ليس الخبز وحده ما نريد





      تحسن الاذاعات الغربية الموجهة استغلال الظروف التي تمر بها اللأمة الاسلامية فتعمل على استثارة الحكومات العربية الاسلامية ضد طائفة من أبنائها نذروا أنفسهم للاسلام يدعون اليه بأقوالهم وأفعالهم حتى اذا نزل بالامة بلاء كالزلزال أو السيول والفياضانات ،شمروا عن سواعدهم وعملوا كل مافي وسعهم للتخفيف من آثار هذه الظروف . وهؤلاء الدعاة في الأحوال العادية يقدمون الخير والمعروف عملا بأوامر الاسلام في هذا الشأن كقوله صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ) وقوله

صلى الله عليه وسلم ( والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع ) وفي روايه ( وهو يعلمه ).

    ولما حلت جيوش الاحتلال الأوروبية بالبلاد العربية الاسلامية تستعمر أراضيها وتغزو عقول بعض أبنائها قيض الله لهذه الأمة رجالا مخلصين من العلماء والدعاة حاربوا الاحتلال حتى طردوه شر طردة ولكنه كان ماكرا خبيثا لم يغادر البلاد حتى ترك فيها ماأسماهم الأستاذ محمد قطب المستعمرين السمر فعاثوا بالبلاد حربوا اقتصادها ونهبوا خيراتها وأذلوا شعوبها وافتعلوا الحروب هنا وهناك حتآ أفقروا البلاد والعباد.

وتظهر من جديد الصحوة الاسلامية المباركة فتشترك في المجال الاقتصادي فالمال عصب الحياة ، ولا بد للمسلمين أن يملكوا القوة التي يرهبون بها أعداء الله وأعداءهم . ويرى الغرب في الأزمات الاقتصادية الطاحنة بسبب التبذير وسوء التوزيع فيظن أنه لابد أن يقدم المساعدات الاقتصادية لاسكات صوت الصحوة الاسلامية فيزعم أنه لابد من توفير المساكن والفرص الوظيفية لأن شباب الصحوة يعانون أكثر من غيرهم .فهل يقصد الغرب خيرا من هذه المساعدات؟

  وليس هذا التوجه الغربي بالجديد فقد كانت الجزائر تعيش تحت الاحتلال الفرنسي وتعاني من الأزمت المالية والاقتصادية ، وكان المحتلون يلوحون بين الحين والآخر بأنهم سيسهمون في حل المشكلة الاقتصادية ، فما كان من الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله الاّ أن كتب يقول " جهل قوم من ذوي السلطة هذا الخلق منا -ويقصد الصبر على الجوع والتقلل من الأكل - فحسبوا وهم عالمون بما فيه الأمة من جوع وفاقة أننا لا نريد الا الخبز ، وأن الخبز عندنا هو كل شيء ، وأننا اذا ملئت بطوننا مهدنا ظهورنا ، وأنهم اذا أعطونا الخبز فقد أعطونا كل ما نطلب، اذ الخبز -في زعمهم - هو كل مانريد"0

  نعم ان المسلمين  المسلمين يهمهم أن يتغلبوا على المصاعب الاقتصادية ولكنهم يقدمون عليها عودة الاسلام ليحكم جميع مجالات حياتهم في العقيدة وفي العبادة وفي السياسة وفي الاقتصاد وفي الاجتماع .  وهم غير مستعدين للتضحية بثوابتهم من أجل حفنة من المال أيا كان مصدرها.

      وأختم بموقف مرت به مصر في أثناء حملة نابليون عليها حيث شعر المصريون بالتحدي لمواجهة جيش نابليون وما يملكه من أسلحة وعتاد ومدافع فما كان من المصريين الاّ أن صنعوا السلاح خلال أيام ، وكما يقول محمد جلال كشك في كتابه القيم ( ودخلت الخيل الأزهر) :"وبذل الأهالي ما في طوقهم لتأييد الثورة ، وأتوا في هذه السبيل من الأعمال ما أدهش الفرنسيين ، فقد أنشأوا في أربع وعشرين ساعة معملا للبارود في بيت قائد أغا بالخرنفش وأنشأوا معملا لصلاح الاسلحة والمدافع ، ومعملا أخر لصنع القنابل000 وهكذا نرى أن مصر قد طرقت أبواب الصناعة من خلال قتالها ضد الاستعمار الغربي لا من خلال الرضوح له أو التعاون معه ."

         فهل نعي الدروس من الماضي والحاضر ؟ اللهم ردنا الى دينك ردا جميلا وارقنا معرفة الحق والعمل به .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية