عن الابتعاث في منتدى جامعة الإمام


السؤال الأول: ما نصيحتك للطلبة المبتعثين للدول الغربية ؟وما أسباب انبهار بعض المبتعثين بالغرب حتى أنهم يرون كل ما في الغرب حسن وجميل . وما سبب تنازل بعض المبتعثين عن قيمهم ودينهم وعن اعتزازهم بالإسلام؟

الإجابة:

النصيحة الأولى هي أن يختار الرفقة الطيبة عملاً بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الرفيق الطيب والرفيق السوء. فإما أن يكون معه أصحاب وأصدقاء ممن يذكّره بالله أو آخرون يقودونه إلى مواطن الفساد وما أكثرها في كل مكان الآن. ومن الأماكن الطيبة التي يبحث فيها عن الأصدقاء أن يحرص على المسجد والتعرف إلى رواد المساجد فهم بإذن الله أبعد عن الرذيلة والفساد.

النصيحة الثانية فهي أن يعلم أنه جاء إلى هذه البلاد من أجل رسالة سامية وهي تحصيل العلم، وما أكثر أبواب العلم هنا، فهي لا تنحصر في الدروس التي يتلقاها في معهد اللغة والجامعة بل هناك المكتبات والمتاحف ومن خلال الصحافة والإعلام والمحاضرات والنشاطات الثقافية في الجامعة. وهذه الرسالة السامية لا تنحصر في أن يحصل على الشهادة وأن يبدع في تخصصه فيحصل على كل ما يستطيع من علم في تخصصه، فهو مسؤول عن تبليغ رسالة الإسلام عملاً بقوله تعالى (قل  هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (نضّر الله امرئً سمع مقالتي فوعاها فبلغها إلى من لم يسمعها فرب مبلغ أوعى من سامع أو رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)

ولا شك أن تبليغ رسالة الإسلام في مثل هذه المجتمعات (الغربية) له شروطه وهي أن نفهم العقلية الغربية وما الطريقة الأنسب لتبليغ هذه الرسالة، فهي عقلية تؤمن أولاً بالمصالح المادية الدنيوية، وهي عقلية كما يقال نفعية، وثالثاً هم لا يؤمنون برسولنا ولا بأنه مرسل من عند الله. وأما من الناحية المادية فهناك تشريعات إسلامية تضع الحلول لكل مشكلات البشر أينما كانوا وفي أي زمان. ولكن قبل أن ننطلق في الدعوة لا بد أن نكون نحن على قناعة عالية بصدق الرسالة وأنها الرسالة الخاتمة التي جاءت لتتم وتهيمن على الرسالات السابقة. وليس الإيمان فحسب ولكن الاعتزاز والاعتداد بهذه الرسالة وما جاء فيها في كل المجالات.

ومن وسائل الدعوة إلى هذا الدين أن نعرف حال المدعويين وما يواجهونه في حياتهم وما يعانون منه. فقد يتهمنا أحدهم بأن الإسلام يسمح بضرب المرأة وأن المرأة مضطهدة فلا يسرع الإنسان إلى الدفاع عن الإسلام أو الوقوف في موقف الضعف فليقل إن الإسلام جعل الضرب غير المبرح الذي لا يزيد أن يكون بعود مسواك بعد مراحل ثلاث الوعظ والهجر ثم الضرب، ويرجع إلى الحديث الشريف أن الذين يضربون نساءهم لا يكون من خيار المسلمين، ثم يذكر كيف أن الضرب ليس الأمر الشائع ولكنه النادر جداً، ولكن ماذا عن المرأة في الغرب والعنف ضدها، لقد دخلت موقع مجلة أمريكية في علم النفس فكتبت عبارة (العنف ضد المرأة) باللغة الإنجليزية ولو فعلت الأمر نفسه في قوقل لوجدت عجباً تشيب من هوله الرؤوس. ثم لينظر الإنسان في وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم التي تأمر بالإحسان إلى المرأة، واضطهاد المرأة إن حدث بين المسلمين فليس مردّه إلى الإسلام ولكن الابتعاد عن الإسلام هو السبب. هذا فقط أنموذج سريع وإلاّ فإن الأمر يحتاج إلى تفصيل وتفصيل.


السؤال الثاني: هل سبق وأن قدمت محاضرات أو مقالات خاصة بالمبتعثين؟

الإجابة: نعم قبل سنتين اتصل بي أحد طلابي وكان يدرس في جامعة لفبره Laugboruogh في بريطانيا فألقيت محاضرة بالهاتف. أما المقالات فقد بدأت بسلسلة دروس في الابتعاث نشرتها في موقع الطلاب المبتعثين في أمريكا ونشرتها كذلك في مواضع أخرى. وأعرف أن جامعة الإمام تعقد دورات للمبتعثين ولا أعرف من يقدم محاضرات فيها، ولمّا لم أكن من المقربين من دوائر صناعة القرار فإنني عادة لا أدعى، ولو صدق أن من يقدم محاضرات من أمثال الدكتور محمد عبد الرحمن الربيع وكيل الجامعة السابق للبحث العلمي فماذا كان سيقول للطلاب وهو لا يعرف شيئاً عن الحياة في الغرب أو لا يعرف الغرب، ولكن أليس هذا من توسيد الأمور إلى غير أهلها في كثير من قضايانا. وأتيحت لي الفرصة هنا في أكسفورد وتحدثت إلى بعض الطلاب وأرجو أن تتكرر الفرصة في أكسفورد أو غيرها.

السؤال الثالث: أسمع من بعض المثقفين (أن الاستشراق قديم وليس له وجود الآن فلماذا يدرس في بعض الجامعات الآن) فهل هذا صحيح؟

الإجابة: الاستشراق ليس قديماً ولم ينته وإن تغير الاسم ووضعوا له أسماء كثيرة جديدة منها دراسات الشرق الأوسط أو دراسة الإسلام أو دراسات العالم الإسلامي، وإن أحببت فاقرأ مقالتي الطويلة في موقع مركز المدينة المنورة لبحوث ودراسات الاستشراق على الرابط الآتي:


السؤال الثالث:ما الاستشراق الجديد المعاصر؟

الإجابة: أيضاً تجد الإجابة في الرابط السابق إن شاء الله.


السؤال الرابع: قرأت لك بعض المقالات التي تتحدث عن واقع بعض البلدان الغربية وحياتهم الاجتماعية والمعاناة التي يعانونها، وتستشهد أحيانا بأقوالهم وكتبهم، فلماذا لا تقومون (بحكم سعة معرفتكم بهذه البلدان وزيارتكم لها بترجمة بعض مقالاتهم وكتبهم ؟

الإجابة: الترجمة فن صعب ويحتاج إلى وقت ومراس، وقد حاولت أن أقوم ببعض الشيء في كتابي (الغرب من الداخل: دراسة للظواهر الاجتماعية) وتجد معلومات واسعة على الرابط الآتي أيضاً:


والرابط الآتي أيضاً



ملاحظة: أستمتع كثيرا بقراءة مقالاتكم وتعجبني نظرتك للغرب واعتزازك بالإسلام.

وفقكم الله وسدد خطاكم

التعليق: شكراً على ثنائك الجميل واللهم اجعلني خيراً مما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون، ووفقك الله وسدد خطاك وخطى جميع القراء.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية