قريباً تنتهي أسطورة المحرقة

 

        تساءل الدكتور عاصم في مقالته المنشورة في صحيفة المدينة المنورة يوم 12شعبان 1419متى تنتهي أسطورة المحرقة؟ وذكر في مقالته أمثلة على ابتزاز اليهود للأوروبيين والعالم بسبب هذه المحرقة المزعومة. وللدكتور عاصم معرفة عميقة ببواطن الأمور في السياسة البريطانية بخاصة حيث يدهشك بمعرفة الوزراء وخلفياتهم السياسية ومواقفهم مما يحتاج إلى ثقافة واسعة في السياسة البريطانية. ويحق للدكتور عاصم ولكل مراقب لأوضاع السياسة الغربية أن يرى هذا الرأي.

    ولكنّي قد بدأت قبل فترة وجيزة سلسلة مقالات بعنوان (الصحوة الأمريكية والأوروبية) تناولت فيها بداية صحوة حقيقية في الغرب وفي أمريكا وروسيا بصفة خاصة بأن اليهود يسيئون لهذه البلاد وأن الولاء المزدوج عند هؤلاء-  والموزع بين ولائهم لإسرائيل وولائهم للبلاد التي عاشوا فيها وأكلوا من خيراتها مقدّمين ولاءهم لإسرائيل على ولائهم لأوروبا أو أمريكا- يجب أن يوقف عند حدّه، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً ومن أقربها ما فعله الجاسوس اليهودي جوناثان بولارد.

      والصحوة الأمريكية تتمثل في ظهور طبقة مثقفة واعية تتولى مناصب سياسية وأكاديمية وإعلامية مرموقة بدأت تدرك خطورة الاندفاع الأمريكي والأوروبي لتأييد إسرائيل. وقد ظهر في الولايات المتحدة جمعية الدفاع عن المصالح القومية الأمريكية أسسها السيناتور الأمريكي المتقاعد بول فيندلي وقد أصبح عدد المنتسبين لهذه الجمعية يعد بعشرات الألوف.

      أما الجانب الأخر من الصحوة التي أردت الحديث عنه ويؤكد أن أسطورة المحرقة سوف تنتهي قريباً بإذن الله فهو أن عدداً من المثقفين والكتّاب وأساتذة الجامعات أخذوا يدركون أن الجهات التي تحاول تشويه صورة الإسلام والمسلمين إنما هي الصهيونية والصهاينة وإسرائيل فقد ذكر لي رئيس معهد الشرق الأوسط بجامعة كولمبيا بمدينة نيويورك أن الدعاية ضد السودان إنما منشؤها إسرائيل. وفي محاضرة لباحث اقتصادي من تركيا في جامعة برينستون تحدث فيها عن ممارسات تانسو تشيللر الديموقراطية وأن هذه الممارسات بعيدة عن الديموقراطية الحقيقية. ولكن المحاضر أضاف إن حزب الرفاه قد يبدي احترامه للديموقراطية ولكنه لديه أجندة سرية. وهنا انبرى أحد الحضور ليقول له بأي دليل تتهم حزب الرفاه بالأجندة السرية في حين أن تشيللر نفسها لم تحترم الديموقراطية. هل مثل هذه التهم جاهزة لإلصاقها بكل حزب إسلامي؟

     وبعد المحاضرة تحدثت مع رئيس قسم دراسات الشرق الأدنى بالجامعة فأشاد بالاعتراض على المحاضر وأكد أن الغرب يعادي الحركات الإسلامية سواء التزمت بالديموقراطية أم لا. وذكر أن تشويه صورة الحركات الإسلامية أصبح أمراً واقعاً في الغرب.

      ولكن الصحوة الغربية تؤكد أن في الغرب من يتفهم الإسلام والمسلمين اليوم ويسعى إلى محاربة كل أنواع الاضطهاد والتشويه المتعمد لصورة الإسلام والمسلمين في الغرب. ومن هؤلاء الكتاب بول فيندلي الذي تنشر هذه الصحيفة مقالاته كل اثنين. وقد جمعت عدداً من مقالاته التي يوضح ما يتعرض له الإسلام من تشويه متعمد على أيدي بعض الإعلاميين والمستشرقين وغيرهم؛ ففي مقالته بعنوان (فيلم إمرسون "الجهاد في أمريكا" (8شعبان 1415) يشير إلى أن امرسون تعمد تشويه صورة الإسلام بمحاولة" إقناع الأمريكيين أنهم مهددون في بلادهم من قوى التطرف الإسلامي التي تعمل بأساليب سرية." وذكر فندلي أن السفير الأمريكي فيليب ولكوكس منظم مكتب مكافحة الإرهاب بالخارجية الأمريكية صرّح قائلاً:" لا توجد أي علاقة بين الإسلام والإرهاب وأعمال العنف، ولا توجد شبكة عالمية هدفها الجهاد ضد الحكومات أو ضد الغرب كما توحي بعض الشائعات غير المؤكدة…"

        وأختم –رغم أن الأمثلة كثيرة – بمقالة للأستاذ أحمد أبو الفتح الشرق الأوسط 8جمادى الأولى 1419هـ اقتبس فيها بعض ما جاء من مقالة لخبير الاستخبارات الأمريكية جراهام فوللر في صحيفة لوس أنجلوس تايمز:" المسلمون لا يجدون أي مسلم بين كبار المسؤولين في أمريكا المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط ولكن يكاد يهود أميركيون يتولون تقريباً كل المناصب العليا التي ترسم سياسة إسرائيل والدول العربية…"

     فهذه كلها مبشرات إلى قرب انتهاء أسطورة المحرقة بإذن الله تعالى على أن علينا أن نقوم بدورنا في توعية الرأي العام الأمريكي وأن ننفذ إلى صانعي القرار بالطرق المشروعة والله الموفق.

 

 

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية