دراسات أمريكية في جامعة الإمارات ولمذا تتأخر السعودية؟



جامعة في دولة الإمارات العربية المتحدة تستحدث برنامج في الدراسات الأمريكية البرنامج يهدف إلى زيادة المعرفة بالولايات المتحدة
14 يوليو 2006


       يشاهد الناس في جميع أنحاء العالم الكثير من الصور التي تزخر بها وسائل الإعلام من، وعن، الولايات المتحدة، ولكن قلة فقط من أولئك الذين يعيشون خارج الولايات المتحدة يملكون الأدوات الضرورية لتفسير وفهم الفوارق الطفيفة في الثقافة والسياسات الأميركية التي ينطوي عليها ذلك التصوير فهماً تاما. ويأمل أساتذة الجامعة الأميركية بالشارقة في تغيير هذا من خلال برنامج جديد للدراسات الأميركية كفرع تخصص ثانوي هو الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي.
وقال رتشارد غسان، أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية في الشارقة المتخصص في دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إن "لدى الطلبة الأميركيين منهاجا دراسيا يمكنهم فهم اللقم الصوتية (أي التصريحات بالغة القصر) والمشاهد التي تشكل جزءاً من حياتهم اليومية ضمنه. ويتعرف الطلبة في الشرق الأوسط على الكثير من الثقافة الأميركية، ولكن هذه المعرفة تصلهم في معظمها من خلال الأفلام السينمائية والتلفزيون، وبالتالي فلا يوجد لديهم إطار يفهمونها من خلاله. ونريد تزويد الطلبة بقالب ليصبحوا أكثر مهارة في غربلة كل تلك المعلومات."
     ويعتبر غسان البرنامج أداة قيمة لتبديد الصور النمطية في جزء من العالم يتصف بكون المعرفة العميقة والخبرة المباشرة بالولايات المتحدة فيه محدودة، وكون الأفكار الخاطئة عنها كثيرة. وتتفق معه في الرأي دينا المطوع، التي تصبو إلى العمل في الحقل الدبلوماسي. وهي ترى أن البرنامج سيساعدها في التمييز بين الحقيقة والتحريف أو المغالطة في عرض الأحداث العالمية. وقالت: "نسمع الكثير من التحليل السياسي، إلا أنه لا يوجد شرح واف لخلفية القضايا."
    وقالت ندى مرتضى الصباح، التي ترأس دائرة الدراسات الدولية في الجامعة الأميركية في الشارقة وتعلم منهاجا دراسيا في نظام الحكم الأميركي: "سنعتبر البرنامج ناجحاً إن أصبح الطلبة متنبهين للفوارق الطفيفة في المجتمع الأميركي."
     وأضافت أن "أحد أهداف برنامج الدراسات الدولية، وكذلك التخصص الثانوي في الدراسات الأميركية، هو تعريف الطلبة على العلاقة بين المجتمع والاقتصاد والسياسة وغيرها من القوى كي يصبح بإمكانهم فهم العالم الذي يعيشون فيه بشكل أفضل. من المهم جداً أن يتعلم طلبتنا أن يفكروا."
     وقد لعبت ندى مرتضى الصباح دوراً رئيسياً في استحداث الدراسات الأميركية كمساق تخصص ثانوي. خطرت لها الفكرة بعد أن رافقت 32 طالبا/طالبة من صف نظام الحكم الأميركي الذي تقوم بتدريسه إلى واشنطن في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، 2005 ليتعرفوا بأنفسهم على النظام السياسي الأميركي والمجتمع الأميركي والثقافة الأميركية.
     وقد زار الطلبة، خلال زيارتهم التي استمرت أسبوعا، وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض وحضروا محاضرات في جامعة جورج تاون، كما حضروا جلسات استماع ومساءلة في الكونغرس الأميركي، في نفس الوقت الذي كانوا يستنشقون فيه جو العاصمة الأميركية في وقت يصل فيه نشاطها إلى الذروة.
     وقد عاد الطلبة بفهم أفضل للثقافة الأميركية، الاجتماعية والسياسية أيضا، وبرغبة لمتابعة دراستها. وكانت النتيجة استحداث مساق تخصص ثانوي في الدراسات الأميركية سيضاف إلى منهاج الدراسة في الجامعة الأميركية في الشارقة في خريف العام 2006. ولم تكن أي دائرة في الجامعة الأميركية في الشارقة تعالج، قبل الرحلة إلى واشنطن، دراسة الثقافة الغربية بأي تعمق. فلم تكن هناك أي صفوف في التاريخ الأميركي، في حين كان يتم التطرق إلى الفلسفة الغربية والأدب الأميركي في مناهج دراسية منفصلة.
   وقد زارت نورا العبدولي، التي تطمح لأن تصبح دبلوماسية في السلك الدبلوماسي في الإمارات العربية المتحدة، الولايات المتحدة لأول مرة مع الطلبة الذين كانوا يدرسون نظام الحكم الأميركي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ومن الواضح أنها تدرك قيمة دراسة الولايات المتحدة بمزيد من التعمق. فقد قالت: "إن الولايات المتحدة تشكل في هذه الأيام المحور الذي تدور حوله قضايا كثيرة جداً. وأريد أن أعرف المزيد عن المجتمع والثقافة الأميركيين، وعن رأي الأميركيين في الشرق الأوسط. إن البلد أكثر بكثير من مجرد سياساته وما تقدمه لنا وسائل الإعلام."
      وتجتذب فكرة اختيار تخصص ثانوي في الدراسات الأميركية طلبة من حقول أخرى. فقد أعربت ساره الجبري عن رغبتها في متابعة دراستها في الاتصال الجماهيري في الولايات المتحدة على أمل أن تعمل في حقل الدعاية السياسية. وسيكون لبرنامج الدراسات الأميركية تطبيق عملي بالنسبة لها.
    وقد أوضحت ذلك بالقول: "يتعين على المرء كي يتمكن من الكتابة عن قضايا الساعة أن يفهم كيفية ترابطها. كما أن فهم الناس والمجتمع بشكل أفضل يتيح للمرء خلق شعور بالتسامح إزاء الآخرين."
     وقال مستحدثو برنامج الدراسات الأميركية إنه سيكون ممارسة متواصلة للتفكير النقدي، ويجسد بالتالي قيمة أساسية في التعليم غير المهني (دراسة اللغات والتاريخ والفلسفة والعلوم...) في الكليات في جزء من العالم كان التعليم العالي فيه مهنياً في معظمه، مع التأكيد على التدريب المهني في حقول "عملية" كالطب والهندسة وهندسة المعلومات.
     وستكون المناهج التعليمية من فروع الدراسة المختلفة، بحيث تمزج بين مواد من حقول علم الاجتماع والسياسة ونظام الحكم الأميركي لإعطاء الطلبة فكرة شاملة عن التاريخ والثقافة الأميركيين. وسيقوم مدرّسون من فروع الدراسة المختلفة بتدريس مساقات في البرنامج لتوفير منظور واسع للطلبة لفهم العلاقات بين القوى التي تشكل المجتمع والثقافة.
   ولا ريب في أن البرنامج سيحقق النجاح إن كان من الممكن اعتماد الرحلة إلى واشنطن كمعيار لقياس اهتمام الطلبة بالدراسات الأميركية وبإقامة جسر من التفاهم. فثمانية من الاثنين وثلاثين طالباً/طالبة الذين قاموا بالزيارة يرغبون الآن في الحصول على شهادة تخصص عليا بعد البكالوريوس في الولايات المتحدة.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية