دورة الاستشراق- من يتقدم لتسويقها وتسويق دوراتي الأخرى؟


دورة  الاستشراق





تقديم


الدكتور مازن مطبقاني

مركز المدينة المنورة لدراسات الاستشراق







                                      مقدمة دورة مكثفة في الاستشراق

الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فعندما يبدأ الكاتب بكتابة مقدمته لا بد أن يكون قد أعد بعض الأفكار ليكتبها  ولكني في هذه المقدمة قررت أن أكتب آخر فكرة وردت في خاطري وهذه الفكرة هي أن هذه الدورة قد عقدت آخر مرة قبل أربعة أعوام أو خمسة ولا بد أن المادة التي أعددتها قد أصبح بعضها قديماً ، أما الفكرة الثانية التي راودتني وهي أنني عشت في جدة ثلاث عشرة سنة بدأتها باحثاً عن وظيفة لشاب عاد من أمريكا بلا شهادة ولا يحمل إلاّ الثانوية العامة ويزعم أنه يعرف اللغة الإنجليزية، وفي جدة شاء الله أن أحصل على الوظيفة في الخطوط السعودية وأتيحت لي الفرصة للدراسة الجامعية منتسباً لقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. وواصلت دراستي الجامعية حتى حصلت على البكالوريوس والماجستير في التاريخ من جامعة الملك عبد العزيز.
وقدّر الله عز وجل لي الزواج من أهل جدة وكانت مرحلة طيبة واصلت فيها تعليمي في مرحلة الدراسات العليا، ثم انتقلت إلى المدينة المنورة للحصول على الدكتوراه في مجال الاستشراق ولأكون قريباً من والدي وقد يسّر الله لي الأمور مع بعض الشدة واللأواء ، وأعانني الله عز وجل على الصمود حتى حصلت على أول درجة دكتوراه يمنحها القسم عام 1414هـ. وكان لزوجتي نورة الملصي كثيراً من الفضل بعد الله عز وجل في مواصلة مشواري العلمي، والصبر معي على بعض الجهد والمشقة في هذه المسيرة.
وأشعر أنني أمام مرحلة جديدة لعل الله يجدد لي فيها من تقف معي وتواصل المشوار، فإنني كلما دخلت مكتبتي شعرت بأن هناك الكثير من العمل الذي يحتاج إلى الجيش من الباحثين فأقول حسبنا الله ونعم الوكيل وأدعو الله أن لا يذرني فرداً وهو أرحم الراحمين. فهل يبعث الله عز وجل من تتطوع لتقوم بالجهد معي في هذه الرسالة الكبيرة وبخاصة بعد أن قمت بإنشاء موقع على شبكة الإنترنت أطلقت عليه تيمناً وتفاؤلاً (مركز المدينة المنورة لدراسة الاستشراق)
تذكرت وأنا أبدأ كتابة هذه المقدمة أنني أمضيت اثني عشر عاماً من حياتي في العمل في الخطوط السعودية وكنت أحاول أن أتعلم الكتابة والقراءة وحصلت على الشهادات العلمية ولكني لو بقيت في الخطوط السعودية لما كتبت ما كتبت ولما حاضرت ما حاضرت ولما حضرت من المؤتمرات العلمية ما حضرت. فأحمد الله على  توفيقه وعلى بركة سكنى المدينة المنورة والعمل فيها.
هذه الدورة تأتي في وقت تشتد موجة النقاش حول قضية العولمة وقد تصارع الناس حولها واحتدم الجدال بينهم فمن قائل إن العولمة جاءت لتنهي دور الدول الإقليمية وتحارب الهويات المختلفة وإن الدول لم تعد تملك قرارها كما كانت في السابق فهناك صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية وهناك منظمات الأمم المتحدة وهناك الشركات المتعددة الجنسيات التي تصنع كل شيء من عود الثقاب حتى الطائرة والصاروخ
ويحتد النقاش حول العولمة وكل يوم يأتي بجديد فقد قرأت هذا اليوم (7ربيع الآخر 1421هـ)لمسؤول يمني كبير ينادي فيها بما أسماه الأقلمة مقابل العولمة. فيا قوم لماذا الاختلاف حول مصطلح صنعه الآخرون وأرادوا لنا أن تضيع أوقاتنا في الحديث عنه والبحث عن مغزاه. وهل الأمر حقيقي بأن تعريف العولمة أمر صعب وأن فهمها يحتاج إلى بحث علمي عميق ودقيق؟
لقد حضرت مؤتمراً في هولندا بعنوان ( المؤتمر العالمي الأول حول الإسلام والقرن الواحد والعشرين ) وكان أحد أهم محاور المؤتمر (الإسلام والعولمة) وكان الحديث هو الحديث عن الإسلام السياسي والحركات الإسلامية وموقف هذه الحركات من التحديث الأوروبي ومن الحضارة الغربية وموقف الحركات الإسلامية من الديموقراطية ومن المرأة ومن الأقليات. وكأن الأمر ليس واضحاً لدى الذين يعرفون الإسلام. وأضرب مثالاً بأن الحديث عن حقوق الأقليات ينسون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعطى أهل الكتاب أو أهل الذمة عهد الله وعهده وأن من آذى ذمياً فقد خان الأمانة. وكان من آخر وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفاه الله فيه بأهل الذمة وكان من القضايا التي تناولتها خطبة حجة الوداع أهل الذمة. ولدينا عهد عمر رضي الله عنه لأهل الذمة فهل يعقل بعد ألف وأربعمائة سنة يأتي من يتساءل عن حقوق الأقليات في العالم الإسلامي.
إن العالم اليوم تضيع فيه حقوق الأكثريات ( إن صح هذا التعبير) وليس الأقليات  فلماذا التباكي على حقوق الأقليات في العالم الإسلامي وموقف الحركات الإسلامية منها وهاهي الأقليات الإسلامية تضطهد في البوسنة وفي كشمير وفي كوسوفا وفي الفلبين وفي بورما وفي الهند وغيرها، فماذا صنع العالم لوقف المجازر ضد المسلمين؟
ونعود الآن إلى هذه الدورة فإن الغرب سعى منذ مئات السنين إلى الغزو الفكري وبذل من الجهود ما يتعجب المرء كيف يبقى للإسلام باقية في العالم ولكننا نؤمن بقول الله عز وجل عن إنفاق الكفار أموالهم في محاربة المسلمين ( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ) ، وقول الله عز وجل ( لن يضروكم إلاّ أذى). وقول الله عز وجل عن كيد الشيطان ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرها من خذلها) وقوله عليه الصلاة والسلام ( الخير فيّ وفي أمتي إلى أن تقوم الساعة)
نعم بذل الغرب ماله وجهده وفكره ليخرج المسلمين من دينهم ويجعلهم أتباعاً أذلة له وقد استطاع أن يصل إلى عدد من المسلمين وسعى إلى أن تكون السلطة والرأي والتوجيه بيد هؤلاء حتى إن وسائل الإعلام العربية الفضائية لا تكف عن استضافة أمثال هؤلاء كالسعداوي والمرنيسي ونصر حامد أبو زيد ومحمد سعيد العشماوي وكأن العالم الإسلام خلا من المفكرين الإسلاميين الذين يمكن أن يقدموا الإسلام للعالم. ولكن هذه القنوات لا تريد ذلك وإلاّ لما أنشئت ، والعتب ليس على هذه القنوات ولكن على العلماء المسلمين وقادة الرأي الذين يتأخرون عن المشاركة فيها وتعلم لعبة الإعلام.
وفي الوقت الذي كانت إذاعة لندن تتحدث عن أحد كتب محمد سعيد العشماوي أفردت مجلة تصدر في لندن أربعة أو خمسة صفحات للحوار معه بعد أن قدم الصحفي الذي أجرى الحوار آيات التبجيل والتقدير وأضفى على الضيف صفات العظمة والأهمية.
إن هذه الدورة تقدم بعض المعلومات السريعة عن الاستشراق ولكن المواجهة بيننا وبين الغرب تحتاج إلى الجهود الكبيرة المستعينة بالله سبحانه وتعالى وتحتاج إلى الإيمان بأن لهذا الدين العظيم رسالة يبج على أتباعه أن يبلغوها إلى العالم أجمع. وقد أكد القرآن الكريم على الرسول الكريم في أمر البلاغ فكيف نحن وهو الذي يؤيده الوحي وقد أُعد لهذه المهمة العظيمة.
وفي الختام أدعوكم لتعلم لغة الكمبيوتر وزيارة مركز المدينة لدراسة الاستشراق وعنوانه على الشبكة هو : www.madinacenter.org
أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم جميعاً وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

                                                          وكتبه
                                                مازن بن صلاح مطبقاني                                                                      

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية