مذكراتي قبل مذكراتي، منتدى طلاب وطالبات جامعة الملك سعود


بسم الله الرحمن الرحيم

لقاء للحوار العام بمنتدى طلاب وطالبات جامعة الملك سعود بالرياض

ربيع الآخر 1431هـ (مارس 2010م)

1-كيف يحب مازن مطبقاني (كإنسان عادي دون أية ألقاب و لا كُنى كما يحب كتابة اسمه) تعريف نفسه ؟

ج: أولاً أتقدم لكم ولكن جميعاً على التفضل باستضافتي في منتداكم، وإنها فرصة كريمة لأتحدث  إلى جمع من الطلاب والطالبات حول قضايا متعددة تشغلهم وتشغلني أيضاً. من الصعب على الإنسان أن يقول أنا كذا وكذا بل يترك الأمر للآخرين ليعرفوه ويتعرفوا إليه إن كانوا يرونه يستحق ذلك، ومع ذلك أجيب عن السؤال حتى لا أخيب ظنكم. فأولاً ما أنا إلاّ واحد من هذه الأمة وهبني الله عز وجل شيئاً من العلم وموهبة الكتابة والتأليف ورزقني الفرصة للسفر والسياحة والرحلة. أستاذ جامعي يسعى إلى يغرس في طلابه وطالباته الرغبة في العلم والطموح والمسؤولية. أشعر بأنني مسؤول  لأقدم شيئاً نافعاً ومفيداً وحتى مسلياً وطريفاً وربما مضحكاً أحياناً. لعلي أحدثت ضجيجاً أكثر مما أستحق ولكن هكذا أنا. كنت طالباً خجولاً يكاد معظم أساتذتي يكونون قد نسوني وإن كنت أشعر أنني تميزت في بعض الأحيان. فلست بالمفكر ولا الأديب وإنما أنا كويتب أو كاتب والسلام.


2-لو لم يكن د.مازن .. د.مازن مطبقاني الدكتور في جامعة الملك سعود ، ما الذي سيكونه ؟

من الصعب أن يفكر الإنسان فيما ليس هو الواقع والحقيقة. ولكني لن أكون سوى كاتباً ومسافراً ورحالة. أحمد الله أنني لم أحصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية وأنني لم أقبل معيداً في قسم التاريخ، وأحمد الله على المعاناة في قسم الاستشراق بكلية الدعوة "فالضربة التي لا تقتلني تقوّيني" وأزعم أن ضرباتهم أعطتني حافزاً وقوة فالحمد لله على ذلك الابتلاء وما زلت اذكر كلمة لزميل لي في الخطوط السعودية قال ما دمت تبتلى في هذا المكان فالزمه...

3-الوالد، و الابن و الابنة جميعهم يشاركون في نفس التجمّع الإلكتروني ،
فـما هي ظلال هذا الاجتماع العائلي الذي انتقل من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي ؟

ج: هذا التجمع قد حصل بالفعل فصلاتي أحياناً ببعض أفراد أسرتي يتم من خلال هذا العالم الافتراضي.  ولكن هذا التجمع الافتراضي كان بركة عليّ كثيراً فقد خربشت عشرات المقالات وكتبت ما أصبح الآن كتباً عن رحلاتي، كما تعلمت من أبنائي وبناتي من خلال نقاشهم ونقاشهن لما أكتب، وتعلمت من العالم الافتراضي أخبار المؤتمرات والندوات وقرأت كثيراً بل أكاد أزعم أنني أقرأ بعض الأحيان من خلال هذا العالم الافتراضي أكثر مما أقرأ من الورق- مع عدم الاستغناء عن الكتاب- هذا العالم الافتراضي نقل إلي معلومات وأفكار وقضايا ما كنت لأصل لها لولا هذا العالم، فعرفت منتديات وكتاب من خلاله وأفدت من ذلك كله في محاضراتي في الجامعة وفي المؤتمرات التي حضرتها حتى كان آخرها عن العولمة داعم للهوية الإسلامية من خلال الاتصالات، وقد تحدثت عن مواقع المشايخ والعلماء وأثرها في نشر العلم والمعرفة ودعم الهوية الإسلامية بما يفيض به علينا هؤلاء العلماء الأفاضل، كما تناولت المواقع الرسمية والمؤسسية مثل اسلام أون لاين وغيره والمنتديات والقوائم البريدية وغيرها.


4-متابعة الطرح الحواري في الشبكة العنكبوتية تحتاج لـ فُسحة فراغ يومية ،
أما الذي يُدلي دلوه فيه .. فـإنه يحتاج لـفُسحتي فراغٍ ذهني و ذهن مشتعل ..
فـ ما الذي يدفع الدكتور مازن للخوض و الاستمرار في الحوارات العامة و الأكاديمية الافتراضية ؟

ج: أولاً ليس لدي الفرصة للكتابة في الصحف السيارة وأشعر أن لدي ما أقوله وأتعلمه فلماذا لا أشارك في هذا الحوار العنكبوتي، وقد منّ الله علي بعدد من القراء والقارئات ممن يجعلني أسعى لمزيد من النشاط.  أما الفراغ الذهني والذهن  المشتعل فمسألة أقول فيها إن الإنسان لديه رسالة في هذه الحياة وعليه أن يسعى إلى القيام بهذه الرسالة والمهمة، وهذه الرسالة تتلخص في رسالة الإسلام ونشر الوعي بهذا الدين بقدر استطاعتي وجهدي ومعرفتي، كما أن في مشاركاتي العنكبوتية (لفظة طريفة) تشحذ الذهن وتنشطه، وقيل إن المخ الذي لا يعمل يصدأ. أما الفراغ فمسألة نسبية فكثير من الناس يشكون من قلة الوقت وتسأل وما ذا أنجزتم فلا تجد الكثير أو الكثير الذي له قيمه، أما أنا فأعرف أن إنجازاتي متواضعة وأردد بيني وبين نفسي "لست صانعاً القنبلة الذرية أو النووية أو الهيدروجينية فقد سبقني غيري إلى صنعها، فما الاختراع العظيم الذي يشغلني؟ وعلى كل حال الكتابة متعة عندي وأمارسها والأمر الذي قد يغيب عن كثير أنني أستخدم مفاتيح الحاسب باحتراف فقد تعلمت الطباعة على الآلة الكاتبة وأنا في سن الخامسة عشرة وما زلت أحتفظ بهذه المهارة فأكتب بسرعة، وأزعم (لا تصدقوا) أنني أفكر بسرعة فلا أتعب في الكتابة ولا تأخذ وقتاً طويلاً. كما أني أخربش دائماً فما أريد قوله يأتي بسرعة، وقد لا يكون متقناً دائماً ولكن يؤدي المطلوب.


5-ما رأيك بـمقولة إننا شعوب لم تتعود على النقد الصريح وبالتالي عندما يفتح لها المجال تسيء استخدامه ؟

ج: يا سادتي افتحوا باب النقد أولاً، أجد أن المقولات التي تنهى عن النقد بل تصل إلى تحريمه أكثر من تلك التي سمحت به وله، صحيح أن بعض النقد يصل إلى التجريح ولكننا لم نتعود النقد بعد ولم نتعود الجرأة في الرأي والشجاعة الأدبية، وهذه أمور تغرس من المنزل بين الأب وأبنائه والأب وزوجه والطفل من الروضة. وقد أعجبني ابني هاشم وهو في الروضة أن ذهب إلى معلمة وقال لها أنا لا أحبك أنت قاسية، وكانت كذلك وعندها بدأت تغير معاملتها معه ومع بقية التلاميذ ولو لم تسمع رأياً صريحاً قوياً ربما لم تتغير.

كتبت ذات مرة عن الأمثال الشعبية التي نكرسها للخوف والجبن مثل (ألف مرة جبان ولا مرة واحدة الله يرحمه) ومثل (امش الحيط الحيط وقل يا رب السترة عليك) ومثل (اللي يتزوج أمنا هو عمّنا) ومثل (الشيوخ أبخص) وغيرها كثير. نحن بحاجة إلى  زمن طويل للتخلص من هذه الثقافة أو ثقافة الجبن والرعاديد والخوف والهلع وانعدام الشخصية وبعدها يمكن أن نناقش بعض التجاوزات إن حدثت. وقد لاحظت أن ثقافة  الأسماء المستعارة دون تربية أخلاقية وأسرية تنتج لنا كوارث أخلاقية، ويمكن أن نجد صوراً قبيحة جداً ليس للجرأة المؤدبة ولكن لسوء الأدب منقطع النظير في المنتديات ولا يقتصر هذا على المنتديات المتعلمنية الليبرالية بل وجدت أمثلة مخزية في منتديات إسلامية ومنتديات طلاب الجامعات الإسلامية.


6- يقول د.عبد الكريم بكّار " ... أما مكاسبنا من وراء كتب تحسم وضعنا الفكري فهي مثل مكاسب من أعطي مفتاح منجم من الذهب "
لكن يخالفه بعضُ قومنا بـاعتقاده أن الوصاية الفكرية على المجتمع (اقرأ و لا تقرأ ) من أهم الوسائل لحمايته من الانحراف الفكري ما رأيك بذلك ؟

لا أحب القضايا الفلسفية العميقة ولكن رأيي أن القيود والحجر هي من أخطر الأمور التي تتعرض لها الأمة. لكن الأصل أن يكون التيار الصحيح هو الأقوى والأعم والأشمل وعندما تتكون الحصانة وتبنى الشخصية من البداية فعند ذلك مهما تعرض الإنسان لأي تيار فكري فإنه لن يضره. ولكن ما الوصاية الفكرية أهي أن تجعل جزءاً من مكتباتنا محدودة الاطلاع حتى إن كتاب (الأمير) لميكيافيللي كان من المحرمات في جامعة الملك عبد العزيز عام 1400هـ وتجد هذا الكتاب متوفراً في معارض الكتب في هذه الأيام. رسالتي للدكتوراه سحبت من الأسواق دون أن تخبرني وزارة الثقافة (العظيمة) السبب وتنتشر كل أنواع الكتابات. لست مع الحضر والوصاية الكاملة التي كانت تجعلنا نهرّب الكتب وكأننا نهرب المخدرات إلى أن تصبح الكتب المنحرفة هي الثقافة الشائعة ومع ذلك فإن الأمة قادرة بإذن الله على التمييز بين الغث والسمين وصدق الله حيث يقول (وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)


7-عند فتح موضوع أكاديمي للنقاش و النقد و الخروج بحلول و تأثير،فـإن مدير الجامعة د.عبد الله العثمان هو المَلوم الأول و الأخير ،ما رأيك بهذه الظاهرة؟ و هل معالي المدير مطالب بالدخول في حوار مواضيع كهذه بالرغم من أننا نعلم أن القاعدة الإدارية تقول :أن تدخلات أو إقحام الرئيس في عمل مرؤوسيه دائماً تعني ضعف قدرة المرؤوس على القيام بعمله ..

هذه قضية كبرى ولها عدة جوانب أبدأ أولاً بالسؤال هل هو مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في الجامعة وثانياً هل يرد على كل ما يكتب ويناقش. أما المسؤولية فرحم الله تلك العجوز التي لم يذكر لنا الرواة اسمها التي كانت في الخباء (الخيمة) تضع قدراً على النار فيه حجارة تلهّي أو تسلي به أطفالاً لها يتضورون جوعاً فلما وصل إليها عمر  بن الخطاب رضي الله عنه وعرف حالها وأتى لها بالطعام وطهاه وأطعم الصغار فقالت له "والله إنك لأولى بهذا الأمر من عمر" فقال لها "وما يدري عمر بك؟" فقالت "كيف يتولى أمرنا وينشغل عنّا؟" نعم معالي المدير مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة من غياب الطباشير في القاعات إلى نظافة حمامات الجامعات وإصلاحها فلا يليق أن تكون حمامات الجامعة وبخاصة في البهو كأنها حمامات الطرق بين المدن. والله إن المدير يجب أن يخرج في وقت لا يكون فيه الطلاب ويتجول في الجامعة ليرى السلاسل الحديدية تغلق الأبواب لأن الأقفال خربة منذ زمن طويل أو أبواب الكليات التي تُفتح بحجر حتى قلت (جامعة يفتح بابَها حجر ...) أما دخول معالي المدير في النقاشات فليس المطلوب فعلاً أن يجيب عن كل نقاش، ولكن عليه أن يحضر العمداء المسؤولين ويقدمون له ما كتب في المنتدى ويتفق معهم على الردود المناسبة. فلو رحت أحصى القضايا التي لم نسمع ولم نقرأ رأياً أو رداً للمدير لكانت كثيرة جداً. إن كان معالي المدير يتصرف فيها فليخبرنا فهو يعرف قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني) وكيف نقومه ونحن لا نعرف كيف تصرف في القضايا والشكاوى التي تنتشر وأضرب المثال بقضية تعيين المعيدين والمعيدات وكم تستغرق من وقت والشكوى المرة من عمادة شؤون أعضاء هيئة التدريس فقد تكونت العمادة بالموظفين القدامى وبعقليات إدارية أكل على بعضها الزمان وشرب وأكثر.... ولا أذكر القضايا الأخرى ولكنها ليست قليلة.


8-من المعروف عن الدكتور مازن سعة صدره وتقبله لنقد فهل تعتقد يا دكتور أن سعة صدرك للانتقاد من قبل طلابك سبب في تجاوز البعض؟

ج: أحمد الله عز وجل  أنني لم أتعرض لمواقف من طلابي مسيئة إلاّ من واحد أو اثنين وهم الاستثناء وليس القاعدة. وقد وصلت الجرأة بأحدهم القول إنني لم أدرّسة شيئاً سوى الحديث عن نفسي ورحلاتي أو إني كذا وكذا. فأشكر طلابي جميعاً على أدبهم الجم وأخلاقهم العالية. ولكني أود أن أضيف إن مما أزعجني وجعلني أفكر أن مهنة التدريس سيئة اعتقاد بعض الطلاب أنه يستحق أ+ وأنني لم أعطه سوى د أو د+ وبعض النماذج وقد حدث هذا مع طلاب الدراسات الإسلامية وقد تبنيت رأياً قاسياً في هذه الدراسات يمكنكم الرجوع إليه في مقابلة أجريت معي في صحيفة (الوقت ) البحرينية.


9- وهل يحق لباقي الدكاترة إغلاق كافة الطرق التي تتيح لطالب نقدهم باعتبار أن الطالب لا يجيد النقد البناء؟

ج: ومن قال إن الأستاذ لا يجوز نقده؟ أعرف أن الطالب وقد كنت طالباً ولا أزال أنتقد كل شيئ في الأستاذ منذ اللحظة الأولى التي يدخل فيها إلى قاعة المحاضرة من ملابسه إلى مشيته إلى حديثه وكل شيء، ثم ينتقل النقد إلى طريقته في التدريس ونطقه للكلمات وكل شيء. ليس هناك من يعطي الحق في النقد أو يمنعه ولكن حبذا لو كان النقد لأمر يستفيد منه المنتقد والمنتقَد لأن ذلك يطور العملية التعليمية. وأرجو أن تتاح لي في الحلقة الثانية من إجاباتي أن أذكر لكم قصصي مع نقد الأساتذة وطرائف ذلك.

بأسلوب التعليم في بلادنا وأين يكمن الخلل بنظرك ..؟  و كيف تصنف منهجيتك في التعليم ؟

الإجابة:

ما زلنا نعاني من الطريقة القديمة فهو جيل كبير في الحجم والتأثير الذي لا يعرف غير طريقة التلقين والحفظ، وما زلنا بحاجة إلى مشوار طويل لنتخلص من هذه الطريقة. ولكن لا بد أن نعرف أن بعض التلقين مطلوب وكذلك الحفظ، وكم نبهت طلابي إلى حفظ نصوص معينة وأن الحفظ يقوي الذاكرة ويقوي اللغة ويزيد حصيلة الإنسان من المعارف. والحفظ جزء من الذكاء ولا بد من تنمية الذكاء. لكن الاقتصار على الحفظ والتكرار يضر بالعملية التعليمية. ومن الصعب الحكم على العملية التعليمية كلها دون دراسة وتحقيق. وأما سؤالك عن الخلل في أسلوب التعليم فمرة أخرى لست خبيراً تربويا لأحكم ولكن أقول من خبرتي أنني أعاني من الطلاب الذين لا هم لهم إلاّ حفظ مذكرة محدودة الصفحات أو الغش في الامتحان أو حتى النوم. وبالأمس القريب كان أحد الطلاب نائماً معظم المحاضرة وقررت أن أتركه نائماً لا أدري لماذا فقد كانت شعبة لطلاب الدراسات الإسلامية ووجدت أن حفظهم للأحاديث أو الآيات محدود جداً ومعرفتهم بواقع الأمة وقضاياها محدود فكأنما جاءوا ليحفظوا بعض المتون ويأخذوا الشهادة أما العلم فينهم وبينه أمداً بعيداً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية