فليصمت الأمريكيون أو ليخرسوا إلى الأبد (غير العقلاء منهم والمنصفين)




    يعجبني أن أحضر المحاضرات واللقاءات العلمية التي تتم في السفارات الأجنبية بسبب اهتمامي بدراسة الغرب للإسلام وللتعرف إلى نشاطات هذه الجهات، وقد أفدت حقيقة من الاتصال بهم ومعرفة نشاطاتهم والمشاركة فيها، وقد رأيت شخصيات كريمة ومخلصة (نحسبها كذلك) تشارك في هذه اللقاءات.

     ومن بين اللقاءات والزيارات التي تستضيفها السفارة الأمريكية على سبيل المثال المسؤولين في مكتب حرية الأديان في وزارة الخارجية الأمريكية الذين يسعون كما يزعمون إلى أن تعم الحرية الدينية العالم، ولهم أيضاً مكتب يعنى بحقوق الإنسان

     بل إن الحكومة الأمريكية أو وزارة الخارجية تصدر تقريراً سنوياً عن حقوق الإنسان في العالم بحسب الدول وهذه التقارير تستخدمها أو تستغلها الحكومات الأمريكية المختلفة لابتزاز الحكومات المختلفة وفرض مواقف معينة فيها. وماذا يريدون في هذه التقارير أن نسمح في بلادنا في جزيرة العرب التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا يجتمع فيها دينان بإقامة الكنائس والبيع اليهودية ومعابد للبوذيين ومعابد السيخ وغيرهم، وأن نسمح لمن يريد أن يكفر أن يكفر كما يشاء ومن يريد أن يطعن في الدين أن يطعن كما يشاء دون احترام كل السكان؟ ماذا يريدون بالحرية الدينية حقيقة؟

       والآن انكشف المستور أو جاءت الفضيحة الأمريكية المدوية أن ترى شراذم يهود يفعلون بوحشية ما لا يمكن وصفه وأمريكا صامتة ماذا يقولون حين يشاهدون ما تفعله إسرائيل من القتل والتدمير الوحشي بل إن الوحوش والله لأرقى وأسمى من أن تفعل هذا بل إن ما تفعل إسرائيل لأقسى من أي وحشية أو همجية. والأمريكيون صامتون. ماذا يمكن أن يقولوا للعالم هل سيجرؤ الأمريكان على إرسال مندوبيهم للتعرف إلى الحرية الدينية في بلادنا؟ هل سيبحثون عن حقوق الإنسان عندنا؟

يكفي أن يكون الشخص مسلماً متديناً متمسكاً بالإسلام حتى تسقط كل حقوقه في نظرهم أو في نظر الإدارة الأمريكية؟

       وكأني بالأمريكان يرون الإسرائيليين يقومون بحرب إبادة كما فعل أجدادهم من قبل في سكان أمريكا الأصليين وما فعله الإسبان والبرتغاليون في أمريكا الجنوبية وما فعله الأوروبيون في أستراليا وفي نيوزلندا وفي جنوب أفريقيا، وما فعلته أمريكا وتفعله في العراق وأفغانستان وغيرها.

       فليصمت الأمريكيون إلى الأبد ولنصم آذاننا ونغلق أبوابنا أمامهم فلستم والله أهلاً للحديث عن الحرية أو التدين أو حقوق الإنسان، فأنتم أكبر من انتهك وينتهك هذه الحقوق. اسكتوا بل اخرسوا أيها الأمريكان إلى الأبد.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية