من أعلام المدينة :الشيخ إبراهيم الأخضر

 

                                      بسم الله الرحمن الرحيم

 

مقدمة: شيخي الشيخ إبراهيم الأخضر قرأت معه كتابا في التجويد وهو تحفة الإخوان، ثم شرح لي مخارج الحروف وصفاتها، وقرأت معه الأجرومية وبدأنا في قطر الندى وكان من المفروض أن أقرأ معه تفسير أبو السعود ولعلي أفعل هذا عند عودتي إلى المدينة المنورة بإذن الله واستجابة لنصح والدتي رحمها الله أن ألازم الشيخ فملازمته بركة

      

     هذا العَلَم هو الشيخ إبراهيم الأخضر بن علي القيم الذي ولد في المدينة المنورة عام 1364هـ.تلقى تعليمه الابتدائي في كل من دار الحديث المدنية، ومدرسة النجاح الأميرية، والمعهد العلمي في المدينة المنورة. ثم انتقل للدراسة في الثانوية الصناعية متخصصاً في مجال الميكانيكا. حصل على بعثة دراسية إلى مصر حيث واصل دراسته في هذا المجال في الفترة من 1380-1382ه ـ (1960-1962) ثم حصل على بعثة للدراسة في إيطاليا في الفترة من 1386-1387هـ(1967-1968م)

        اتجه بعد عودته من إيطاليا لدراسة العلوم الشرعية حيث بدأ حفظ القرآن الكريم على الشيخ عمر الحيدري رحمه الله مع عدد من الطلاب منهم السيد شهاب وأحمد رضوان والأستاذ باتع ونوري حسن وإحسان صديق وأحمد دردير. ثم واصل دراسته لعلوم القرآن الكريم حيث قرأ على الشيخ حسن الشاعر رحمه الله القراءات السبع في أربع سنوات. ثم أكمل القراءات العشر على الشيخ عبد الفتاح القاضي. ومن أبرز مشايخه – وهم في الواقع أبرز المشايخ في هذا المجال في العالم الإسلامي في العصر الحاضر- الشيخ عامر بن السيد عثمان والشيخ أحمد عبد العزيز الزيات. ويقول الشيخ إبراهيم عن ذلك:" اجتمع لي بفضل الله تعالى مجموعة لم يحظ بها أحد وهم أكبر القراء علماً وسنّا"

      لا شك أن من يحصل على هذه الشهادات في مجال كالقرآن الكريم لا بد أن يمارس التدريس عملاُ بقوله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه) وبدأ التدريس في حلقة شيخه الشيخ حسن الشاعر وهي من وسائل استمرار العمل أن يحرص الشيخ على أن يستخلص من طلابه من يأخذ علمه ويواصل مسيرته. فعهد إليه الشيخ أولاً بأن يقوم بالتدريس حين غيابه واستمر في هذا الأمر حتى أصبح هو المسؤول عن الحلقة عندما اعتزل الشيخ التدريس قبل وفاته بعامين.

        ولم يكتف الشيخ بالتدريس في الحلقة في المسجد النبوي الشريف بل قام بالتدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عدداً من السنين، كما قام بالتدريس في المعهد العالي للدعوة الإسلامية. أما تلاميذه فيعدون بالألوف وقد ذكر الشيخ منهم الشيخ محمد مكي هداية الله والشيخ فؤاد مصطفى والدكتور عبد الله جار الله والشيخ عبد المحسن بن قاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

       وبالإضافة إلى تمكن الشيخ إبراهيم من حفظ القرآن الكريم والتعمق في علومه وقراءاته فإنه يمتلك صوتاً جميلاً رائعاً وهذا ما دعا المسؤولين إلى تقدير علمه ومواهبه فعين إماماً في المسجد الحرام لصلاتي الفجر والعصر واستمر في ذلك ثلاثة أشهر ونصف. وغلبه حبّه للمدينة المنورة فعاد إليها. ثم تمّ تكليفه بالإٌمامة في المسجد النبوي الشريف لصلاة الفجر والمشاركة في إمامة المسلمين في صلاة التراويح والتهجد في رمضان مدة تسع سنوات. ولا أنسى ما قاله وزير الشؤون الدينية الجزائري الشيخ عبد الرحمن شيبان " لقد استطعنا أن نفهم بعض الآيات القرآنية فهماً أفضل حينما سمعناها بقراءة الشيخ إبراهيم الأخضر"

     وكان من تقدير المسؤولين في هذه البلاد للقدرات والمواهب أن صدر مرسوم ملكي كريم بتعيينه شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف. فهنيئاً للشيخ إبراهيم هذا المنصب الرفيع.

      إن عمق معرفة الشيخ إبراهيم الأخضر بالقرآن الكريم وجمال صوته وأدائه الرائع في قراءة القرآن الكريم حتى إن المستمع له يفهم معاني الآيات من خلال الطريقة التي يقرأ بها. وما زال الشيخ إبراهيم – حفظه الله وأمد في عمره ومتّعه بالصحة والعافية- يواصل مشوار في التدريس كما أنه يقوم بالتدريس في مدراس تحفيظ القرآن الكريم لكبار الطلاب. فهنيئاً للمدينة المنورة بعالمها الفاضل.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية