محاضرة للدكتور عبد القادر طاش في المدينة المنورة قدّمته فيها


                                بسم الله الرحمن الرحيم

محاضرة بعنوان ( البث الفضائي وموقفنا منه) للدكتور عبد القادر طاش ضمن فعاليات أسبوع الندوة العالمية للشباب الإسلامي 1417 بعنوان(معاً على طريق الخير)

       بدأ الدكتور عبد القادر طاش -الكاتب الصحافي المعروف ورئيس تحريرصحيفة عرب نيوز- بالقول إن البث الفضائي قد أصبح واقعاً ولا بد من التعامل معه ، وأن هذا البث على نوعين القنوات الأجنبية والقنوات الفضائية العربية. ومن العجيب أن سموم القنوات العربية تفوقت على سموم القنوات الأجنبية لأنها تبث بلغتنا. وأشار إلى أن البث الفضائي في حقيقته نعمة ونقمة في آن واحد ، فإن أحسنا التعامل معه والإفادة من معطياته فهو نعمة وإلاّ فإنه نقمة.وأضاف بأنه وغيره كثير تناولوا البث الفضائي قبل بدئه وتحدثوا كثيراً عنه ولكنه الآن أصبح واقعاً فلا بد من التعامل معه.

     وبعد هذه المقدمة قسّم المحاضر البث الفضائي إلى ثلاثة أنواع : أولاً القنوات الفضائية التي تستقبل عبر الأطباق الفضائية ، وهذه الأطباق تختلف حجماً وشكلاً ومقدرة في استقبال أنواع مختلفة من البث الفضائي. أما النوع الثاني فهي القنوات الفضائية التي تستقبل عبر الكيبل وهذه يتم استقبالها ثم إعادة بثها ، ويمكن التحكم فيها ومراقبتها إلى حد ما. ويمكن دراسة تجربة قطر في هذا المجال.أما النوع الثالث فهي القنوات المشفرة التي تتطلب صحناً صغيراً وجهازاً لفك الشفرة ( الديكودر) وعدد مستخدمي هذه القنوات مازال محدوداً .

   ثم تناول القنوات الأكثر شيوعاً وهي القنوات التي تستقبل عبر الأطباق الفضائية فهي على أنواع :

1- القنوات الأجنبية مثل القناة الإخبارية الأمريكية سي ان ان. وقنوات الهيئة البريطانية بي بي سي، والقناة الفرنسية وغيرها.

2- القنوات الأجنبية الموجهة باللغة العربية مثل قنوات الهيئة البريطانية والفرنسية وهناك دول أخرى تنوي أن تبث باللغة العربية .فهي قنوات تتبع مؤسسات خاصة ولها أهدافها في نشر الثقافة الغربية والفكر الغربي.

3- القنوات الحكومية ومعظم الدول العربية يمكن استقبال بثها عبر الأطباق الفضائية ، ولكن هناك قنوات تتبع مؤسسات تجارية مثل قناة مركز الشرق الأوسط وقنوات راديو وتلفزيون العرب، وغيرها.

    وانتقل المحاضر بعد ذلك للحديث عن تأثير البث الفضائي وبدأ بالآثار السلبية ومن أبرزها:

أ- تسطيح الفكر وتفريغ الوجدان وإشغال الناس بترهات وسخافات الفن الهابط غناءً وتمثيلاً .وأشار إلى أنه بدأ بهذا الجانب لأنه الجانب الطاغي في هذه القنوات.

ب- تشويش القيم والأخلاق فيما يتعلق بالعلاقة بين الجنسين حيث يتم التركيز على الجوانب السلبية في هذه العلاقة . وكان سبب اختيار عبارة تشويش إلى أن بعض هذه القنوات تتناول هذه العلاقات بصورة حسنة وقد تنحرف أحياناً إلى درحة هدم القيم والأخلاق.

جـ- إبراز الرموز السيئة عوضاً عن القدوات الحسنة وذلك من خلال التركيز على الفنانين والفنانات ولاعبي الكرة.

جـ- الترويج لأسوأ ما في الثقافة الغربية والواقع الغربي  وبخاصة ظاهرتي الجريمة والجنس. وأضاف المحاضر إلى أن بعض الجهات الغربية أصبحت تحارب هذه الظواهر في وسائل إعلامها.

د- التأثيرات السياسية والأيديولوجية بحيث يتم طرح الأفكار والرؤى المخالفة للرؤى الإسلامية في القضايا السياسية والفكرية وبخاصة في الصراع مع اليهود في فلسطين .

    وتناول الدكتور طاش بعد ذلك ما رآة من جوانب إيجابية وهي الآتي:

1- فتح البث الفضائي أمام الناس فرص التواصل مع العالم ومعرفة الأخبار من مصادر متعددة.

2- الجانب المعلوماتي والثقافي العام حيث تقدم الفضائيات معلومات مهمة عن الشعوب والأمم الأخرى. فبعض القنوات الفضائية تبث أفلاماً وثائقية وبرامج ثقافية متميزة كما تفعل مثلاً قناة الشارقة.

3- التواصل العربي في النواحي الثقافية والاجتماعية والاطلاع على وجهات النظر المختلفة حول القضايا السياسية والفكرية والثقافية.

4- المساهمة في نشر اللغة العربية وبخاصة في المجتمعات التي تواجه حملات شرسة للفرنسة كالمجتمع الجزائري مثلاً فقد أفاد بعض الجزائريين أن التعرض للقنوات العربية يجعلهم يستمتعون بهذه اللغة التي طالما حرموا منها.

5- النواحي التعليمية وهذا أفق واسع يمكن أن يخدم الأمة الإسلامية في حاضرها وفي مستقبلها.

أما المحور الأخير من المحاضرة وهو الموقف من البث الفضائي فقد قسّمه المحاضر إلى ثلاثة مواقف:

أولاً: موقف المرحبين بالبث الفضائي بلا تحفظ حيث إن بعضهم يرى أنه لا بد للعالم العربي الاسلامي أن ينعتق من الأفكار القديمة وأن يحتك بالفكر العالمي ، ومن مبرارات هذا الموقف أنهم يرون أن العزلة غير ممكنة وغير مرغوبة.

ثانياً: موقف الرفض البات حيث يرى أصحاب هذا الموقف أن سلبيات البث الفضائي أكثر من إيجابياته والأفضل رفضه تماماً . وبالرغم من وجاهة هذا الموقف لكن أصحابه لم يأخذوا في الحسبان تطور الأجهزة وتقنيات البث فإننا إذا رفضنا اليوم لأن بإمكاننا أن نمتنع عن شراء الصحون الفضائية فإن العالم الصناعي حريص على تطوير أجهزة تلفزيون لا تحتاج إلى أجهزة استقبال وقد لاتحتاج إلى صحون واضحة وعندها هل نستطيع أن نمتنع عن شراء أجهزة التلفزيون أو نطلب الأجهزة القديمة؟ وهذا الموقف غير عملى تماماً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية