ماذا يدرسون أيناؤنا في الجامعة؟


                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                         

كان الحديث دائراً حول قسم الاقتصاد المنزلي والتخصصات التي يحتويها هذا القسم وما الذي يمكن أن تقوم به خريجة هذا القسم، وكانت المعلومات المتداولة بين المتحدثات منقولة عن بعض الطالبات اللاتي سبق أن درسن في هذا القسم أو يدرسن فيه حالياً. فتساءلت لماذا يكون هذا هو مصدر المعلومات الوحيد حول التخصصات العلمية. نعم في الوقت الذي أصبح التخصص خاضعاً في الغالب للنسبة المئوية التي يحصل عليها الطالب أو الطالبة في الشهادة الثانوية يظل علينا أن نعرّف أبناءنا وبناتنا ماذا سوف يدرسون في كل تخصص.
إن الجامعات تصدر كل سنة تقريباً دليلاً للتخصصات العلمية التي تضمها أقسامها العلمية المختلفة ، ولعل الجامعات تضيف المجالات التي تحتاج مثل هذه التخصصات، والشروط التي تتطلبها الدراسة في كل قسم من هذه الأقسام. ويحتوي الدليل في العادة على الساعات الدراسية والمواد المختلفة المطلوبة.إن الاستمرار في الخضوع للنسبة المئوية في الثانوية العامة يجعل كثيراً من الطلاب يدرسون تخصصات لا يفهمون عنها شيئاً ويقلل نسبة الإبداع والابتكار حيث تنتهي السنوات الأربع وقد حصلنا على عدد كبير من الخريجين يحملون شهادات في مجالات لم يكن لهم أية رغبة في الالتحاق بها. ولو كانت الفرصة متاحة لتغيير التخصص في مرحلة الدراسات العليا كما هو معمول به في الجامعات في الدول الأخرى لكان الأمر هيناً ولكن الإنسان في العالم العربي يضل حبيساً في الغالب- للتخصص الذي درسه في المرحلة الجامعية.
كانت كلية الدعوة بالمدينة المنورة تختار بعض الأساتذة قبل عدة أعوام- ليقوموا بالالتقاء بطلاب الثانويات ليشرحوا لهم التخصصات التي تضمها كلية الدعوة والمجالات التي يمكن أن يعملوا بها وتقدم للطلاب مطويات عن الكلية. ولكن أمام تزايد أعداد طلاب الثانوية لم يعد ضرورياً أن تسعى الكلية إلى الطلاب بل أصبحوا هم يسعون إلى أي مجال يمكن لهم أن يلتحقوا به دون السؤال عن المستقبل بعد التخرج.  ولكن يبقى السؤال كم من التخصصات في الجامعات لا يعرف عنه الطلاب إلاّ اسمه وحتى أسماء بعض التخصصات لا يعرفها أحد. وقد لفت نظري أن صحيفة الاقتصادية أجرت استطلاعاً حول السعودة في المستشفيات والمستوصفات الخاصة فوجدت أن النسبة متدنية جداً في معظم التخصصات الطبية أو الطبية المساعدة.
وحسناً فعل الدكتور هيثم أحمد زكائي الأستاذ المساعد بقسم التقنية الطبية بكلية الطب والعلوم المساعدة بجامعة الملك عبد العزيز حين كتب في عكاظ قبل مدة (15ذو الحجة 1418)حول أهمية التخصص في مجال التقنية الطبية وقد شرح الدكتور هيثم أهمية التخصص في التقنية الطبية وضرب المثل في مجال المختبرات على سبيل المثال وإلاّ فإن التخصص في التقنية الطبية يضم عدداً من الفروع- وذكر أن المريض يذهب إلى الطبيب الذي يقوم بالكشف عليه ولكنه لا يستطيع الوصول إلى التشخيص الدقيق للحالة إلاّ بعد إجراء عدد من الفحوص المخبرية. ومما قاله الدكتور زكائي :" إن الطبيب حين قام بالكشف على المريض حصر توقعاته في عدد معين من الأمراض ولكي يحدد بالضبط لجأ إلى طريقة التشخيص المخبري، وهنا يقع دور إخصائي الختبرات الطبية." وختم الدكتور مقالته بالقول :" إنني أدعو إلى توسيع مجالات التدريب وفتح مجالات جديدة متخصصة صمن برامج التقنية الطبية لسد حاجة البلاد كذلك أدعو إلى فتح باب القبول لخريجي الثانوية العامة للالتحاق بهذا التخصص لتخريج من هم على كفاءة عالية ومتخصصة للعمل في القطاع الطبي."
لقد لاحظت أن بعض التخصصات في الجامعات الغربية يتم تحويرها وإضافة بعض المواد لها لتلائم الحاجة لسوق العمل. قد لا يكون هذا الأمر في كل التخصصات ولكنه أمر معمول به في الجامعات الغربية. ولكني أعود فأدعو إلى أن تقوم الجامعات بتوفير نسخ من الدليل العام أو الدليل المتخصص لكل كلية في المدارس الثانوية وحبذا لو أضافت بعض المطويات عن مستقبل التخصصات المختلفة في كل قسم أو في كل كلية حتى يكون أبناؤنا على بينة من أمرهم . والله الموفق.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية