً. لقد غادرت السعودية بإحساس قوي بالصداقة المتبادلة من كثير من أصدقائي القدامى وزملائي الذين رأيت.

السؤال السادس: هل سبق أن اشترك أي باحث سعودي في نشاطات المعهد ؟وإن لم يكن فهل تخططون لدعوة باحثين سعوديين للعمل معكم مستقبلاً؟

الجواب:لم يسبق لأي باحث سعودي أن عمل رسمياً باحثاً مقيماً في المعهد ونأمل أن نستطيع تغيير الوضع قريباً .الرجاء تشجيع الباحثين للتقدم إلى المعهد. لقد قابلت العديد من الأكاديميين السعوديين الذين أعجبت بهم في جدة وفي الرياض وفي الظهران وآمل أن تستمر علاقاتنا . ونأمل أيضا أن يزورنا الباحثون السعوديون عند زيارتهم للولايات المتحدة.

السؤال السابع: هل ترى مستقبلاً تعاوناً بين معهد الشرق الأوسط والجامعات السعودية أو مراكز البحوث ؟

الجواب: آمل بصدق أن نستطيع ترتيب تعاون بين المعهد والجامعات السعودية ومراكز البحوث. لقد أصبحت رئيس المعهد منذ ستة أشهر فقط ولذلك آمل أن تقوم أنت بدورك لتطوير هذه العلاقات وتشجع على تقوية هذه العلاقات من جانبك .

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية