بريطاني يتزوج أربع، مقالة طريفة رغم بعد العهد

                             بريطاني يتزوج أربع نساء )(* )

         حكم قاض بريطاني على مايكال توماس الذي يبلغ من العمر أربعاً وأربعين سنة بالسجن مـدة ثمانية أشهر لأنه متزوج من ثلاث نساء في وقت واحد، واستطاع أن يخدع الزوجات بلسان معسـول  والادعاء بأنه مطلّق أو أرمل. وصرح القاضي الذي حكم عليه بأن سلوك مايكال المشـين  يستحق العقوبة لأنه لم يراع مطلقاً حقوق الأطفال وهو عمل يدل على فقر في الأخلاق والأدب . وأضاف القاضي بأن المجتمع المتحضر والمنظم يجب أن لا يسمح لمثل هؤلاء الرجال بمعاملة النسـاء بهذه الطريقة. إن هذا العمل يعد تحدياً لمؤسسة الزواج، وزاد القاضي باستخدام لفظ عامي قائلاً له: أنت وغد.

        لا تهمنا تفاصيل القضية الأخرى كيف تم القبض عليه أو أوضاعه المالية، لكن هل القاضي يعني ما يقول حقاً؟ لماذا يكون المتزوج بأكثر من واحدة لا يراعي حقوق الأطفال؟ ألا يعلم القـاضي عن الأعداد الضخمة للأطفال بلا آباء أو الذين ألقت بهن الأمهات؟ ألا يعلم القاضي عن  مشكلة الأمهات تحت العشرين بلا زواج؟ أليس أكرم للطفل أن يولد في بيت الزوجية؟ ثم مـا التحدي لمؤسسة الزواج؟ إن الإحصائيات الغربية للأزواج والزوجات الذين يخونون أزواجهم وزوجـاتهم تدل على أن الزواج من امرأة أخرى أشرف ألف مرة من الخيانة  سواء باتخاذ الخليلات أو ب "الجنس العابر" casual sex . ونتساءل أيضاً ألم يسمع القاضي عن الرجال يعاشرون النساء معاشرة زوجية دونما زواج رسمي وقد ينجبا الأطفال من هذه المعاشرة ، أليس هذا تحد لمؤسسة الزواج؟ لقد أصبح هذا النوع من المعاشرة شائعاً إلى درجة أن مجلة ريدرز دايجست تساءلت في مقالة ما موقف الآباء والأمهات إذا قررت ابنتهما القاصر أن تعيش مع رجل أجنبي دون زواج؟

      الأديان السماوية -وإن كان الدين السماوي واحداً وهو الإسلام _  تبيح التعدد وقد عرف هذا الأمر في التاريخ كله عدا عندما سيطرت الثقافة النصرانية الغربية الحديثة فأباحت الفوضى الجنسية واحتقرت مؤسسة الزواج . أليس الغرب هو صاحب تقليعات الهبييز والبانكس وغير ذلك من الهمجية والوحشية ..؟

---

* - هذا الخبر نقلاً عن أندرو بيرس ونشر في جريدة التايمز اللندنية في 10 سبتمبر 1994م.