جامعة طيبة الطيبة


                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                            

قريباً نحتفل جميعاً في هذه البلاد بالذكرى المئوية لتأسيس هذا الكيان الكبير الذي أشاد للعلم صروحاً في هذه البلاد وفي أنحاء العالم فهذه جامعاتنا الثمانية وعشرات الكليات تنتشر في كل رقعة من بلادنا الحبيبة، وبعض الكليات إنما هي جامعات مصغرة وإن لم يطلق عليها اسم جامعة ، كما أنشأت هذه البلاد الكليات والمعاهد ومراكز البحوث في أنحاء العالم وقدّمت الدعم السخي المادي والمعنوي لكثير من الجمعيات والهيئات الإسلامية مما جعل هذه البلاد في عهد خادم الحرمين الشريفين منارة للعلم في العالم أجمع.

ونحن أبناء طيبة الطيبة نفخر بالجامعة الإسلامية وبتاريخها العريق في نشر العقيدة الإسلامية الصافية في أنحاء المعمورة من خلال عشرات الألوف من الخريجين الذين درسوا على أيدي كبار العلماء من أبناء هذه البلاد ومن المتفوقين من العلماء من البلاد الإسلامية المختلفة. وهاهي آثارهم تدل عليهم في كل بقعة من الأرض. وفي المسجد النبوي الشريف تنتشر حلقات العلم لتحفيظ كتاب الله وتفسيره ودروس الفقه والحديث.

وبجوار الجامعة الإسلامية توجد كلية التربية وكلية العلوم التابعتان لجامعة الملك عبد العزيز بجدة وقد أصبح عدد طلاب هذه الكلية بالإضافة إلى كلية الدعوة (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) بأقسامها الثلاث الدعوة والإعلام والاستشراق أكثر من عشرة آلاف طالب. فهم يمدون البلاد بمئات الخريجين في كل عام للعمل في مجال التعليم وفي المجالات المختلفة. والمدينة المنورة من أكبر المناطق التعليمية في المملكة فهي تمتد من المدينة المنورة حتى ينبع الساحل وإلى المنطقة الشمالية في تبوك التي أصبح فيها أكثر من كلية إما تابعة للرئاسة أو لوزارة المعارف.

وقد كان لزيارة سمو ولي العهد الأمين الأمير عبد الله بن عبد العزيز إلى الجنوب وأمره الكريم بإنشاء جامعة الملك خالد لتضم فرعي جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية صدى جميلاً في طيبة الطيبة وفي كل أرجاء الوطن الغالي تقديراً لهذا القرار الحكيم حتى يتمكن إخواننا في الجنوب أن ينعموا بما أنعم الله به عليهم من قرارات هذه القيادة الحكيمة. وقد نشرت صحيفة (عكاظ) قبل أيام استطلاعاً أعده الأخ عبد المحسن البدراني جاء في مقدمته قوله :" إنشاء جامعة بالمدينة المنورة حلم يراود مواطني المدينة المنورة وهم يعلمون بإمكانية تحقيق هذا الحلم وتجسيده على أرض الواقع في ظل الجهود الكبيرة المبذولة في هذا الشأن لوجود النواة المحققة لهذا الشأن مثل الموقع والمباني المتمثلة في كلية التربية. واستضاف عدداً من الشخصيات البارزة في المدينة المنورة منهم الدكتور نايف الدعيس عضو مجلس الشورى والأستاذ بهجت جنيد مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة فأشادوا بفكرة الجامعة وبخاصة أن عدد خريجي الثانوية من منطقة المدينة المنورة يزيد على خمسة آلاف طالب سنوياً بالإضافة إلى من يتخرج من المناطق الشمالية أو القريبة من المدينة.

          كما قدم الأستاذ البدراني بعض الحقائق عن كلية التربية وأود أن أضيف أن وجود كلية الدعوة حيث يمكن أن يندمج قسم الدعوة بقسم الدراسات الإسلامية ويتم تطوير قسم الإعلام وبخاصة أننا في عصر الإعلام ونحتاج إلى العديد من هذه الأقسام. أما قسم الاستشراق فإنه قسم فريد في العالم الإسلامي ولأنه في الوقت الحاضر مقتصر على الدراسات العليا فحين يصبح تابعا لجامعة طيبة الطيبة فبالإمكان إعادة الدارسة فيه في مرحلة الماجستير  ويمكن أن يتم تطوير مناهج هذا القسم لعل طلاب الدراسات الإسلامية يحصلون على تخصص فرعي في الاستشراق والدراسات الأوروبية والأمريكية .وبخاصة أن كلية التربية فيها قسم اللغات الأجنبية وهو أمر ضروري لهذا القسم.

          إن قيادتنا الحكيمة تدرك تماماً تطلعات المواطنين وتسعى في معظم الأحيان إلى تحقيق هذه التطلعات حتى قبل أن يفكر فيها كثير من الناس خدمة للأهداف التي قامت هذه البلاد عليها وهي الاهتمام بالعلم ونشره ودعم الجهات التي تتولى مهمة التعليم .

          مرحباً بجامعة طيبة الطيبة التي نرجو من الله عز وجل أن يوفق ولاة أمر هذه البلاد المباركة إلى تحقيقها في القريب بإذن الله . والله الموفق.





.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية