هل نشرب السوبيا طوال العام ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة: كتب هذه الكلمة بعد انتهاء رمضان قبل سنوات طويلة وما دمنا في الصيف أو بداياته فهي مناسبة فهل تقع في يد مهندس كيميائي فيتحفنا بما نشرب بعيدا عن احتكار الشركات العالمية؟



بعد أن شرب الناس شراب السوبيا والسوبيا بالتوت وشراب التمر الهندي واللبن طوال شهر رمضان ، وقد ذهب رمضان وبقي التوت يباع في قواريره وبقي التمر الهندي يشربه من يريد أن يتذوق شراباً مختلقاً ولا شك أن اللبن له محبوه يشربونه في رمضان وفي غير رمضان . ولكننا سنعود مرة أخرى إلى المشروبات التي اعتدناها قبل رمضان وهو أنواع الكولا أو المرطبات الغازية بأنواعها.
فهل تكون هذه الفرصة لمن تذوق السوبيا أن يفكر في أن يصنع أو يصنّع لنا مشروبات خاصة بنا حتى لا تبقى أموالنا تذهب بمئات الملايين للشركات المتعددة الجنسيات. إنني أتخيل أن يأتي اليوم الذي ينتشر فيه شراب السوبيا أو منقوع التمر أو نبيذ التمر ونبيذ الزبيب ( لا كحول فيه) في كل أنحاء العالم بمواصفات وضعتها أيدي إسلامية وعقول إسلامية. لا أشك أن لدينا علماء في الكيمياء وفي علم الأغذية ويستطيعون أن يصلوا إلى وصفات ( ليست سرية) يحددون فيها بدقة الكميات المطلوبة للشراب من حيث المادة الأساس والإضافات ويبتعدوا عن مادة الكافيين أو الصبغات والمواد الملونة.
 وإن العالم المسلم حين يضع المواصفات يكون رائده الصدق والأمانة فيضع المواصفات التي تحافظ على الصحة ولا يكون هدفه فقط اجتذاب العميل أو المستهلك إلى الشراب بشتى الوسائل حتى لو كانت بعيدة عن الصدق والأمانة.
ولا بد أن أذكر أننا في المدينة المنورة كانت السوبيا تباع عندنا في قوارير ويوضح لها غطاء نسيت كيف كانت صورته ولكننا كنّا نقف عند محل للعم رشوان في أوائل شارع العينية من جهة المناخة وبعد سوق البرسيم وسوق السجاد ونستمتع بطعم السوبيا. وقد بدأت إحدى الشركات المحلية منذ أكثر من ثلاثين عاماً تصنّع الكولا وتسمى كعكي كولا. فهل كانت مجرد تعبئة أو كان للشركة جهد في مواصفاتها. أما اليوم فليس من المطلوب منّا أن نفكر كثيراً فإن هذه الشركات لم تترك زاوية في أنحاء عالمنا الإسلامي حتى غزته بهذه المشروبات. حتى أدمناها. وقد يزعم بعض الصغار أنهم لا يستطيعون أن يبتلعوا الطعام إلاّ مع رشفات من مشروب الكولا أو غيره من المشروبات.
وليت الأمر توقف عند غزونا بهذه المشروبات فإنهم غزونا بأساليب التسويق البعيدة عن الأخلاق والقيم فكل شركة من الشركتين الكبريين تحاول أن تستأثر بالسوق حتى إن إحداهما فتحاول أن تقنع صاحب المتجر أو البقالة أو السوق المركزي أن لا يعرض بضاعة الشركة الثانية وتقوم بالمقابل بتقديم عدد من الصناديق مجاناً مدة من الزمن. ولمّا علمت إحدى الشركتين أن أحد التجار رفض عرض الشركة الثانية كافأته بان صنعت له لوحة يعلقها على متجره تكلف أكثر من عشرين ألف ريال. ومن العجيب أن هاتين الشركتين تقيمان الدعاوى ضد بعضهما البعض في بلدهما الأم بأن كل واحدة ليست شريفة في المنافسة. والسؤال متى كانت منافستهما شريفة؟
نعم نريد سوبيا طوال العام ونريد شراب التمر وشراب الزبيب وشراب التمر هندي وشراب الليمون وشراب البرتقال. إننا ندفع مبالغ ضخمة للشركات الأجنبية لتمنّ علينا بأسمائها حتى نسوق بضاعتها . فمتى نخرج من عقدة الأجنبي في مأكلنا ومشربنا وفي ثقافتنا وهويتنا. إن العالم الإسلامي بحاجة إلى جهود ضخمة من علمائه ومفكريه لإنقاذه من سيطرة البضاعة الأجنبية كما أننا بحاجة إلى أصحاب رؤوس الأموال أن يخلصوا لأمتهم .والله الموفق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية