ظاهرة سلاسل القتل: الإعلام ودوره في جعل سلاسل القتل عملاً مثيراً



لقد تجاوزت صور العنف في الإعلام إلى أقصى التطرف، وهذه الصور أصبحت هي أفلام التدريب لثقافتنا. وبالنتيجة يقدم الإعلام الإلكتروني الآن الكيفيات للسلوكيات الأكثر عنفاً وكأنها لوحات إرشادية نختار منها ما نطبقة في اختياراتنا المفضلة.
وقد كتب كثير من الكتاب من أمثال ويلسون وجينكنز وليتون وفوكس وما كدونلد Wilson, Jenkins, Leyton, Fox, and MacDonald حول زيادة شعبية القتل المتعدد. لقد جعل الإعلام الإخباري مسلسلات القتل من أكثر الموضوعات شعبية في تغطيتهم لأخبار الجريمة. ونحن منجذبون للتغطية الإخبارية للقتل الجماعي وسلاسل القتل. وقدمت كثير من أفلام السينما وأفلام التلفاز أصحاب سلاسل القتل على أنهم ابطال شعبيين. وقدمت السينما المنزلية   اتش بي أو HBO  أفلاماً وثائقية مثل: القتل: لا دافع صريحMurder  No apparent motive والذي يجمّد المشاهدين في كراسيهم خوفاً. ويمكن للإنسان أن يجادل أن هذا يكون دليلاً لكيف تكون قاتلاً مكرراً.

ويصر ويلسون (1991) أنه ليس من غير الشائع أن يحصل فيلم عن القتل المثير ستة أشهر من التغطيات مع إمكانية تحديث التغطية. فتغطية أخبار الجريمة الحقيقية أمر مهم جداً ويخبرنا ويلسون أن "التحدي يكمن في تدبير قضية التغطية من خلال المقابلات والتعليقات على القصة لكسب التنافس (وتسعى وسائل الإعلام الأخرى كسب انتباه المشاهدين (ص.168)

وقد اقترح ويلسون وآخرون بناء على حصولنا على الأخبار والمعلومات من الإعلام الإلكتروني وأن معظم تغطية الجرائم من القناة الليلية المحلية أن الإعلام يعطى أوقاتنا ومساحة غير متناسبة لحوادث القتل. ندير التلفاز ليلياً لنحصل على إحساس بمكاننا في العالم وأحوال جيراننا الأقربين. ويقول وايت White (1998) "نريد أن نعرف أنه يحدث في مكان آخر لنشعر بأمان أكثر."(ص.106)
ظهر إعلان على صفحة كاملة يوم 27 يناير 1994 في صحيفة الواشنطن بوستWashington Post  يحث صناعة الترفيه لاتخاذ خطوات طوعية لتخفيف العنف في التلفاز قبل أن يأخذ الكونجرس قراراً نيابة عنهم. وقد أظهرت صناديق الاقتراع في ذلك الوقت أن العنف كان في رأس أولويات الشعب الأمريكي، بل سبقت الاقتصاد أيضاً. وفي نهاية عام 1998 ظل العنف في المركز الثاني، والعنف يعد الآن من موضوعات الصحة العامة وقد حذّرت جانيت رينوJanet Reno صناعة الأفلام لتحدث تغييراً أو تكون على استعداد لتواجه نوعاً من القوانين تجبرهم على التغيير.
وقد استنتجت دراسة قامت بها مجلة دليل التلفزيون TV Guide أن "العنف مظهر أساسي منتشر في البرامج التلفازية المعاصر، وناتج عن مصادر وبحجم أعظم من أي وقت مضى" (Hickey, 1992, pp. 10–12). وقد استنتجت دراسة طويلة  أجرتها شركة إيرون أجرتها شركة إيرون Eron أن عنف التلفاز يؤثر على الشباب من مختلف الأعمار وكلا الجنسين وفي كل المستويات الاجتماعية- الاقتصادية، وكل مستويات الذكاء" (cited by Hickey, 1992, p. 11).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية