مؤسسات للترجمة والتأليف


                                      بسم الله الرحمن الرحيم
          تقديم: على الرغم من أن المقالة قديمة فإن الحاجة لا تزال قائمة لمؤسسة للترجمة تقدم للأمة أفضل ما عند الأمم الأخرى                               

الترجمة من أبواب المعرفة المهمة وقد اهتمت الأمم قديماً وحديثاً بالترجمة وبذلت لها من الجهود ما تستحقه، وقد برعت أمتنا الإسلامية في هذا المجال يوم كنّا قادة الفكر والحضارة في العالم حتى بدأنا بالانحدار والتراجع فتراجعت الترجمة أو اختفت.

إنّ الأمم الأخرى تنفق في الترجمة الأموال الطائلة فمثلاً بين فرنسا وبريطانيا لا يكاد يظهر كتاب مهم في الأدب أو في العلوم في أي من الدولتين حتى ترى له ترجمة على الجانب الآخر من المانش ، وكذلك الأمر بين الدول الأوروبية الأخرى. ومن العجيب أن بعض الدول تترجم ما يصدر عمّا يمكن أن يكون أعداءها حتى إعلانات الصحف. وقد ظهرت عدة مقالات في الأشهر الماضية تدعو إلى الاهتمام بالترجمة وفيما يأتي موجزاً عنها:

          وأبدأ بالأستاذ توفيق السيف في مقالته (عكاظ 18محرم 1419) التي تحدث فيها عن إنشاء مؤسسة عربية للترجمة ولكن كانت مقالته في الغالب حديثاً عن لحق ركب التطور العالمي والإفادة من التقدم العلمي الذي أحرزه الغرب والفرق بين الاندماج في ثقافة الآخر أو الانكفاء على النفس. وأن الأمة لكي تنهض لا بد لها أن تستوعب العلوم المعاصرة بلغتها وليس بلغة الآخرين كما هو حالنا في العصر الحاضر في أغلب البلاد العربية الإسلامية. وقد دعا الأستاذ السيف إلى وضع خطط مدروسة للتفاعل مع الحضارة الغربية الغالبة حالياً أسوة بما فعل المسلمون في بداية نهضتهم من التفاعل على الثقافات التي سبقتهم فأفادوا منها وأنتجوا علوماً أكثر تطوراً.

          أما المقالة الثانية فكانت للدكتور عبد القادر طاش ( المدينة المنورة ، 11محرم 1419) أشار فيها إلى نداءات ثلاث اطلع عليها في الصحافة العربية وهي الحوار مع ( المفكر العربي اللبناني جورج طرابيشي) في مجلة الوطن العربي ومقالة الدكتور عبد الإله ساعاتي في جريدة الرياض ينادي فيها بإنشاء مركز وطني للترجمة، وكان النداء الثالث بقلم هاشم صالح الذي أشار في مقالته إلى ما فعلته اليابان في نهاية القرن التاسع عشر من ترجمة العلم الغربي إلى اللغة اليابانية. ونقل الدكتور طاش عن هاشم صالح قوله " لكي تستطيع لغتنا أن تدافع عن نفسها في عصر "العولمة" الكاسح فإنه ينبغي علينا أن نزودها بالوسائل التي تمكنها من المقاومة ، وأولى هذه الوسائل نقل الفكر العلمي الحديث كله إلى اللغة العربية ، ولا يمكن أن نفعل ذلك إلاّ بعد تأسيس مركز قومي للبحوث والترجمات."

          ويختم الدكتور طاش مقالته بتأييد الدعوة إلى تأسيس مركز وطني للترجمة ذاكراً أن بلادنا "أولى البلدان للاهتمام بهذا الأمر " وذكر الخطوات التي اتخذت في عهد الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله حينما كان وزيراً للتعليم العالي بأن أمر بإعداد دراسة مشروع إنشاء مركز وطني للترجمة عام 1406. وتوجه بالسؤال إلى وزارة التعليم العالي عن هذا المشروع والدراسة.

          وبعد أشهر من هذه المقالات والحوارت كتب الدكتور عبد الله بن حسين الشريف  بعنوان ( الترجمة وسباق الحضارات)(عكاظ ،14جمادى الآخرة 1419) تناول فيه نهضة الأمة الإسلامية في البداية وكيف أننا بعد الركود أصبح بيننا وبين الأمم المتقدمة بوناً شاسعاً ولا بد للحاق بركب المدنية والحضارة ولا يتم ذلك إلاّ بحركة واسعة للترجمة. ويؤكد الدكتور عبد الله على أن هذه الجهود لا بد أن تكون على مستوى الأمة الإسلامية جميعاً من خلال المنظمات القائمة.

          وكتب الأستاذ محمد المختار الفال ( المدينة المنورة ، 9شعبان 1419) مشيراً إلى أنّ الرواد من أدباء هذه البلاد أفادوا كثيراً من الترجمات التي ظهرت في البلاد العربية المجاورة ، ثم انتقل للحديث عن الترجمة في الجامعات وفي الكتاب الجامعي بالذات فأشار إلى قصور كبير في هذا المجال وتساءل عن أسباب عزوفنا عن الترجمة وأبدى بعض الأسباب المحتملة.

           المهم إننا بحاجة إلى أن نأخذ مسألة الترجمة على أعلى المستويات في العالم الإسلامي وأن نعد خطة محكمة وأن نسرع الخطى في هذا المجال فإننا مطالبون أن تكون أمتنا قوية والعلم أول أبواب القوة الحقيقية . والله الموفق.





.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية