استغلال الأيدي العاملة كالرقيق


فذلكة: يقدم بعض الصحف الغربية حقائق عن الظلم ومنها ما يتقاضاه العمال البنجلادشيون من أجور ليرتدي الغربيون قمصاناً فاخرة بأرخص الأسعار فتذكرت شيئاً كتبته، ولكن ليس الحق على الإنجليز والأمريكان بل على الحكومات التي جعلت شعوبها رخيصة (من يهن يسهل الهوان عليه   ما لجرح بميت إيلام)


    نشرت الديلي ميل Daily Mail في عددها الصادر يوم 1 أبريل 2007 تقريراً عن المحلات الكبرى التي تبيع البضائع المخفضة وكيف استطاعت أن تقدم هذه البضائع بهذه الأسعار، فتقول إنك ستجد الملبوسات نفسها الموجودة في المحلات الراقية (تقريباً أو شكلها) ولكن بأسعار خيالية فما يمكن أن يكون بثلاثمائة جنيه تجده في هذه المحلات بثلاثين جنيه.
      وهذه المحلات أنشأت مصانع أو تعاقدت مع مصانع في البلاد الفقيرة؛ ففي بنغلاديش مثلاً يوجد فيها مليون مائتي ألف وظيفة  في صناعة النسيج، لكن ما أحوال العمال والعاملات في هذه المصانع؟ يقول التقرير الآتي:

1- معظم العاملين من النساء والغالبية العظمى أعمارهن بين الخامسة عشرة والعشرين.

2- الرجال يعملون في الزراعة والبناء.

3- عدد الساعات التي تعملها هؤلاء النسوة من ثماني عشرة إلى عشرين ساعة في اليوم ويعملن في الأسبوع حوالي ستاً وتسعين ساعة.
4- الأجرة التي يحصلن عليها هي تسع بنسات في الساعة (الجنية مائة بنس) ولا تتجاوز مدخولاتهن تسع جنيهات شهرياً.
     وعلى الرغم من مواجهة برايماك Primak وغيرها من الشركات بالأرقام عن مآسي العمال لكن شيئاً لم يتغير، ويدعي أصحاب شركة برايمارك وغيرها أن أسعارهم التنافسية مرجعها إلى قدرتهم على الإنجاز والإنتاجية العالية.

 أما أصحاب المصانع في بنغلاديش فيواجهون التهديد بأنهم إن طالبوا بزيادة أجور العمال أو تحسين أوضاعهم أو تقليل ساعات العمل فإن تلك الشركات الكبرى ستنقل أعمالها إلى دولة أخرى ترضى بما اضطروا هم للقبول به.

 ويطالب كاتب التقرير أن تقوم تظاهرات أمام هذه المتاجر لتحسين أوضاع العمال. وذكر عن بعض الأفراد والمؤسسات البريطانية التي طالبت تلك الشركات بعمل شيء ما لإنقاذ الإنسانية المعذبة في الدول الفقيرة.

  أما تعليقي على هذا فهو ما موقف حكومات الدول الفقيرة التي يحدث فيها هذا الظلم؟ هل يرضى رئيس الوزراء أو رئيس الحكومة أن يعمل أحد أقربائه في مثل هذه الظروف؟ ولماذا لا تشترط تلك الدول على الشركات احترام حقوق الإنسان؟ وأين المنظمات الدولية التي تتشدق بحقوق الإنسان والمبادئ العالمية؟ ثم لماذا لا تستفيد هذه الدول فتقوم هي بصناعة الملابس لصالحها وتقوم ببيعه في الأسواق العالمية؟ أليس في العالم منظمة التجارة العالمية التي تصر على فتح الحدود؟ هل حدود الدول الكبرى أو الغنية مفتوحة فعلاً؟




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية