بين خطيب وخطيب ونبذة عن الشيخ على با دحدح


 


      اضطر أحدهم أن يصلى الجمعة في أحد المساجد في حي من أحياء المدينة المنورة في منطقة شارع الأمير عبد المجيد (الحزام الأخضر) فكان عدد المصلين قليلاً جداً . أما الخطيب فرجل عجوز يرتجل الخطبة ارتجالاً غير أنه يخلط بين الفصحى واللهجة البدوية وربما كان للخطيب عذره لو كان في إحدى القرى ولكنه في قلب المدينة المنورة ليس في حاجة إلى هذه اللهجة.

تذكرت ما سمعته عن هذا الخطيب ما كتبته ذات مرة عن الشيخ سعد البريك وخطبته التي نشرتها هذه الجريدة وكانت عن العدل في القول والعمل.وما تلقيته من هدية كريمة من الشيخ عمر بادحدح من خطب ابنه الشيخ الدكتور علي بادحدح .فهذا الخطيب يبذل جهداً مباركاً في الإعداد لخطبه ابتداءً من اختيار موضوعاتها إلى محتوى الخطبة. فالموضوعات التي يختارها ترتبط ارتباطاً مباشراً بالحياة اليومية للمجتمع بالإضافة إلى اهتمامه بالخطب العامة التي تقدم للجمهور زاداً علمياً شرعياً مركزاً .

وأود في هذه المقالة أن أستعرض عناوين بعض الخطب . فمن عناوين خطبه أولاً في الثقافة العامة: سلسلة خطب الشمائل النبوية: إيثار الحق، أنوار من الشمائل النبي المختار، الشجاعة والإقدام، والتربية والتعليم(3خطب)، سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه  وسيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أما خطبه في القضايا المعاصرة فمنها مجموعة من الخطب في موضوع المرأة ،(الحرية والاستقلال، والمرأة القدوة، وحجاب المرأة المسلمة، وتاج العفة والرؤوس المريضة، وتعدد الزوجات والمرأة بين الحرية والعبودية) وأولاد الشوارع ، و مهلاً أهل المظاهر، والوجاهة الاجتماعية وغيرها من الموضوعات.

وبالرغم من أن هذه الخطب تستحق أن تعرض وتنشر لكنني توقفت عند هذا العنوان الغريب " أولاد الشوارع" . فقلت ماذا عساه أن يقول في موضوع كهذا ؟ ولذا قررت أن أستمع إليه وفيما يأتي أبرز القضايا التي طرحها الخطيب في هذه الخطبة.

إن ظاهرة أولاد الشوارع ظاهرة تعرف مدننا وقرانا وبخاصة في الإجازات حيث يتجمع مجموعة من الشباب والفتية في نواصي الشوارع وقد أصبح مصطلح أولاد الشوارع مصطلحاً يعني كل من تلبس بلبوس المعاصي وتخلق بالأخلاق الرذيلة وتلفظ بالألفاظ البذيئة أو  شذ وعقّ والديه أو خالف مجتمعه. وملامح هذه الظاهرة بقاء هذا الكم الكبير صغاراً وكباراً عامة وقتهم فما أن يستيقظ حتى يذهب إلى الشارع ويبقى في الشارع معظم وقته وكأنهم ليس لهم بيوت تؤويهم، وكأنّه ليس لهم أحد يسأل عنهم. ومن ملامح هؤلاء الدوران في السيارات معظم الوقت.

وبين مخاطر الظاهرة وحدد مسؤوليات أفراد المجتمع فهؤلاء الأولاد إن لم يكونوا أبناؤنا فهم أبناء الجيران أو أبناء الأقارب أو أبناء المسلمين وهذه مسؤوليتنا جميعاً، فهم أبناء هذا المجتمع الذي نعيش فيه. أما المخاطر فأول الأخطار الألفاظ البذيئة ومن ذلك اللعن والشتم وشتم الآباء والأمهات وذكر العورات والسوءات وربما شتم الدين والعياذ بالله، والغمز واللمز وقل أن تسمع كلمة طيبة أو إرشاداً أو كلمة نافعة. وبين الدكتور عمر مسؤولية الكلمة في الإسلام فهي إما أن تكون من رضى الله أو من سخط الله فتهوي بقائلها في النار سبعين خريفاً.)ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد( )إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً(

وذكر من مخاطر أبناء الشوارع تعلم العادات القبيحة ومن ذلك التدخين وعقوق الوالدين ويتعلم الملابس الشاذة التي فيها تقليد للكفار ، وقص الشعر وهيئة ثوبه وتعود سماع الأغاني. ومن مخاطر البقاء في الشوراع التعود على الكسل والبطالة حيث لا هم لهم إلاّ قطع الوقت بلا عمل، فلا يصبح عند أحد منهم القدرة على عمل أي شيء سواء قضاء حاجات أهله أو خدمة مجتمعه أو أمته.

إننا بحاجة إلى خطباء من أمثال الشيخ الدكتور الفاضل وأرجو أن تتاح لي فرصة أخرى لاستعراض خطب أخرى من هذه الخطب النافعة ولعله الشيخ يقوم بطباعتها في كتاب وأرجو أن تجد فيها مديرية الأوقاف ما يناسب توزيعها على أكبر عدد من المساجد. والله الموفق.






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية