هل هناك منتصر بين "حزب الله" وإسرائيل؟([1])


 

 

فذلكة: زعم حسن عبد اللات أنه يحارب إسرائيل ويهدد بأن تصل صواريخه تل أبيب وهو تهويش رخيص، واليوم تصل صواريخ القسام وتُرعب يهود، (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) وهم الذين قال الله فيهم (لا  يقاتلونكم جميعاً إلّا في قرى محصنة أو من وراء جدر) وعلى الرغم من أن المقالة قديمة نسبياً لكنها تناسب دائماً في فضح الخونة.

المقالة

        منذ بدأت الاهتمام بالسياسة وأنا لا أتسرع في اتخاذ موقف من أي حدث، فعندما كان عبد الناصر يملأ الدنيا ضجيجاً بأنه سيرمي إسرائيل في البحر، وينافسه بقية الزعماء العرب بما يريدون أن يفعلوا للفلسطينيين حتى ظهرت الكتب هنا وهناك بأن كل زعيم هو ابن بجدتها وأنا لا أصدق، ولا أكذب، بل كنت متردداً، ولكني للحقيقة، كنت إلى التكذيب أقرب. فالذين يريدون تحرير فلسطين لا بد أن تكون شعوبهم حرّة في البداية، ولا بد أن تكون شعوبهم على درجة عالية من الإيمان والصلاح والتقوى، لا أن تنتشر الرشوة والفساد وغير ذلك ثم يزعمون لنا أنهم يحاربون من أجل فلسطين أو إنهم يستعدون للمعركة الفاصلة، وانتظرنا طويلاً هذه المعركة الفاصلة ولما جاء شهر يونيه من عام 1967كان الفصل بيد إسرائيل فأخذت الضفة الغربية والقدس وسيناء وغيرها من المناطق كالجولان التي انتشرت الكتابات حول بيعها لإسرائيل، وكانت الفكرة لو أن الجيش السوري بقي هناك ولم يستخدموا سوى الحجارة لما استطاعت إسرائيل أن تمتلكها.

        المهم عندما مات عبد الناصر وكنت في العشرين من عمري احتفلت بطريقتي الخاصة وكنت أرى الحزن على وجوه زملائي من الطلاب العرب (وكنت وقتها طالباً في الولايات المتحدة(

       والآن قيل لنا إننا دخلنا معركة مع إسرائيل استخدمت فيها إسرائيل كل قوتها العسكرية من دبابات وطائرات ومروحيات وأمطرتنا قنابل لا حصر لها في الحجم والنوع واستطعنا أن نرد إسرائيل خائبة لم تحقق ما أرادت فهي لم تكسر شوكة حزب الله الذي قاتل باسمنا جميعاً.

      لا يا إخوتي المسألة ليست معركة بين ما يسمى (حزب الله) وإسرائيل، المعركة أكبر من ذلك، نريد المعركة الداخلية (لا أقصد معركة حقيقية أو عنف أو تدمير ) التي تتحرر الشعوب العربية وتعود إليها كرامتها في الداخل، فلا يظل الفرد يسير من جوار وزارات الداخلية العربية وهو يضع يده على قلبه، نريد المواطن الشريف الذي يعف عن سرقة أموال الحكومة ونريد الحكومة التي لا تسرق الحكومة، ونريد المسؤول في المنصب الذي يستحقه لا أن يكون في المنصب لأنه ابن فلان أو ابن علاّن أو لأنه يجري في عروقه دماء زرقاء أو خضراء أو أي لون.

      متى حقيقة نستطيع أن ننتصر على إسرائيل عندما لا تعود جامعاتنا ثانويات عليا، ويكون لدينا مراكز بحوث حقيقية، ويكون لدينا إعلام حر حقيقي لا إعلام الإعلانات السخيفة ولا إعلام الأغاني والخلاعة. لا إعلام تمجيد الحكّام وتعظيمهم وأن الحاكم عندنا يفهم كل شيء: في السياسة وفي الاقتصاد، وفي الزراعة وفي العمران وفي الهندسة، وفي الطيران وفي وفي... أي إعلام هذا! عندما يكون لدينا إعلام يعلن الحقيقة في وضح النهار وإعلام يدعو إلى الفضيلة والجد والعمل ويناقش قضيانا بأمانة وأخلاق ومسؤولية...

سننتصر حقيقة إن انتصرنا على أنفسنا أولاً.

 

 



[1] - كنت أحضر مؤتمر تجمع علماء الإسلام ومساكين علماء الإسلام اجتمعوا لا يعرفون من جمعهم وبأموال من؟ ولكن الذي جمعهم حقق أهدافه فجاءني شخص ليأخذ بيدي للسلام على حسن نصر اللات فرفضت وذهبت للسلام على خالد مشعل فغضب وقال لي طعنتني في قلبي، قلت ما يهم شريطة أن لا أخالف مبادئي والحمد لله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية