دروس ثقافية - القسم الخامس من تأثير الإعلام على السلوك


 

ما الذي تتعلمه؟ ماهي بعض نتائج الضحية؟

غالباً ما يقوم الإعلام  بتقديم الصور النمطية للشخص المجرم بإظهار صور لرجال لهم سيطرة كاملة على ضحاياهم أو لديهم احتياج ليكون لهم سيطرة كاملة. وأي علامة على الاستقلال من قبل الضحية ينظر إليها على أنها رفض غير متحمل. ويصور الرجال في الإعلام على أنهم يسيطرون على النساء بأي طريقة تحقق الهدف بطريقة أفضل. ويقترح عرض  هرمان Herman(1989) عن المتحرشين والمسيئين يستخدمون هذه الأنواع من التصرفات: الهيمنة بالعزل والإجبار على الاتكالية والمراقبة النابعة من الغيرة والإجبار الدقيق على الالتزام بقوانين غير مهمة وحتى الإرهاق الجسدي(صز4-6)

ويقرر جهالي في فيلمة عوالم الأخلام Dream Worlds  عام 1990 أن هذه السلوكيات من وصف النساء من قبل نجوم الفيديو نساءً أو رجالاً في محطة الإم تي في MTV  . وينظر إلى هذه العروض للعنف والجنس من خلال صور هادئة موجهة بخاصة للمراهقين الذكور بصفتها طريقة للسيطرة على خيالاتهم الجنسية والإثارة لديهم. وتظهر صور الإعلام رسائل عميقة تثير المشاهد والجمهور؟ فالنشاط الجنسي الذكوري واضح وهذه المعلومات لا تفوت على المعلنين الذين يسوّقون لجيل من الأطفال الذين هم جمهورهم المشاهد الأساسي.

تكثر المقالات حول الهوس والشبق الجنسي ومطارجة الشخصيات الإعلامية. وهذا يرجع إلى متلازمة (سيندروم) الحب المرضي pathological love ويصيف بيرسود Persaud (1990) الشبق الجنسي على أنهم الناس الذين يأتون بنظرتهم المرضية للحب إلى العلن غالبا يطاردون الضحية ويعيشون في عالمهم الخاص من التخيلات (ص.148)ويوضح (Cosgrove (1990) كوسقروف أن مطاردة النجوم غارقة في البحث عن الأغنياء والمشاهير" وهذا وحد من أكثر نتائج عصر الإعلام خداعاً. (ص. 31)

يختلف تعريف المطاردة فوفقا لقانون ولاية كاليفورنيا هو "المطارد هو أي شخص يقوم بإرادته ومتعمداً بدقة وبشكل متكرر أو يضايق أو يضايق شخص آخر، أو الذي يجعل هذا الشخص تحت تهديد حقيقي بقصد وضع في خوف معقول من الموت أو الإصابة الجسدية الخطيرة."(Kolarik، 1991، ص 35).

وتظهر الكتابات أن الإثارة الجنسية أو الحب المرضي يقوم الذكور به في الغالب وليس الإناث، ويقترح بيرسود Persaud (1990)  أن هذا الأمر يعود إلى الاختلافات بين الجنسين في التصرفات العنيفة عموماً، ولذلك فليس من المدهش أن يكون الرجال أقرب إلى الإرعات لأنهم أكثر استعداداً للعدائية ، ويتصرفوا بعدائية تظهر في طرق عنيفة.

ونظراً لأن تسعين في المائة من مجمل النساء اللاتي يُقتلن كانوا قد تعرضوا للإرعا من قبل قاتليهم فثمة حاجة إلى أدلة أكثر لمشكلة التخويف المتنامية. يعيش الخائفون في عالم الخيال حيث لا يستطيعون التمييز بينه وبين الحقيقة، وهذا لا يشبه العالم الذي يقدم لهم من قبل الإعلام الجماهيري والذي عادة لا يظهر الخط الفاصل بين الخيال والواقع بوضوح.

1-              إن ما يقدمه المرعوب معقد ، بل إننا ندرك أنه لا يوجد ملف واحد لذلك

عادة ما يكون المرْعِب شاباً بين العشرين والرابعة والثلاثين من العمر، وهم عادة غير قادرين

على تكوين  علاقة فيلجأوا إلى العاطفة المتخيلة كوسيلة لشرعنة أنفسهم. وعادة ما يكون

المرعبون ذوي اهتمام شيديد بالإعلام ، وقد أظهروا تاريخاً من المحاولات غير الناجحة لبناء

هويتهم. وغالباً لا يظهر المرعبون أي عداوة تجاه ضحيتهم حتى يفهمو أن حبهم الذي بلا مقابل

قد رفض بازدراء، وفي هذه اللحظة يتحول المرعب إلى العنف(الرابطة القومية للمسدسات 1992،

ص. 96) National Rifle Association, 1992, p. 96) )

          يحتاج قبول العنف بصفته سلوكاً عادية إلى الفحص، وإن إنتاج صور غزيرة تقترح أن العنف إنما هو اختيار للعلاقات غير المنتظمة وطريقة للتعامل مع قضايا السيطرة والإعلام يعطي هذا السلوك شرعية. ويقترح قاتلنع Galtung (1990)) تعريفاً للعنف الثقافي بأنه" جوانب من الثقافة التي هي دوائر رمزية من وجودنا"(ص. 292). ونرى هذه الجوانب الرمزية لشرعنه العنف المباشر أو العنف البنيوي. ويصرح قاتلنقGaltung "نجعل العنف يظهر هو الصحيح ويكون الشعور به أنه صحيح"(ص.292)نشرعنه وبالتالي بجعله طبيعياً لأننا نضع ضباباً على العنف فنحن غالباً لا نكون واضحين من الشخص السيئ ومن الشخص الطيب.

          وإذا استمرت دروسنا الثقافية ينظر إليها من خلال عدسة مشوهة للإعلام الإلكتروني الذي يقدم وفرة طاغية من صور العنف التي تدعم الأراء الراسخة لسيطرة الذكور وسلطتهم على الآخرين (النساء بخاصة) عندئذ فإن مجتمعنا سوف يستمر بالسماح للإرعاب والسلوكات العنيفة الأخرى أن تزداد. وكما اقترح الباحثون يجب أن نوضح رؤيتنا ونزيل العدسة المشوشة التي ننظر من خلالها لصور المجتمع (Galtung, 1990, p. 294).

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية