ماذا يكون إن لم يكن غزواً..؟بقلم الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان


ضيف العدد

 

                                       
    عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الحمد لله وحده وبعد، فقد اطلعت في جريدة عكاظ العدد ( 11274)  الأحد صفر 1418هـ على مقال للأستاذ مشعل السديري يعقب به على مقالة للدكتور مازن مطبقاني تحت عنوان "الغزو الثقافي والمثقفون" يستنكر فيه المطبقاني على الذين ينكرون أو يشككون فيه ، فلم يرق هذا المقال للأستاذ السديري لأنه من الذين يعنهم المطبقاني في مقاله.

فهو لا يرى أن هناك غزواً ثقافياً من قبل الكفار لبلاد المسلمين ، وإنما هو مصالح فهو لا يراه غزواً وإنما يراه مصالح، فكأنما ينطبق عليه قول الشاعر

يقضي على المرء في أيام محنته

                                حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن

نعم إن المفتون يرى القبيح حسناً والسم عسلاً ويسمي مكائد الكفار للمسلمين مصالح ويرى العدو صديقاً وكأنه لم يقرأ قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ) الآية ولا قوله تعالى (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) ولا قوله تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يرودكم عن دينكم إن استطاعوا) إلى غير ذلك من الآيات التي تكشف نوايا الكفار وخططهم نحو المسلمين.

ثم يحاول الكاتب السديري أن يبرر ما يقول بما يجري بين المسلمين والكفار من تبادل المصالح كالتجارة وبعث السفراء والهدايا لملوك الفرنجة وغيرهم ولم يعلم أن هناك فرقاً بين التعامل الدنيوي مع الكفار وأما عقائدهم ودينهم فلا يجوز للمسلمين أن يسمحوا بتسرب شيء منها إلى بلاد المسلمين حفاظاً على دينهم وحماية لعقيدتهم ولا يتنافى هذا مع إقامة العلاقات الدولية معهم من أجل حماية مصالح الدولة الإسلامية لأن أمور الدنيا شيء وأمور الدين شيء آخر.

وقول الكاتب "العالم الغربي ليس في حاجة لأن يغزو العالم الإسلامي" نقول ليس الدافع للعالم الغربي حينما يغزو بلاد المسلمين ثقافياً ودينياً ليس الدافع لهم حاجة مادية وإنما الدافع لهم بغض الإسلام ومحاولة إزالته من الوجود وتدمير المسلمين حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، فهم يعقدون المؤتمرات لتخطيط المكر والكيد بالمسلمين ويبعثون الإرساليات التبشيرية ويقيمون أوكار الفساد في بلاد المسلمين للقضاء على أخلاقهم ودينهم حيث أمكن ذلك وكل ذلك لا يره مشعل السديري غزواً لبلاد المسلمين ، وإنما هو تبادل مصالح فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية