في منتدى الشيخ خالد الفواز في حي الحمراء بالرياض(نسيتها)


تقديم: هذا تقرير عن محاضرة قدمتها في مكان في الرياض وكأنني أصبت بفقدان ذاكرة فلم أعد أذكر أين المكان ولا الداعي، على الرغم من أنني فقدت من الذاكرة أشياء كثيرة ولكن ليس كهذا النسيان أما تقرير المحاضرة فيبدأ بتقديم صاحب الدعوة الشيخ خالد الفواز الذي بدأ الحديث قائلاً:

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين أحيي ضيوفنا الكرام في هذه الليلة المباركة، وتحية خاصة لضيف هذه الديوانية ضيف هذه الليلة سعادة الدكتور/ مازن مطبقاني أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملك سعود وقبل ذلك أستاذ الدراسات الإسلامية في المعهد العالي للدعوة في المدينة والتي صارت كلية الدعوة بعد ذلك وهو كاتب وشاعر بالإضافة إلى أحدث دراسات نشرت له في مجلة كلية الشريعة في جامعة الكويت،هذه الليلة سيكون حديثنا إن شاء الله تعالى عن (صراع الحضارات والمؤتمرات الدولية) ولا يخفى على حضراتكم أهمية هذا الموضوع بالنسبة للعاملين في مجال العمل الخيري والمهتمين به، أولئك القوم الذين ينظرون إلى العالم بهمومهم وآلامهم وطموحاتهم كما ينظرون إلى بلادهم، ومثل هذه الأمور ستعين الإنسان وتفتح له آفاقا ومدارك وإن شاء الله تكون لها انعكاسات بمبادرات في الحضور وفى التفاعل مع مثل هذه المناسبات وهذه الحالة الدولية ليكون لنا بإذن الله تعالى اثر فيها ولا أريد أن أطيل عليكم فالوقت وقتكم ووقت الدكتور لان يطرح ما عنده وبعد ذلك سيكون هناك مجال للحوار والمناقشة , أترككم مع الدكتور فليتفضل مشكورا .
الدكتور / مازن :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله تعالى، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ،

أولا: اشكر الدعوة الكريمة للحديث إليكم هذه الليلة حول صراع الحضارات والمؤتمرات الدولية، تساءلت ما العلاقة بين الصراع الحضاري والمؤتمرات الدولية ولعلنا نتحدث عن هذا الصراع، والعالم كله في هذه الأيام يموج بالدعوات إلى التحالف والتفاهم والتعايش المشترك والتعدد الثقافي وسواها من المصطلحات المعسولة، فهل صراع الحضارات بدأ مع هنتنجتون أم قبله؟ هنتنجتون نشر بحثه في مجلة شئون خارجية عام 1993 وكانت السفارة الأمريكية توزع نسخا من هذا المقال ونشرت الأخبار عن المقال قبل أن يصدر والعالم ضج بها فهل هناك فعلا صدام حضارات وهل هنتنجتون أول من قال بصدام الحضارات، أو صراع الحضارات مصطلح وفكرة موجودة قبل ذلك؟ احد الباحثين الأمريكيين وهو د/ ريتشارد بوليت مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة كولومبيا وهو يكاد يكون مسلما فيما قرأت له واطلعت عليه وعايشته، كتب كتابا عن الجذور الإسلامية النصرانية للحضارة الغربية وأشار إلى أن مصطلح صدام الحضارات قال به منصّر في بداية القرن العشرين والكتاب تُرجم إلى اللغة العربية "الجذور الإسلامية النصرانية للحضارة الغربية" ولكن هل صراع الحضارات أو صدام الحضارات الذي قال به هنتجتون أو المنصّر الأمريكي؟ ثم أعاد برنارد لويس المستشرق الأمريكي في محاضرات ألقاها في جامعة أوكلاهوما عام 1963 ونشرت ضمن كتاب الشرق الأوسط والغرب  وذكر مسالة صراع الحضارات، وربما أقدم من كتابه عام 63 في كتابه العرب في التاريخ تحدث عن أن هناك صدام بين الحضارة الإسلامية والنصرانية، لكن الصراع موجود في تاريخ البشرية من أيام الحروب اليونانية والحروب التوسعية الرومانية والحروب بين الفرس والروم فهو صراع حتى أن الله تعالى ذكر ذلك قال تعالى " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض ...... إلى آخر الآيات، ثم هل عاد هذا الصراع في الفتوحات الإسلامية؟ وليست الفتوحات الإسلامية كالحروب الرومانية، فان عائشة رضي الله عنها قالت لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب واشرأبت اليهودية والنصرانية والمجوسية وأصبح المسلمون كالغنم في  الليلة المطيرة وإنما أصاب المسلمين لو أصاب الجبال الرواسي لهاضها" بمعنى أن من حول الجزيرة العربية كانوا على استعداد للانقضاض على دولة الإسلام والمسلمين لولا أن الله عز وجل قيض أبا بكر الصديق رضي الله عنه ذلك الخليفة الشامخ فبعث بالجيوش ليوقف زحفهم على الأمة الإسلامية. ثم هل عاد الصراع من جديد مع الحروب الصليبية ومع حملات الاستعمار؟ وهل العولمة امتداد للصراع الحضاري؟ كما قلت بعد مقالة هنتجتون تداعى الناس في كل مكان إلى الحديث عن حوار الحضارات بدلا من صدام الحضارات وكأن هناك من ندم على ما كتبه هنتجتون وان كان ما كتبه هو جزء من السياسة الأمريكية التي رأت أن الحرب الباردة قد انتهت ولا بد من عدو للأمريكيين حتى أن قسا أمريكيا كتب في نشرة صادرة عن معهد هارتفود اللاهوتي عام 1991 – 1410 ه عنوانه "هل الإسلام هو الشبح المخيف الجديد؟" وكتبت مقالتي في جريدة المسلمون "لماذا يخوفون الغرب بالإسلام؟" وتعجبت لماذا يتحدث هذا القسيس عن الحملات التي جعلت الإسلام الشبح للغرب وأشار إلى كاتب يهودي يكتب في مجلة نيوزويك اسمه كرس كروتهامر وهو يهودي من أصل ألماني حتى أن الألمان لما وقفوا في وجه اليهود أجبروهم على أن يسموا أنفسهم بأسماء معينه فكروت هامر تعنى يد المطرقة فهذا اليهودي كان من أشرس الناس في الحديث عن الإسلام العدو الجديد.

لكن قويت دعوة حوار الحضارات وانتشرت في كل مكان ومازلت اذكر ندوة عقدت في جامعة هارفارد وشارك فيها باحث إيراني اسمه تاهدي وغيره وتحدث عن انه لابد من الحديث عن حوار الحضارات وليست صدام الحضارات والعالم , ونحن معهم ركبنا موجة ما يسمى حوار الحضارات وتحالف الحضارات , ثم دعوة الملك عبد الله إلى حوار الأديان، ولكن بهذه الدعوات قضينا على الصراع أم أن الصراع ما زال مستمراً؟ ما زالت أموالنا وثرواتنا تتدفق إليهم القينا بأولادنا وبناتنا وفلذات أكبادنا إليهم فتحنا فضائياتنا لكل ما يأتي من عندهم الحوار والتحالف يكون بين أطراف متساوية أو متعادلة أو كما يقولون شارع ذو اتجاهين،
ولكن هل حوار الحضارات الذي ينادى به وينتشر في كل مكان هل هو حوار حقيقي؟ أنا كنت احضر المؤتمر الثاني لتحالف الحضارات الذي عقد في اسطنبول العام الماضي فحضرت بعض الجلسات، ولكن ما أهمني في هذا المؤتمر أنني اطلعت على كل المطبوعات التي كانت توزع في ردهات المؤتمر وفى الممرات فوجدت أن الجهات العظمى التي توزع منشوراتها ودعواتها هي جهات غربية وليس للمسلمين إلا وجود محدود جدا، حتى جامعة الإمام التي فيها مركز لحوار الحضارات لم يكن لها وجود وجهات أخرى عربية تهتم بحوار الحضارات لم يكن لها وجود أيضا، ولفت انتباهي تقارير من المؤسسة الأمريكية للتعليم تتحدث عن عدد الطلاب العرب أو الطلاب الأجانب بصفة عامة الذين يدرسون في الجامعات الأمريكية وعدد الطلاب الأمريكيين الذين يدرسون في الخارج فأكدت أن أعداد الطلاب الذين يأتون إلى أمريكا من الطلاب العرب والمسلمين عدد ضخم جدا وهؤلاء يبقون في أمريكا على الأقل من 4 إلى 5 سنوات إن لم يكن أكثر بينما عادة الأمريكيين الذين يأتون إلينا يأتون فترة محدودة من 6 أشهر إلى سنة أو يأتون فترات أكثر من ذلك لبحث قضية معينة ثم يعودون فمعنى ذلك أن الكفة لصالحهم، إننا نرسل أبناءنا عندهم ليمكثوا مدة طويلة، ومع ذلك هل سينجح حوار الحضارات هذا أم أن القضية أبعد من ذلك؟ هل نحن قادرون على أن يكون لنا ثقل حقيقي في حوار الحضارات وفى التحاور معهم؟ أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال تتمثل في الحديث عن المؤتمرات الدولية لأنها مجال من مجالات حوار الحضارات، حتى الإنسان لو دخل إلى شبكة الانترنت وبحث عن حوار الحضارات يجد أن 70 أو 80 أو حتى 90 % من الهيئات المهتمة بحوار الحضارات هي هيئات وجهات غربية، وأعود بالذاكرة إلى أن الحوار بين الشمال والجنوب الحوار بين أوريا والعالم العربي ليس جديدا، فإذاعة لندن في السبعينيات كان لها برنامج بعنوان حوار بين أوربا والعالم العربي بالتعاون مع تشاتم هاوس وهى مؤسسة بحثية عن العلاقات الدولية في بريطانيا خاصة تعاونت معها الإذاعة البريطانية وعقدت عدة ندوات للحوار بين العالم العربي وأوربا وكنت أبحث عن الجانب الاستشراقى في الإذاعة البريطانية فأرسلت إليهم أطلب هذه المحاضرات أو ماذا قدّم في هذه الندوات، فلم يردوا عليّ في البداية أو كان ردهم بارداً ثم أرسلوا لي صفحة من مجلة هنا لندن قلت ليس هذا ما أريد ماذا قيل ورديت عليهم بقسوة قلت لهم إن هذه الندوات أو الحوارات التي تعقدونها هي من طرف واحد حتى العرب الذين يحضرون لا يقدمون ولا يؤخرون ولا يمثلوننا تمثيلاً حقيقياً.

وهناك من كتب أيضا عن الحوارات التي تسمى الحوارات المتوسطية أو الحوارات بين الشمال والجنوب يقول هؤلاء الغربيون هم الذين ينفقون على هذه المؤتمرات وهم الذين يضعون أجندتها أو برامجها وهم الذين يحددون الأشخاص الذين يحضرون من العالم العربي إذن أي حوار هذا أو أي تحالف حضارات؟ صحيح أن تركيا دخلت بقوة ولكن هل يكفى تركيا؟ والمملكة ستدخل في تحالف الحضارات في المؤتمر الذي سيعقد في البرازيل ولكن سيكون لنا تمثيل رسمي، هل حقيقة سنؤثر في فكر الآخرين بعظمة الإسلام وبالحديث عن قضايانا العادلة في هذه الحوارات أم لا؟ أشك في ذلك لأنني أرى أننا لم نستعد بعد للحوار مع الآخرين الاستعداد الكافي.
      ولحوار الحضارات جانب آخر فيه بالإضافة إلى التمويل الذي يطغى عليه هو الجانب السياسي كما قيل وانتم تعرفون دعوة الملك عبد الله إلى حوار الأديان ففي المؤتمر الذي عقد في نيويورك استضافني التلفزيون البريطاني مع قسيس لبناني من الكنيسة المارونية وعبد العزيز الخميس وكان رأيي أن الملك اخذ معه 50 شخصية في نيويورك وكان 90% منهم أمراء ووزراء ولم يكن منهم علماء فأي حوار أديان يقوم به هؤلاء، أما مؤتمر مدريد حتى من ذهب من العلماء ما مدى استعدادنا لحوار الأديان أو حوار الحضارات؟

       الشق الثاني من الحديث هو المؤتمرات أنا من قديم نشرت بحثا في مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الكويت بعنوان: "المؤتمرات العالمية حول الإسلام والمسلمين" والحقيقة أن أول من لفت انتباهي للحديث عن المؤتمرات الدكتور / محمد محمد حسين رحمه الله في كتابه الإسلام والحضارة الغربية وفى كتابه في وكر الهدامين حصوننا مهددة من داخلها وأشار إلى مؤتمرات خطيرة في مجال التربية أحيانا عدة أشهر وان كانت عادة المؤتمرات تكون قصيرة لكن يعطوهم حتى دورات فيأخذون كبار المسئولين في مجال التربية لبث أفكار معينة حتى إذا رجعوا إلى بلادهم نشروا هذه الأفكار ونفذوها، ويذكر د / محمد محمد حسين أهداف المؤتمرات الغربية اذكر منها:

1-     إيجاد روابط وعادات مثل الصداقة والتعاون .

2-    استمرار الجهود المبذولة و تطويلها وجعلها آلة من آلات الدعاية الاستعمارية لصياغة المصالح الأمريكية والغربية

3-   أن المؤتمرات وسيلة من وسائل الاتصال القريب والمباشر بالمسئولين يعدمون عودهم ويدرسونهم عن قرب ويختبرون مناعتهم ومدى استعدادهم للتجاوب مع الأحداث الخفية للسياسة الاستعمارية , كما يختبرون مواطن القوة والضعف في كل واحد منهم لمعرفة انجح الوسائل للاتصال بهم والتأثير عليهم

4- خدمة الأغراض الجاسوسية الأمريكية التي ترسم الخطط السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه المنطقة

وهذا ما أكده الدكتور أبو القاسم سعد الله في كتابه خواطر مجنحة أو أفكار مجنحة على ما اذكر فيقول عن هذه المؤتمرات: "فان فيهم الأجانب الذين يحضرون هذه المؤتمرات من لا صلة له بهذا الميدان ولا بالإنتاج التاريخي وإنما جاء ليطلع على ما يجرى في الساحة الشرقية من أراء وأفكار ويرصد ما في أذهان المتحدثين العرب والمسلمين من تيارات ونوايا ومخططات ويتعرف على ما في كل بلد من هذا العالم العربي الإسلامي الممزق من أشخاص يمكن التعامل معهم والاعتماد عليهم وقت الحاجة. هذا كلام د / أبو القاسم، ويتحدثون عن الذين يشاركون في المؤتمرات وان كان أنا نقلت عن آخرين صنفوا هؤلاء الناس ولكنى حضرت مؤتمرات وكما تلاحظون في الأوراق حضرت مالا يقل عن 60 أو 70 مؤتمرا حول العالم وبمغامرات لا أول لها ولا آخر فيذكرون أن المشاركين قساوسة سياسيون .
ومن نماذج حضور السياسيين في المؤتمرات وان كانت لا علاقة لها بالسياسة ، اذكر مثلا مؤتمر عقد في بيروت بعنوان " الدين والإعلام " في معهد بيروت للفنون في الجامعة اللبنانية الأمريكية عام 2005 حضره امرأتان من وزارة الخارجية الأمريكية، وحضر اثنان من السفارة الأمريكية في بيروت حتى نبهني رئيس المؤتمر واسمه رامز معلوف قال انظر يوجد معنا أناس من الحكومة الأمريكية فلماذا يحضرون؟
    ثم حضرت مؤتمرا في هامبورج عن وضعية دراسات الشرق الأوسط فإذا بامرأة من وزارة الخارجية الأمريكية قلت لها: هل جئت لتتجسسي علينا؟ قالت لا جئت لأتعلم أو لأعرف ماذا يدور. ومع ذلك يحضرون ويحضر أيضا المؤتمرات مستشرقون متخصصون في بلادنا ويحضر أيضا في الغالب المسلمون كما يصفهم احدهم هنا أمريكيو الثقافة الذين لهم قدرة على توجيه الفكر في بلادهم إما أستاذ جامعي أو رئيس تحرير أو وزير، ومن الغالب على حضور هذه المؤتمرات وكما وصفهم جمال سلطان في مقالة نشرت في مجلة الحج قبل أعوام عندما حضر المؤتمر العالمي الأول حول دراسات الشرق الأوسط وهى منظمه أنشاها الأمير الحسن بن طلال مع طارق إسماعيل مع الأستاذ الألماني جنتر ماير ومجموعة أخرى حتى أنى سالت أين تقع هذه المنظمة؟ الرابطة العالمية لدراسات الشرق الأوسط عقدت المؤتمر الأول في ألمانيا عام 2002 والمؤتمر الثاني عقد في عمَان عام 2006 والمؤتمر الثالث سيعقد(عُقدَ) في برشلونة في صيف هذا العام 2010 , ولا تجد مقر لهذه المنظمة وكيفية الحصول على عضوية ولذلك ما أهداف هذه المنظمة؟ لا تعرف، هم عدة أشخاص حتى أنى حضرت احد مؤتمراتهم في فيكتوريا في كندا وقلت ارفعوا السرية عن المنظمات العالمية ومنها هذه المنظمة، الذين يحضرون كما قال جمال سلطان الخارجون فكريا وعقديا أمثال نصر حامد أبو زيد ومحمد سعيد عشماوي ونوال السعداوي وبسام الطيبي وعزيز العظمة، وفى هذا السياق اذكر الرابطة العربية الأمريكية لأساتذة الاتصال وأخر مؤتمر عقد في القاهرة والمؤتمر القادم سيعقد في الكويت ولغة المؤتمر هي اللغة الانجليزية صحيح تشترك جامعة عربية مع جامعة أمريكية في رعاية المؤتمر لكن القرار في أيد الأمريكيين حتى أنى أسميت هذه المنظمة الربطة الأمريكية الأمريكية لأساتذة الاتصال. ومع ذلك فهم يتيحون الفرصة لمن يحضر معهم وان يبدوا وجهة نظرهم ولكن الغالب هم أمريكيون ومن تلامذة الأمريكيين ويحضر هذه المؤتمرات عدد قليل من المتخصصين الحقيقيين وهؤلاء لا تنطبق عليهم المواصفات إنهم جواسيس أو سياسيون أو قساوسة كما قال احدهم هؤلاء مثل البائع الغشاش الذي يغطى البضاعة الفاسدة وهم قلة نادرة

       والمؤتمرات تتناول جميع القضايا التي تخص العالم الإسلامي وأحيانا الإنسان يتعجب لكثرة هذه المؤتمرات وتناولها لشتى الموضوعات يعنى مؤتمر المفترض عقد في أمريكا لشيء يسمى التجمع الأمريكي لدراسة المجتمعات الإسلامية، وهذا التجمع تأسس قبل 26 سنة ورئيسته في تلك الفترة فيفيان أنجلس وهى كاثوليكية في جامعة فلانوفا بالقرب من فلاديفيا، قلت ما دمتم تدرسون المجتمعات الإسلامية لماذا لا يشترك معكم أحد من العالم الإسلامي في أن يكون عضوا في مجلس الإدارة لهذا التجمع وأبديت استعدادي لأن أكون عضوا في مجلس إدارة الرابطة الأمريكية العربية لأساتذة الاتصال ووعدوني وكذبوا عليّ أو أنهم لما عرفوا توجهي قالوا ندعه يحضر، ولكن لا يكون معنا عضوا في مجلس الإدارة، والمؤتمرات هذه تتناول شتى القضايا كما قلت سياسية واقتصادية واجتماعية هي وسيلة من وسائل جمع المعلومات عن العالم العربي الإسلامي, وأحيانا يتفننون في اشتراطاتهم في الأوراق المقدمة وفى طريقة إعدادها وفى دقة المعلومات التي يريدونها كما أيضا يهمهم أن يحضر من العالم الإسلامي الأشخاص الذين لا ينتمون إلى تيار إسلامي أو دعوة إسلامية أو حتى ذكر الإسلام ذكرا جيدا، وهذه المؤتمرات أيضا تدريب لطلابهم في مراحل الدراسات العليا في جامعاتهم الغربية لتناول قضايا العالم الإسلامي والاستفادة من الأساتذة الأكبر سنا . دائما أتساءل أين حضورنا في هذه المؤتمرات، واذكر نماذج من المؤتمرات الغربية التي حضرتها وكيف أن وجودنا يكاد يكون صفراً.

       عُقد المؤتمر العالمي الأول حول الإسلام في القرن الواحد والعشرين في جامعة ليدن بهولندا وحضره أكثر من180 باحثاً من أنحاء العالم اذكر منهم حوالي 20 أستاذا من الأزهر وكانوا لا يتقنون اللغة الانجليزية حتى إنهم عقدوا لهم جلسة وقدموا فيها أوراق لم أحضرها، وحضرها مدير مركز موشى ديان لدراسة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وقدم ورقة فيها معلومات جيدة جدا وقرأ الورقة قراءة راقية يعنى لا بد أن نعطى للشيطان حقه كما يقولون لكن قدم معلومات قال: المستشرقون في بداية القرن العشرين اجتمعوا للتفكير في مستقبل العالم الإسلامي في القرن العشرين واستضافت مجلة فرنسية 15 مستشرق للحديث عن العالم الإسلامي وها نحن نجتمع في صيف 1996 للتخطيط لعالم الإسلامي في القرن الواحد والعشرين ثم استهزأ بنا قال وما الذي تغير من بداية القرن العشرين إلى نهايته ما زال العرب يحكمهم مجموعة من الحكام الذين يستمرون مدة طويلة ما زال العالم العربي ليس فيه ديمقراطية مازال فيه فقر، يعنى يهودي يشمت بنا ولكنه في نفس الوقت يقدم معلومات فيها شيء من الصحة. وفى نفس المؤتمر هذا دعي اثنين من مركز الأهرام للدراسات نبيل عبد الفتاح وهالة مصطفى قدما ورقة عن الحركات الإسلامية كان في المؤتمر مستشرق من الحاقدين على الإسلام شارك مع باحث فلسطيني في ترجمة القران الكريم إلى اللغة الهولندية والذي كان مليئا بالأخطاء وقدم ورقة بعنوان "فشل البديل الليبرالي" وكأنه يأسى على البديل الليبرالي الذي يجد دعما من الحكومات العربية؛ تُطبع مؤلفات أتباعه طباعة زاهية وتورع بأرخص الأثمان ومع ذلك لا يقبل عليه الناس فالكتاب الإسلامي هو الكتاب الأول وذكر معرض القاهرة الدولي للكتاب , فطلبت الكلمة وقلت له : أنت قدمت بحثا بعنوان لطيف هو فشل البديل الليبرالي هو حكم  وهو حُكم صحيح أوافقك علي،ه ثانيا أنت ذكرت أشخاصاً مثل مصطفى أمين وعلى أمين وفؤاد زكريا وأطلقت عليهم اسم النخبة وهؤلاء ليسوا نخبة حقيقية وإنما هم نخبة زائفة لأن فكرهم أجنبي وليس نابعا من بلادهم فهم ليسوا نخبة حقيقية، فتلعثم في كلامه معي ولكنه أصر على أن هؤلاء هم النخبة , وحتى كلمة " النخبة " هذه التي بدأها الاستعمار حينما استعمر بلادنا يطلقها على مجموعة من الذين درسوا في مدارسه وهيأهم لتولى شئون التوجيه والقيادة في بلادنا فالمؤتمرات كثيرة وغيابنا واضح جداً.

    حضرت مؤتمرا في طوكيو المؤتمر العالمي التاسع عشر لتاريخ الأديان وهناك رابطة دولية لتاريخ الأديان لها أكثر من 50 سنة ليس من الدول الإسلامية عضو في هذه الرابطة سوى تركيا واندونيسيا أما السعودية وبقية الدول العربية ليس لها وجود , ولاحظت وجود أحمد كفتارو وهو من المتصوفة لكنه كان حاضرا , إنما المؤتمر كان فيه عدة جلسات عن الإسلام كان يتحدث فيه نصارى وغيرهم وحضر واحد من إيران وقدم بحثا جيدا عن تشريعات الحرب في الإسلام حتى أن احد الحضور وهو ايطالي الجنسية قال : هذه جلسة مؤتمر أم موعظة في مسجد؟ فرئيسة الجلسة قالت بماذا ترد عليه ؟ قلت أولا عليه أن يهدأ وبعد ذلك أستطيع أن أرد عليه أما وهو منفعل وغاضب فلا يصلح الرد عليه , المهم المؤتمرات كثيرة جدا ولا تتوقف والحضور العربي الإسلامي محدود

     أهمية المؤتمرات أنه في المؤتمر يحضر أساتذة الجامعات وهؤلاء يتبادلون صورا مشوهه عن الإسلام ويؤثرون في الشباب العربي المسلم الذي يحضر معهم وقد حضرت معهم مؤتمر طلاب الدراسات العليا المتخصصين في دراسة الشرق الأوسط، وهناك جمعية في بريطانيا وهى الجمعية البريطانية لدراسة الشرق الأوسط تعقد كل سنتين أو كل سنه مؤتمرا للطلاب ويحضر بعض الأساتذة ولكن تلقى كثيرا من الأفكار التي تسيء للإسلام وأنا اذكر مؤتمراً من هذه المؤتمرات عقد في برمنجهام تحدث احدهم عن الإسلام والسياسة وهل يصلح الإسلام أن يكون حكما على السياسة قال: أي إسلام نتحدث عنه مثل ما قال اليوناني هل نتحدث عن الإسلام الصوفي أو الإسلام السني أو الشيعي أو السلفي أو نتحدث عن إسلام الحكومات قال ليس هناك إسلام يكون حكما على السياسة قلت سبحان الله الإسلام يحكم على السياسة فهذا القرآن ذكر فرعون في 67 آية في كثير منها في سياقات سياسية فان كان الحاكم لا يلتزم بطريقة العدل فهو حاكم مستبد وطاغية وان كان يلتزم بالطريقة التي أمر الله بها داود أن يحكم بالعدل والقسط فو حاكم إسلامي، ولو أخذت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما ينبغي أن يكون عليه الحاكم تجد أن الإسلام يكون حكما على السياسة شئت أم أبيت لكن هذا الطالب يدرس في جامعة بريطانية وأستاذه وهو مقتنع بذلك.

       واذكر أيضا مؤتمرا عقد في أمريكا وقامت طالبه اندونيسية – والعجيب أن الأمريكيين يرعون تلاميذهم من العالم الإسلامي رعاية أبوية حامية حتى أن التلميذ يكاد يذوب في أستاذه ويصاب بالانبهار والحب والوله بأستاذه – فوقفت الطالبة تتحدث عن موقف الإسلام في اندونيسيا من المرأة وبدأت بالحديث عن أن القران قد فسر تفسيرا ذكوريا وأن معظم من فسروا القران من الرجال وبالتالي مالوا إلى صف الرجال , ثم تحدثت عن الحجاب وبعض ما يفعله المتدينون في اندونيسيا من فرض الحجاب بزعمها وضرب النساء إذا لم يتحجبن، وتحدثت عن تعدد الزوجات وقالت عن جدها الذي تزوج أكثر من امرأة وانه كان يظلم زوجته وانه كان قاسيا وانه يجد تأييدا لهذا الظلم من القرآن والسنة، فكان معنا واحد يهودي اسمه روبرت كازان فقال: مازن خواجة (يعني بالتركية أستاذ) أما ترد عليها؟ فطلبت الكلمة وقلت لها أولا: من منع النساء أن يفسّرن القران إذا امتلكت المرأة الأدوات التي تسمح لها أن تفسر القران فلا يوجد هناك مانع، ثم ثانيا: أين الإثبات أن ما قدمه الرجال من تفسير فيه ظلم للمرأة، ثالثا: إذا كان جدك ظالما هل نلوم الإسلام أم نلوم جدك؟ رابعا :موضوع المرأة وتعدد الزوجات أنا شاهدت برنامجا في قناة ديسكفرى الخليلات عند الحكام الغربيين والخليلات عموما عند الغربيين فقلت هل المرأة أفضل لها أن تكون خليلة أم زوجة ثانية لها نفس الحقوق الزوجية، ومن أجبر المرأة أن تقبل أن تكون زوجة ثانية لا يوجد إجبار هي قبلت وهو أفضل لها من أن تكون عانس أو عزباء وأن تعيش حياتها وحدها فلماذا هذا التجني على الإسلام ثم قلت لها زوجة ثانية أفضل أم ما يعانيه المجتمع الغربي من الأبناء غير الشرعيين حتى وصلت النسبة في تقرير من إذاعة لندن تقرير سنوي بعنوان امرأة ورجل Jane and John وذكر في بعض المناطق في بريطانيا أن 42 % من الولادات في بريطانيا هي ولادات غير شرعية وفى مناطق يصل إلى 50 % واذكر أنى قرأت في مجلة الكوثر التي يصدرها الدكتور / عبد الرحمن السميط أن في فرنسا بها أكثر من 50 % من المواليد غير الشرعيين بل انه أيضا في كاليفورنيا في أمريكا أنشأت مختبرات لفحص الحمض النووي ليتأكد الابن من يدعى انه أبوه قلت هل هذا أفضل أم ما يبيحه الإسلام من زوجة ثانية. وأيضا في مؤتمرات دائما يتناولون الحديث عن المسلمين واضطهاد المرأة والإسلام واضطهاد المرأة ولكن لا يوجد من ينبري لهم أحيانا صوت واحد لا يكفى ولكنه قد ينفع .
     كانت الحكومة الأمريكية قد وجهت دعوة لستة أساتذة وقد حضر أكثر من ستة لبرنامج اسمه "التعليم الديني والتعليم العام في أمريكا" ففي لقاء تحدث احدهم عن العنف ضد المرأة في السعودية فقلت أولا المملكة العربية السعودية أشبه بقارة فلا يمكن أن تجد كل الناس هناك على صورة واحدة، ثم إن العنف ضد المرأة وإساءة التعامل مع المرأة لا يكون إلا إذا انحرف الشخص عن تعاليم الإسلام أما إذا كان مسلما ملتزما متدينا فانه يكون أكرم الناس مع المرأة وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم "وخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" والأحاديث الأخرى وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع النساء فالسيدة عائشة رضي الله عنها تقول: (كان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله وكما يقول علماء اللغة (في) تعنى الاستغراق وفى مهنة أهله يعنى بدون تحديد ثم ذكرت بعض الأعمال فكان يرقع ثوبه ويخسف نعله ويحلب شاته , يعنى انه لا يكون عندنا عنف ضد المرأة إلا إذا ابتعدنا عن الإسلام

    لكن دعوني أسألكم هل انتم تعاملون المرأة معاملة سليمة معاملة خالية من العنف، في كلية فوريدا وجدت كتاباً بعنوان العنف ضد المرأة وهو كتاب منهجي لمادة دراسية تدرس في تلك الكلية، ثم إذا وضعت كلمة العنف ضد المرأة في محرك البحث جوجل لوجدت مئات الألوف والصفحات، وهناك مشروعات كثيرة قدمت في الكونجرس الأمريكي ضد العنف ضد النساء، والحكومة البريطانية أصدرت قرارا بأن لا تعالج أي حالة طوارئ يشتبه في أنها ناتجة عن عنف أسري حتى يتم التحقيق فيها. فلو لم يكن العنف الأسرى موجود عندكم لما وجدت هذه الأمور، واذكر (يمان السباعي) وهى تعيش في اسبانيا تتحدث عن عشرات الملاجئ التي أنشئت لإيواء النساء اللاتي يتعرضن للعنف.

      أقول نحن بحاجة إلى أن نحضر مؤتمرات وأن نقدم الإسلام تقديما صحيحا وان لا نقول مدافعين بل علينا أن نعرفهم ونرد لهم الصاع صاعين وزيادة عندما يتحدثون عن إسلامنا، إذا تحدثوا عن مجتمعاتنا فلا شك أن بها الكثير من العيوب والسلبيات ولكن لا يمكن أن يلصق هذا بالإسلام، وأنت عندما تتحدث في المؤتمرات يصل صوتك إلى أستاذ هذا الأستاذ سينقل ما قلت إلى تلاميذه وربما في كتبه وقد تتغير نظرته عن الإسلام

      وفى مؤتمر عقد في بيروت عن الصورة النمطية وتحدث أستاذ من جامعة واشنطن أن الإسلام ينمط البشر اى يقسم الناس إلى كبير وصغير ورجل وامرأة وحر وعبد وحاضر وباد وما شابه ذلك وكان يرى أن هذه سلبية في الإسلام، فوقفت وقلت له إن هذا التقسيم إنما هو لحماية كل طبقة والحفاظ على حقوقها وواجباتها أما الإسلام فهو أعظم دين منع العصبية والعنصرية وذكرت له قصة بلال بن رباح وأبي ذر الغفاري عندما عايره بأمه والقصة انتم تعرفونها، فأحد الأساتذة وهو أستاذ يوناني يدرس علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية في اليوم التالي جاء وقال : مازن أنا كنت مع طلابي ونقلت كل ما قلته أمس وجلسنا ساعة نتحدث عن الإسلام ومحاربة العنصرية ، كانت زوجتي حاضرة معي وسمعت أن هناك رضى وأن هناك من يتحدث عن الإسلام بصورة جيدة .
      وأختم بمؤتمر عقد في عام 2000 في البحرين لجمعية القراءة العربية وهى ليس لها من العروبة إلا الاسم فهي جمعية أمريكية تديرها المدام د / سالي زوجة رجل أعمال في المنطقة الشرقية، وهذه المرأة هي المهيمنة والمسيطرة على مدارس الظهران الأهلية ولها دار نشر نشرت بعض الكتب التربوية، المهم أنا علمت أن جمعية القراءة العربية جمعية تابعة للرابطة الدولية للقراءة وهى مؤسسة أمريكية تأسست في الستينيات ولها أكثر من 250 فرع حول العالم ومنها فرع الظهران وهى تجمع أساتذة في منطقة الظهران ودول الخليج وتعقد لهم مؤتمرا سنويا وتأتى بأناس من أمريكا ليقدموا أبحاثا في التربية، فأتيحت لي الفرصة أن أحضر جلسة من الجلسات عن العلاقة بين الصغار والكبار في مجال التربية فقلت في التربية الإسلامية لم يكن هناك مانع من أن الصغار يكونوا موجودين مع الكبار بل كانوا دائما قريبين والدليل على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأل عن الشجرة التي تشبه المؤمن فوقع في نفس عبد الله بن عمر أنها النخلة وكان صغيرا ....إلى آخر القصة التي تعرفونها فمعنى ذلك أن الصغار كانوا موجودين، ثم إن الصغار هؤلاء كانوا يعرفون قضايا الأمة الكبرى فعندما هاجم الكفار المدينة في غزوة احد كان الصغار يتسابقون لدخول المعركة فلو لم يكن الصغار يدركون وكانوا قريبين من الكبار لما كانوا يعرفون هذا، ثم هذين الشابين اللذان قتلا أبا جهل كانا يسألان يا عماه يا عماه أين أبا جهل قال وما تريدان من أبي جهل قالا سمعنا انه شتم رسول الله وهذا أغضبنا فهل من أطفالنا اليوم من يغضب، وقلت مثل هذا الكلام وكانت ابنتي تحضر لأنها أستاذة روضة أطفال جامعة الملك فهد فقالت الزميلات أول مرة نسمع أن الإسلام يذكر في هذه المؤتمرات، وكتبت حلقتين في جريدة المدينة وتمنيت أن وزارة التربية والتعليم في ذلك العام وهو عام 2000 أن تهتم بان تحضر هذه المؤتمرات حتى كان من ضمن الموضوعات التي طرحت أو قدمت في المؤتمرات "ست وسائل لتعليم الكتابة" فطلبت الكلمة قلت الناحية الفنية نتعلمها منكم نسلّم لكم بها، لكن نحن في الكتابة لدينا قضية أساسية وهى:(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) مسئولية الكلمة فيما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأله معاذ: وهل نحن مؤاخذون بما نقول يا رسول الله قال: (وهل يكب الناس على مناخرهم يوم القيامة إلّا حصائد ألسنتهم) .إنها مسئولية الكلمة، أنا لا مانع عندي من أن يتعلم الطفل من أي مدرسة كانت طريقة الكتابة، لكن أهم من طريقة الكتابة مسئولية الكلمة فهذه الأشياء غير موجودة .
     واختتم بهذا كان هناك مؤتمرا سيعقد في مونتريال وهو المؤتمر العالمي الثالث والثلاثين للدراسات الآسيوية والشمال افريقية ويحضره حوالي 1000 عالم قدمت ورقة بعنوان "القيادة في وقت الأزمات ...النموذج الاسلامى أبو بكر الصديق " فجاءتني رسالة من رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر يقول أعجبنا بحثك وقررنا أن نخصص جلسة كاملة للحديث عنه ونريد منك أن ترشح ثلاثة أشخاص للمشاركة معك في هذه الجلسة وسنوجه إليهم الدعوة ونستأذنك هل تقبل أن تكون رئيسا للجلسة فقلت مؤتمر عالمي يرضى أن يكون أبا بكر الصديق رضي الله عنه موضوع حلقة من حلقات هذا المؤتمر يعنى ماذا لو كان عشرة مثل مازن قدموا جلسات حول الإسلام في هذه المؤتمرات؟ ألا يمكن أن نحدث تأثيرا، وضاعت أوراقي في تلك الأيام في ردهات جامعة الإمام فلم أتمكن من حضور المؤتمر ولكن أدعو الله أن ييسر لي حضور المؤتمر العالمي الثالث حول دراسات الشرق الأوسط وهي المنظمة الغامضة، والورقة التي قدمتها "القيادة في وقت الأزمات .. النموذج الإسلامي أبو بكر الصديق الخليفة الأول" والمؤتمر باللغة الانجليزية والفرنسية والاسبانية، مؤتمر عالمي حول الشرق الأوسط ليس فيه لغة عربية ومع ذلك قدمت الورقة وقبل الموضوع واحمد الله عز وجل أنني اعرف كيف أقدم لهم أوراقا لا يرفضونها وهذه تحتاج إلى مهارة وممارسة طويلة حتى تستطيع أن تقدم لهم الموضوع لا تبدي لهم وجهة نظر ولا تحيز لفكره ولا إعجاب بشخصية أبي بكر الصديق، أنت ستبحث أنا صحيح منطلق من قناعة أن العالم يحتاج إلى قيادة سياسية كالنموذج الإسلامي أبى بكر الصديق لكن لا أقول هذا صراحة، أقول سأبحث حتى ما قلته في تلك الورقة بالرغم من أن أبا بكر رضي الله عنه عرف بأنه رجلا لينا كثير البكاء منخفض الصوت لكنه عندما تولي القيادة في وقت الأزمات كان أسدا كان جبلا كان طودا شامخا استطاع أن يثبت أركان الدولة، وسنبحث في الورقة كذا وكذا وكذا ويقبلون الموضوع، فالمؤتمرات الدولية حقيقة حضورها يشعر الإنسان بأنه يؤدى رسالة كما يطبق حديث الرسول صلي الله عليه وسلم (بلغوا عني فرب امرأ سمع مقالة فوعاها فبلغها إلى من لم يسمعها" نحن شهداء على البشرية "(كذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) إن لم نكن شهداء عليهم في هذه الأوقات التي يتحدثون فيها عن الإسلام فأين ومتى نكون شهداء عليه.

       موضوع حوار الأديان أو حوار الحضارات القضية الأساسية عندنا هل نحن اعددنا أنفسنا لفهم الآخر ؟ لفهم عقلية الغربيين ومجتمعاتهم؟ هل لدينا مؤسسات ومراكز لدراسة الغرب والشرق؟ يعني فوجئت في الجنادرية من عدة سنوات بشخص يقول لي أنا عندي عشرون كتابا عن الإسلام والمسلمين فكم واحدا منكم متخصص في الغرب أو كتب نصف كتاب عن الغرب انتم مقصرون في محاولة معرفتنا، وهذه الفكرة قالها أحد المستشرقين لأحد المسلمين في باكستان كما رواها رودي فارت في كتابه الدراسات الإسلامية في الجامعات الألمانية الذي طبع في عام 1964م قال: "أين دراستكم لنا؟" وحسن حنفي على انحرافه لما كتب مقدمة في علم الاستغراب قال إن دراستنا للغرب ستنقلنا من ذات مدروسة إلى ذات دارسه أو من ذات موضوع الدرس إلى ذات دارسه تقضي على مركبب النقص التي عندنا ومركب الاستعلاء الذي عندهم. هم يدرسوننا فهذا يتكلم عن قضية في العالم العربي وهذا يتكلم عن قضية أخرى أين نحن من الحديث عن ما عندهم؟ نحن مقصرون في هذا، ممكن إذا تكلمنا عن قضايانا – يعني أنا اخطط لحضور ندوة في معهد بروكنز تحت عنوان "الاختلاط والمضامين السياسية له" وأنا اعرف انه يفرحهم أن يأتي أحد يتحدث عن قضية الاختلاط التي إلى الآن تمر بنقاش ساخن جدا لكن أنا اعرف ماذا أقول يعني سأذكر أن المجتمع في المملكة العربية السعودية ضد هذه التيارات المنحرفة وان هؤلاء ليسوا إلا قلة وان الإسلام أراد عدم الاختلاط وعفة المرأة وحشمتها حتى لا نقع فيما وقع الغرب فيه وفيما يحدث عندكم ثم انقل المعركة إليهم، ومع ذلك هم يقبلون حضوري ومشاركتي. والحمد لله رب العالمين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية