من يحملني إليهم؟ معاناة أستاذ جامعي لحضور مؤتمر


                                                

       في إحدى معارك الفتوح الإسلامية وقف الجيش الإسلامي أمام أحد الأسوار فصاح أحد الجند من يحملني إليهم أي يرفعه إلى ما فوق السور وهو يستطيع أن يلقي بنفسه بين الجند المدافع عن السور وبالتالي فتح السور للجيش الإسلامي. وقد تم له ما أراد وإن كان قد استشهد في تلك العملية الفدائية، ولعله طلب إليهم أن يرموه إلى الجهة الأخرى من السور ونجح في إحداث الثغرة المطلوبة.
     تذكرت هذه الحادثة عندما قرأت برنامج المؤتمر السنوي الثاني والخمسين لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة. يعقد هذا المؤتمر بعنوان (الشرق الأوسط: المشكلات والفرص) ويشرح العنوان بأن هذا المؤتمر سوف يقوّم المشكلات والفرص التي تواجه المنطقة في نهاية القرن العشرين. ويستمر المؤتمر يومين هما 16و17 أكتوبر 1998.
ونظراً لأهمية البرنامج فإنني سأعرض فقرات البرنامج متسائلاً كم من المسلمين من سيحضر هذا المؤتمر ويعرف ما يدور فيه ويخذّل عن المسلمين كما فعل نعيم بن مسعود رضي الله عنه في غزوة الأحزاب، وقد جاء نعيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً وطلب إليه أن يكلفه بأمر فقال له إنما أنت فرد، ولكن خذل عنّا يا نعيم. وقد قام رضي الله عنه بدور مبارك في زرع بذور الشقاق بين أجنحة الأحزاب المختلفة.
هذا المؤتمر يبدأ يوم 16 أكتوبر بمحاضرة افتتاحية لرئيس المعهد السفير روسكو سودارث ثم يرأس البروفيسور ريتشارد بوليت مدير معهد الشرق الأوسط بجامعة كولمبيا في نيويورك حلقة البحث بعنوان التطور في العلاقات العربية الإسرائيلية. ويتحدث في هذه الحلقة كل من وليام كواندت أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا ومستشار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في أثناء مباحثات كامب ديفيد. وعلي أتيقا من جماعة الفكر العربي وسيمكا دينيتز السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة وروبرت بلاتيرو مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط السابق.
أما الندوة الثانية فموضوعها (مستقبل العراق) ويتحدث فيها كل من اندرو براسيليتي من معهد الشرق الأوسط وباربرا كروست من جريدة نيويروك تايمرز وعبد المجيد الخوئي من مؤسسة الخوئي وقمران قرا داغي من صحيفة الحياة. وهناك حلقة حول التطور في أواسط آسيا ومحاضرة خاصة حول السياسية الخارجية الإيرانية وحلقة بحث حول التطور في إيران والحلقة الخامسة بعنوان (السوق العربية الاقتصادية) ويشارك فيها كمال درويش من البنك الدولي وحسن أيوب الوزير المغربي السابق للتجارة والزراعة. وعاطف قبرصي من جامعة ماكماستر وألن ريتشاردز من جامعة كاليفورنيا بمدينة سانت كروز.
لقد خطت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خطوة رائعة بإنشاء قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة قبل أكثر من خمس عشرة سنة وقد استطاع هذا القسم خلال هذه المدة متابعة الدراسات الاستشراقية التاريخية وإعداد الرسائل العلمية لتحليلها ونقدها. كما قام أكثر من باحث بإعداد دراسات نقدية للإنتاج الاستشراقي المعاصر ومن ذلك رسالة الدكتوراه حول الجوانب العقدية في دائرة المعارف الإسلامية في طبعتها الأولى والثانية، وهناك رسالة دكتوراه حول أحد أكبر المستشرقين المعاصرين وهو برنارد لويس الذي مازال يحضر المؤتمرات والندوات ويصدر الكتب وينشر المقالات حول القضايا المعاصرة للعام الإسلامي.
وقد تمكن بعض أعضاء القسم من حضور بعض المؤتمرات والندوات الدولية ممثلين للقسم وللجامعة قدموا من خلالها البحوث وناقشوا المستشرقين والباحثين الغربيين حول مختلف القضايا التي تهم العالم الإسلامي. ولكن المؤتمرات أو الندوات كثيرة وتحتاج إلى خطة متقنة لمتابعتها وحضورها وإبراز موقف الإسلام فيها.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية