ليس كل المبتعثينن هكذا.


أيها الإخوة المبتعثون هل تسمحون لي بالكتابة معكم حول هذا الموضوع؟ من حق كل إنسان أن يكون له رأي خاص به، هذه حقيقة ولكن عندما يكون الموضوع يخص شريحة من أبناء البلاد درّسوا في جامعاتها وتولوا مناصب مهمة في الدولة وقدموا الكثير، فعندما نريد أن نحاسبهم علينا أن نكون موضوعيين. لماذا فشلت الجامعات السعودية أن يكون لها مكان بين جامعات العالم؟ هل الأمر متعلق بالأساتذة وحدهم؟ هل وجد الأساتذة جواً علمياً يشجع على الإبداع؟ أم وجدوا جامعات يدار بعضها بعقلية إدارة بقالة....بل إن إدارة البقالة تتطلب وعياً وفهماً للسوق ولا بد من الكسب وإلاّ فالخسارة تعرض صاحب البقالة ليغلق بقالته. لا تلوموا الأساتذة وحدهم إن فشلت الجامعات السعودية، ولكن ابحثوا عن الأسباب الحقيقية.

لذلك فما دمتم في جامعات غربية ولا بد أن تتعلموا طرق البحث العلمي والتفكير المنهجي، بل إن الإسلام علمنّا هذا الأمر حين أمر الإسلام أن لا يقول الإنسان قولاً دون علم (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) وإلقاء التهم أمر سهل ولكن ألم تقرؤوا القرآن في قوله  تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)

لذلك فأرجو أن يتم النظر إلى هذه المسألة من خلال البحث في الأساتذة السعوديين الذين حصلوا على شهادات عليا من الغرب ماذا قدموا من إنتاج علمي، وماذا قدموا من إنجاز فكري؟ وماذا أفادوا أمتهم به، ما النظريات التي ابتدعوها أو الاختراعات التي قدموها؟ ولنبحث في الظروف التي عملوا فيها. مازال سلم رواتب الأساتذة في بلادنا أقل حتى من البحرين ومن عمان ومن قطر... أستاذ له عشرين سنة في قسم الثقافة الإسلامية مازال أستاذاّ مساعداً ولا يمكنه أن يترقى لأنه يعمل في المقاولات، فهذه المهنة تدر دخلاً أكثر من الأستاذ الجامعي. وأستاذ تخرج في الكيمياء فالتحق بمصنع ليحصل على ثلاثين أو أربعين ألف ريال فهل يبقى في جامعة لا تعطيه إلاّ ربع الراتب أو أقل وتكبله بالمحاضرات والكلام الفاضي .

ليت الأساتذة يستطيعون الحديث..بالأمس ذهبت مع ابني إلى الطبيبة فانتظرت ساعتين وقالت لي الطلاب إن لم يعجبك فاذهب إلى مستشفى خاص، فأجبتها سأحصل على العلاج من هنا وتحترمون وقتي. يقف الأستاذ ذليلاً في ردهات المستشفى ولو كان عاملاً في شركة لحصل على أفضل علاج في مستشفى  خاص يحترم إنسانيته. طلبت موعداً للكشف على بصري أو عيوني على الأصح فقالوا بعد ثلاثة أشهر...فهل أستطيع أن أتوقف (أضرب) عن التدريس حتى تعالج عيوني...

لا تلوموا الأستاذ الجامعي السعودي (وإن كان كثير منهم تستحق شهاداتهم الحرق) ولكن كونوا موضوعيين منهجيين في مناقشة أي قضية وبخاصة أن كثيراً منكم ما زال في بداية الطريق والسلام

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية