النشاط الثقافي في جامعة جورج واشنطن وجامعاتنا الراكضة خلف التصنيف




      وفي جامعة جورج واشنطن حيث عقد المؤتمر السنوي الثامن لمركز دراسة الإسلام والديمقراطية وفي مبنى كلية الإعلام.(مازال الإعلام قسماً في جامعة الملك سعود منذ ثلاثين سنة، والعالم الآن يجعل الإعلام كليات) وترتبط دراسة الإعلام بالتخصصات الأخرى، فهناك إعلام عن المجتمع وإعلام اقتصادي وإعلام سياسي وإعلام دينيإن صح الأمر- فلِمَ يبق القسم في جامعة الملك سعود قسماً وكذلك في جامعة الملك عبد العزيز وفي جامعة الإمام؟

       كان مبنى الإعلام فخماً في قاعاته وتجهيزاته وحتى في دورات المياه التي كانت أرقى من حمامات فنادق الخمس نجوم أو أكثر. ويقال إن من بين بنود تقويم الجامعات زيارة المباني وأوضاعها وأعتقد أن بعض جامعاتنا مبانيها قد أكل الزمن عليها وشرب. وقد زرت الجامعة الإسلامية ذات يوم فلم أجد مبنى يصلح أن يكون ضمن مباني الجامعات إلاّ مبنى الإدارة والبساط الأحمر والرخام. وأعتقد أن جامعة طيبة إن لم تكن بدأت بتنفيذ بناء مبان جديدة فحرام أن يبقى الطلاب يدرسون في تلك الصنادق الخشبية التي لا تصلح في صيف ولا شتاء. وقد هدد المعلمون الإنجليز بالإضراب إن لم تراع إدارات التعليم التكييف. ولو نظرنا إلى ما يشتكي منه الإنجليز لقلنا إن ما يشكون منه ترف زائد لا يصح أن يتكلموا فيه. ولكنهم في نظرهم حريصون على العملية التعليمية أن تتم في جو سليم. وأذكر عندما درسنا في مدرسة طيبة لم يكن عندنا غير مراوح السقف التي سقطت واحدة منها ذات يوم على الطلاب.

والآن إلى النشاطات الثقافية والعلمية في جامعة جورج واشنطن:

-        استضافت الجامعة الرئيس جيمي كارتر في 8مارس 2007 (صحيفة الجامعة اسمها الهاتشت George Washington Hatchet العدد الثامن المجلد التاسع عشر الخميس 26 أبريل 2007م. ازدحمت المدرجات بالطلاب عن آخرها للاستماع لمحاضرة الرئيس الأمريكي الأسبق حيث تحدث عن الشرق الأوسط وكتابه الذي حقق أعلى المبيعات وعنوان كتابه (فلسطين:سلام لا عنصرية) وباللغة الإنجليزية Palestine: Peace not Apartheid. ومن المعروف أن كتاب كارتر أثار ضجة كبرى في الولايات المتحدة وبخاصة بين اليهود والمتعاطفين مع إسرائيل.

- محاضرة عامة بعنوان (منتدى سياسة الشرق الأوسط) ويقيمها صاحب كرسي الكويت لدراسات الخليج والجزيرة العربية، ويرعى المحاضرة معهد إليوت للشؤون الدولية Elliot School of International Affairs.

-        - محاضرة يلقيها نائب كلينتون (عندما كان رئيساً) ومرشح الحزب الديمقراطي الذي خسر أمام بوش آل قور Al Gore ومحاضرته حول حماية البيئة.

- ندوة حول مستقبل الإعلام وشارك فيها تنفيذيون من التلفزيون ومن الصحافة المطبوعة وإعلام الإنترنت، وأدارها الصحفي والأستاذ الجامعي مارفين كالب Marvin Kalb
-
البروفيسور جون ميللر John Miller سفير أمريكي سابق حاضر في جامعة جورج واشنطن حول تجارة الرقيق. وأعدت التقرير كارليا باليان Karlia Palian المحررة بالصحيفة وألقيت المحاضرة في معهد إليوت للشؤون الدولية، وقد تحدث البروفيسور أمام ثلاثين طالباً، وبعض المهنيين من مجتمع واشنطن في أمسية رعاها منتدى حل الأزمات Conflict Resolution Forum تناول فيها مسألة التجارة بالبشر وقد ترك المحاضر وظيفته بصفته سفيراً فوق العادة حول مسألة الرق الدولي وأصبح يدرس فصلاً متخصصاً في تجارة البشر.

-        ومما قاله المحاضر: "قد يندهش البعض إذا عرف أن هناك رقاً في القرن الواحد والعشرين، ولكن هناك مليون ومائة ألف إنسان يتم نقلهم دولياً كل سنة، وأضاف نحن لا نعرف الأرقام الحقيقية، ولكن ذلك الرقم ضخم على أي حال، وقال ميللر إن 80% من هذه الأرقام هن من النساء ونصفهم من القاصرين، وقال المحاضر إن اهتمامه بهذا الموضوع أمر شخصي فقد قابل أكثر من ألف شخص نجوا من الرق في حوالي خمسين دولة، والرق لا يؤثر فقط في الدول المتقدمة ولكنها يؤثر أيضاً في الديمقراطيات النامية. ويستمر الرق في كل الدول بما فيها أمريكا.

-        وأوضح المحاضر الوسائل التي يمكن اتخاذها للحد من هذه التجارة وذلك ثلاث استراتيجيات هي: المحاكمة والحماية والوقاية. وأنه فقط من خلال إيقاع العقوبة بالأشخاص الذين يمارسون هذه التجارة وتطبيق القانون وزيادة الوعي يمكننا أن نحد من هذه التجارة.  وأضاف المحاضر إنه على الرغم من أن هذا الموضوع لا يؤثر مباشرة في طلاب جامعة جورج واشنطن ولكن واشنطن العاصمة فيها عبيد يعملون في أماكن المساج وفي منازل خاصة وفي زوايا شوارع واشنطن. وختم بالقول على الرغم من أن المعركة ضد تجارة الرقيق ما تزال في البداية ولكنه متفائل، وقال نحن بحاجة إلى حركة لإيقاف هذه التجارة، وأذكر أنني كتبت في كتابي (الغرب من الداخل: دراسة للظواهر الاجتماعية) بعض الفقرات عن تجارة الرقيق، أو الرقيق الأبيض.

-        بالطبع لدي تحليل لما قدمت من أخبار من جامعة جورج واشنطن ولكني أترك لكم الاجتهاد حتى تنظروا في هذه الأخبار وتكتبون شيئاً عما يمكن أن تخرجوا به من معرفة مثل هذه الأمور، صحيح أنني قدمت في الحلقة الماضية بالقول إن جامعاتهم نشطة ونحن نائمون، وذكرت نومة أهل الكهف، والحقيقة إن هؤلاء كانوا فتية مؤمنين هداهم ربنا إلى الحق، ونومتهم إنما كانت آية من الله عز وجل ، والقصة في سورة الكهف فأعتذر إن استخدمت العبارة في غير محلها وأستغفر الله العظيم، وليتكم نبهتموني لذلك. فلا يصح أن نستخدم من أعلى الله شأنهم في القرآن في موضع نتندر فيه بشيء يتعلق بهم. ليتنا كنا كأولئك الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية